النقد الأدبي فصل أول

التوجيهي أدبي

icon

مفهوم المذهب الأدبيّ

     تعريفه: يُقصَد بالمذهب الأدبيّ: جملةٌ من الخصائص الفنيّة الّتي تَصبُغ نتاجًا أدبيًّا ما بصِبْغة غالبة تَميّزه من غيره في فترة معيَّنة من الزّمان.

 

المذهب الكلاسيكيّ ( مدرسة الإحياء والنّهضة)

     تعريفه: يُطلَق اسم " مدرسة الإحياء والنّهضة" على الحركة الشّعريّة العربيّة الّتي ظهرت في أوائل العصر الحديث، والتزَم فيها عدد من الشّعراء النَّظْم على نَهْج الشّعراء في عصور ازدهار الشّعر  العربيّ: الجاهليّ، والإسلاميّ، والأمويّ، والعباسيّ.

 *رائد هذه المدرسة الشّاعر المِصريّ محمود سامي الباروديّ

مجموعة من الشّعراء، منهم:

أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وعلي الجارم من مصر،

وعبد المحسن الكاظميّ وجميل صدقي الزَّهاويّ ومعروف الرُّصافيّ ومحمد مهدي الجواهريّ من العراق ،

وعبد المُنعم الرّفاعيّ من الأردن،

وخير الدين الزّرِكْلي من سوريّة

 

خصائص المذهب الكلاسيكيّ في الأدب العربيّ

مما سلف، يمكننا أن نستخلص خصائص المذهب الكلاسيكيّ في الأدب العربيّ على النّحو الآتي:

١– يُحاكي القدماء في بناء القصيدة العربيّة من حيث تعدُّد الموضوعات.

٢- يلتزم القافية الواحدة.

٣– يحافظ على سلامة الألفاظ وجزالتها، وفخامتها، ويحرص على التّراكيب والأساليب اللّغويّة.

٤– يبتعد عن الخيال الجامح باستخدام الصورة الشّعريّة الحسّيّ والماديّة، فيوازن بذلك بين العقل والعاطفة .

 استحدثوا أغراضًا شعريّة جديدة لم تكن معروفة من قَبْلُ في الشّعر العربيّ، بما يناسب عصرهم وما استجدَّ فيه من ظروف وأحداث، ومن ثَمَّ، موضوعات جديدة تعبّر عن تلك الظروف والأحداث، فظهَرَ مَثلاً

1-الشّعر الوطنّي، 2-الشّعر الاجتماعي، 3-الشّعر المسرحيّ، 

 

 

المذهب الرومانسيّ

تعريفه:  مذهب أدبيّ أطِلقَ على الشّعراء الّذين نادَوا بضرورة التّحرر من القواعد والأصول الّتي نَادت بها الكلاسيكيّة، فأطلَقوا العِنانَ للعاطفة والخيال ، وصبّوا اهتمامهم على الحديث عن مشاعر الإنسان الفَرْد وهمومه، ووظّفوا الطبيعة للتّعبير عن تلك المشاعر ونَقْلها إلى الآخرين.

1-جماعة الدّيوان التي شكَّلها كلّ من : عبّاس محمود العقّاد، وإبراهيم عبد القادر المازنيّ، وعبد الرّحمن شكري .

2-شعراء المَهجَر، ومنهم : جُبران خليل جُبران، وإيليّا أبو ماضي ، ونَسيب عَريضة .

3-جماعة أبولّو، ومن شعرائها : أحمد زكي أبو شادي، وإبراهيم ناجي.

 

خصائص المذهب الرّومانسي في الأدب العربيّ

يظهر من استعراض النّموذج السّابق لإيليّا أبي ماضي  اتّصافُ المذهب الرُّومانسيّ في الشّعر العربيّ بعدد من الخصائص، من أهمّها أنّه:

١ – يبتعدُ عن التّقاليد الموروثة في بِنية القصيدة العربيّة؛ لذا هَجَرَ الرّومانسيّون المقدّمة الطّلَليّة ودخلوا في موضوعهم الشّعريّ مباشرةً، والتزموا الوَحدة الموضوعية .

