المحافظةُ على التراثِ
المحافظةُ على التراثِ واجبٌ وطنيٌّ؛ لأنّهُ يمثّلُ هُوِيَّةَ الأمّةِ وجزءًا من ثقافتِها. ويُقصَدُ بالمحافظةِ على التراثِ حمايتُهُ من الاندثارِ والزوالِ بفعلِ التأثيراتِ الطبيعيةِ أو البشريةِ.
الترميمُ: هو عمليةُ إعادةِ الأثرِ إلى شكلِهِ الأصليِّ، وإصلاحُ ما تأثّرَ منهُ بسببِ العواملِ الطبيعيةِ والبشريةِ.
وسائلُ المحافظةِ على التراثِ
تقعُ مسؤوليةُ المحافظةِ على التراثِ على عاتقِ الدولةِ والمواطنينَ على حدٍّ سواءٍ، فالتراثُ جزءٌ مهمٌّ من الهُوِيَّةِ الوطنيةِ تتوارثُهُ الأجيالُ جيلًا بعدَ جيلٍ.
|
دائرةُ الآثارِ العامةِ هي إحدى المؤسساتِ الوطنيةِ التي تُعنى بحمايةِ التراثِ، وتتبعُ لوزارةِ السياحةِ والآثارِ، وتتولّى إدارةَ المواقعِ الأثريةِ، وصيانتَها، وترميمَها، والقيامَ بأعمالِ المسحِ والتنقيبِ الأثريِّ. وأيضًا تُعنى مديريةُ التراثِ التابعةُ لوزارةِ الثقافةِ بحمايةِ التراثِ، عن طريقِ إنشاءِ قاعدةِ بياناتٍ وطنيةٍ للتراثِ الماديِّ وغيرِ الماديِّ. أمّا المتاحفُ الوطنيةُ فتعملُ على حمايةِ المقتنَياتِ الأثريةِ الموجودةِ فيها ورعايتِها. |
دورُ المنظَّماتِ الدوليةِ في حمايةِ التراثِ العالميِّ
تُسهمُ المنظَّماتُ الدوليةُ بدورٍ مهمٍّ في حمايةِ التراثِ العالميِّ والاهتمامِ بهِ، وإعطائِهِ طابعًا دوليًّا بإدراجِهِ على لائحةِ التراثِ العالميِّ، ومن هذِهِ المنظَّماتِ:
أولًا: المنظمةُ العربيةُ للتربيةِ والثقافةِ والعلومِ (أَلِكْسو) (ALECSO): هي منظَّمةٌ متخصّصةٌ تعملُ في نطاقِ جامعةِ الدُّوَلِ العربيةِ، وقد تأسّسَتْ عامَ 1970م، ومقرُّها في تونُسَ، وتهدفُ إلى تمكينِ الوَحدةِ الفكريةِ بينَ أجزاءِ الوطنِ العربيِّ عنْ طريقِ التربيةِ والثقافةِ والعلومِ، ومن مهامِّها: النهوضُ بالثقافةِ العربيةِ بتطويرِ مجالاتِ التربيةِ والثقافةِ والعلومِ على المستويينِ: الإقليميِّ، والقوميِّ، وتنسيقُ العملِ المشتركِ بينَ الدُّوَلِ العربيةِ الأعضاءِ.
ثانيًا: المنظَّمةُ الإسلاميةُ للتربيةِ والعلومِ والثقافةِ (إسيسكو): وهي فرعٌ عن منظَّمةِ التعاونِ الإسلاميِّ، وقد تأسّسَتْ عامَ 1979م، ومقرُّها في الرباطِ عاصمةِ المملكةِ المغربيةِ، وتهدفُ إلى تعزيزِ التعاونِ بينَ الدُّوَلِ الأعضاءِ في مجالاتِ التعليمِ والعلومِ والثقافةِ والاتصالِ، وتشجيعِ التنوّعِ والحوارِ والتفاهمِ بينَ شعوبِها المختلفةِ في إطارِ مساهمتِها في تحقيقِ السلامِ والأمنِ العالميينِ، والاهتمامِ بالثقافةِ الإسلاميةِ وإبرازِ خصائصِها والتعريفِ بمعالمِها في الدراساتِ الفكريةِ والبحوثِ العلميةِ والمناهجِ التربويةِ.
