القضايا الأدبية فصل أول

التوجيهي أدبي

icon

فنٌ شعري يُعنى بمدح النبي محمد -صلى-  وتعداد صفاته الخُلُقية والخَلْقية، وإظهار الشوق لرؤيته وزيارته، وزيارة الأماكن المقدسة التي ترتبط بحياته، مع ذكر معجزاته المادية والمعنوية، والإشادة بغزواته.

وقد سمي هذا الفن مديحًا لا رثاءً؛ لأنَّ الرسولَ حيٌّ في نفوس المسلمين برسالته وسنته ومبادئه التي بُعث من أجلها.

2- نشأته

نشأ المديح النبوي في صدر الإسلام، واستمر النظم فيه في العصرين: الأموي والعباسي. وقد تطوّر هذا الشعر وأصبح يِشكّل ظاهرة تسترعي الانتباه في العصرين: الأيوبي والمملوكي، ويعود ذلك إلى ما تعاقب على المسلمين من ويلات ومصائب وأحزان.

3- من أشهر شعرائه

نظم عدد من الشعراء دواوين خاصة قصروها على المديح النبوي، مثل: «معارج الأنوار في سيرة النبي المختار»  للصرْصَري (تـ656هـ)، و«بشرى اللبيب بذكرى الحبيب »لابن سيّد الناس اليعمري (تـ734هـ)، و«منتخب الهدية في المدائح النبوية» لابن نباتة المصري (تـ768هـ )، و«فرائد الأشعار في مدح النبي المختار» لابن العطار الدنيسري (تـ794هـ )، و«شفاء الكليم بمدح النبي الكريم» لابن عربشاه الدمشقي (تـ901هـ ).

الخصائص الفنية لشعر المديح النبوية

بمدارسة النماذج الشعرية السابقة، نجد أن شعر المديح النبوي:

1- تبرز فيه العاطفة وتدفق المشاعر تجاه الرسول
عند الحديث عن شمائله ومعجزاته وطلب شفاعته.

2- يتميز بوحدة الموضوع وطول القصيدة.

3- تأثرت مضامينه بالقرآن الكريم، ومن ذلك الحديث عن حادثة الإسراء والمعراج، وذكر النبي في الكتب السماوية، والطير الأبابيل، وبالحديث النبوي الشريف عند ذكر البراق في حادثة الإسراء.

4- يشيع فيه فن المعارضات، مثال ذلك قصيدة ابن الساعاتي التي عارض فيها كعب بن زهير في قصيدته التي مطلعها:

بانتْ سُعاد فقلبي اليومَ متبولُ           مُتَيَّمٌ إثْرِها لم يُفْدَ مَكْبولُ