۲ – يرفضُ القواعد والأصول، فقد دعا أتبَاع الرّومانسيّة مثلًا إلى التّحرر من قيود القافية؛ لأنّها تَحُدُّ من إبداع الشّاعر، فنجد لديهم تَعدُّدًا في القافية في القصيدة الواحدة.

 ٣ – يطلق العِنان للعاطفة والخيال ، فقد وظّف الرُّومانسيون الطّبيعة واندمجوا فيها، وعبَّروا عن ذلك بمعانٍ عاطفيّة وألفاظ سهلة بعيدة عن الغريب.

٤– يستمدُّ الصُّوَر الشّعريّة  من الطبيعة الّتي نظر إليها الرومانسيون على أنها كائن حي ينبض بالحياة .

 

 المذهب الواقعيّ

 

تعريفه:هو المذهب الذي يُعنى بوصف الحياة اليوميّة كما هي من غير أيّة مثاليّة

1-طه حسين مجموعته القصصيّة "المّعذَّبون في الأرض"،

2توفيق الحكيم رواية "يوميّات نائب في الأرياف"،

3- نجيب محفوظ مجموعته القصصيّة "هَمسِ الجنون"،

4-يوسف إدريس رواية "الحَرام"،

5- وعبد الرحمن الشٌرقاويّ رواية "الأرض".

أ-الواقعية النَّقديّة: الّتي تتناول مشكلات المجتمع وقضاياه، ولكنّها تركِّز بشكل كبير على جوانب الشّر والفساد فيه، وتقوم بانتقاده وإظهار عيوبه وتسليط الضوء عليها، وتكتفي بذلك من غير إيجاد الحلول. وتُعَدّ القصّة والرّواية مجالَ الواقعيّة النّقديّة الأكبرَ وتليهما المسرحيّة.

ب-بالواقعيّة الاشتراكيّة:وهي تجعل العمل الأدبيّ قائمًا على تصوير الصّراع الطَّبقيّ بين طبقة العمال والفلاحين من جهة وطبقة الرأسماليين والبرجوازيين من جهة ثانية، وتجعل الثانية مصدرًا للشّرور في الحياة، فتُدينها وتكشف عيوبها، وتنتصر للفلاحين والعُمّال وتُظهِر جوانب الخير والإبداع فيهم. والواقعيّة الاشتراكيّة تقدّم حلولًا للمشكلات التي تتناولها.

 

 خصائص المذهب الواقعيّ في الأدب العربيّ

١ – يصوّر الواقع ويبتعدُ عن الإغراق في العواطف والخيال.

 ۲ – يُركز على القضايا الاجتماعيّة، ويعرِضُها عرضًا موضوعيًّا بعيدًا عن الذّاتيّة، فيَنقُد المجتمعَ، ويبحثُ عن مشكلاته، ويقترحُ بعض الحلول المناسبة.

٣ – يعتمدُ بصورة أكبرَ على الكتابة القصصيّة والروائيّة والمسرحيّة.

 

 المذهب الرّمزيّ

 

    تعريفه: مذهبٌ أدبيّ يعتمد الإيحاء في التّعبير عن المعاني الكامِنة في نَفْس الأديب.

 

وقد استطاعت الرّمزيّة أن تأخذَ مكانًا لها في الشِّعر العربيّ المعاصر ولا سيما شعر التّفعيلة،

فظهَرَت لدى عدد من الشعراء، مثل:

بدر شاكر السّيّاب،

وصلاح عبد الصّبور،

ومحمود درويش،

وأدونيس، وغيرهم

 

 خصائص المذهب الرّمزيّ في الأدب العربيّ

 ١ – يستخدم التعبيرات الرّمزيّة الإيحائيّة بوصْفها أداةً فاعلة للتّعبير؛ لأنّ اللغة العاديّة في رأي الرمزيّين لا تستطيع ـ في كثيرٍ من الأحيان ـ التّعبير بِعُمقٍ عمّا في النّفس من أفكار ومشاعر.

٢ – يعتني عنايةً فائقة بالموسيقا الشّعريّة المنبثِقة من اختيار الأوزان والألفاظ الخاصّة.