ثالثًا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو): هي وكالةٌ دوليةٌ متخصّصةٌ تتبعُ لمنظَّمةِ الأُمَمِ المتحـــدةِ، وتهدفُ إلى تحقيقِ التعاونِ الدَّوليِّ في مجالِ التربيةِ والعلومِ والثقافةِ، ويَكْمنُ دورُها في حمايةِ التراثِ العالميِّ عن طريقِ: مكافحةِ الاتّجارِ غيرِ المشروعِ بالمقتنَياتِ الثقافيةِ، والمحافظةِ على المواقعِ ذاتِ الأهميةِ الخاصةِ، ســـواءٌ أكانَتْ ثقافيةً أم طبيعيةً. وتعتمدُ اليونسكو عددًا من المعاييرِ لتصنيفِ المواقعِ التراثيةِ لتصبحَ مواقعَ عالميةً. ولتعرُّفِ هذِهِ المعاييرِ أتأمّلُ الشكلَ الآتَي، ثمَّ أجيبُ عمّا يليهِ:

ومن مواقعِ التراثِ الإسلاميِّ في الأردنِّ:
- قلعةُ عجلونَ: وقد بناها القائدُ عزُّ الدينِ أسامةُ أحدُ قادةِ صلاحِ الدين الأيوبيِّ عامَ 1184م.
- مدرسةُ الكركِ الثانويةُ للبنينَ: وتُعَدُّ من أقدمِ المدارسِ في الأردنِّ، وقد تأسّسَتْ عامَ 1899م.
نماذجُ من التراثِ العالميِّ
يَزخَرُ العالمُ بكثيرٍ من مواقعِ التراثِ العالميِّ، ومن أشهرِها:
- مدينةُ القدسِ القديمةُ وأسوارُها: تشكّلُ مدينةُ القدسِ قيمةً رمزيّةً كبرى عندَ أتباعِ الدياناتِ السماويةِ، لِما تحتوي عليهِ من مبانٍ وأسوارٍ تاريخيةٍ، مثلِ: المسجدِ الأقصى المباركِ، وقبّةِ الصخرةِ المشرَّفةِ، وكنيسةِ القيامةِ، وغيرِها.
- قصرُ الحمراءِ في إسبانيا: هو قصرٌ أثريٌّ بُنِيَ في العهدِ الإسلاميِّ في الأندلسِ، ويتميّزُ بوجودُ جناحِ الأُسودِ، وهوَ بَهْوٌ كبيرٌ تتوسّطُهُ بركةُ ماءٍ عليها 12 أسدًا.
- مدينةُ سامرّاءَ في العراقِ: تقعُ على ضفافِ نهرِ دِجلةَ شمالَ مدينةِ بغدادَ، وقد بناها الخليفةُ العباسيُّ المعتصمُ باللهِ، ومن أهمِّ آثارِها: المسجدُ الجامعُ، ومئذنتُهُ الملويةُ.
- سورُ الصينِ العظيمُ: بناهُ أباطرةُ الصينِ؛ لحمايةِ بلادِهِمْ من الغَزْوِ الخارجيِّ، ويبلغُ طولُهُ حوالي (21) ألفَ كيلومترٍ، ويُعَدُّ من المعالمِ التي شاهدَها روّادُ الفضاءِ في رحلتِهمْ إلى الفضاءِ.
- مدينةُ دمشقَ: تُعَدُّ إحدى أقدمِ المدنِ والعواصمِ في العالمِ، وتحتوي على مواقعَ تراثيةٍ عديدةٍ، أهمُّها: المسجدُ الأُمَوِيُّ المشهورُ بالزخارفِ والرسومِ الإسلاميةِ، وقلعةُ دمشقَ.