التعلم القبلي
- الفقه الإسلامي: العلم بالأحكام الشرعية العملية المُستنبَطة من أدلَّتها التفصيلية.
للفقه الإسلامي مصادر عديدة، منها: القرآن الكريم، والسُّنَّة النبوية الشريفة، والإجماع، والقياس، ومراعاة المصالح.
الْفَهْمُ وَالتَّحْليلُ
أولًا: مفهوم المذاهب الفقهية
المذهب الفقهي: هو الطريقة التي سار عليها الأئمَّة الفقهاء في فهم النصوص الشرعية، واستنباط الأحكام الفقهية التي بنى عليها علماء الفقه بعدهم.
ثانيًا: نشأة المذاهب الفقهية الأربعة
في عصر التابعين.
ثالثًا: التعريف بالمذاهب الفقهية الأربعة
أ . المذهب الحنفي:
- يُنسَب هذا المذهب إلى العالِم الجليل أبي حنيفة النعمان رحمه الله.
- هو أوَّل المذاهب الفقهية الأربعة ظهورًا.
منهج أبي حنيفة في التعليم
اتَّبَع الإمام أبو حنيفة رحمه الله مع تلاميذه منهجية تقوم على أساس الشورى في النقاش والاجتهاد.
- امتاز الفقه الحنفي بالفقه الافتراضي.
- يُعَدُّ المذهب الحنفي أوسع المذاهب انتشارًا في العالَم، وبخاصَّة في العراق، والشام، والهند، وباكستان، وأفغانستان، وتركيا.
ب. المذهب المالكي:
إمام هذا المذهب الفقهي هو عالِم المدينة المُنوَّرة وفقيهها الإمام مالك بن أنس رحمه الله.
- يُعَدُّ المذهب المالكي ثاني المذاهب الفقهية ظهورًا.
- أجمع المسلمون على إمامة الإمام مالك رحمه الله.
- أُطلِق على الإمام مالك رحمه الله لقب «أمير المؤمنين في الحديث»، و «إمام دار الهجرة».
- ألّف الإمام مالك رحمه الله كتاب (الموُطَّأ) الذي جمع فيه كثيرًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
منهج الإمام مالك في التعليم
كان الإمام مالك رحمه الله يَتَّبعِ أسلوب التلقين في تدريس طلبته.
- انتشر المذهب المالكي في كثير من البلدان، مثل: بلاد المغرب العربي، والسودان، ومعظم الدول الإفريقية.
صُوَرٌ مُشْرِقَةٌ
- صنَّف الإمام مالك رحمه الله كتابه (المُوطَّأ) بناءً على طلب الخليفة العباسي المنصور عام 143 ه. - طلب الخليفة من الإمام مالك رحمه الله أنْ يكون كتابه مرجعًا للمسلمين، وأنْ يُعلِّقه على أستار الكعبة، ثمَّ يُرسِل منه نسخًا إلى أقطار المسلمين، ويترك الناس ما سواه من كتب، لكنَّ الإمام مالك رحمه الله رفض ذلك، قائلًا: «يا أمير المؤمنين، إنَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرَّقوا في البلاد، وأخذ كلُّ بلد بما وصل إليه، فدع الناس وما هم عليه ».
وهذا يُؤكِّد:
1) تمسُّك الإمام مالك بن أنس رحمه الله بالبُعْد عن التشدُّد؛ رحمةً بالمسلمين، وتخفيفًا عنهم.
2) وجوب مراعاة ما استقرَّ عند الناس في البلاد المختلفة من أقوال أهل العلم؛ لكيلا تنشأ فتنة بين المسلمين في حال فُرِض عليهم الأخذ برأي واحد.
● أثنى الإمام الشافعي رحمه الله على الإمام مالك رحمه الله، قائلًا: «إذا ذُكِر العلماء فمالك النجم».
ج. المذهب الشافعي:
يُنسَب هذا المذهب إلى العالِم الجليل محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله.
في العراق وضع ما سُمِّي المذهب الشافعي القديم، ثمَّ انتقل إلى مصر، فأعاد النظر في كثير من اجتهاداته؛ لنضجه العلمي، وتغيُّر الظروف والأحوال، وظلَّ في مصر حتى توفّاه الله تعالى فيها. وقد أُطلقِ على ما دَوَّنه الإمام الشافعي في مصر اسم المذهب الجديد.
من كتب الإمام الشافعي رحمه الله:
- (الرسالة) وهو أوَّل كتاب في أصول الفقه.
- دَوَّن تلاميذه كتابه المشهور في الفقه (الأمُ).
- يُعَدُّ المذهب الشافعي ثالث المذاهب الفقهية ظهورًا، وقد انتشر في بلاد الشام، والعراق، واليمن، ومصر، وإندونيسيا، والهند وغيرها من البلاد.
صُوَرٌ مُشْرِقَةٌ
● كان الإمام أحمد رحمه الله يُكثرِ من الدعاء لشيخه الإمام الشافعي رحمه الله.
● كان الإمام الشافعي رحمه الله غزير العلم.
● كان الإمام الشافعي رحمه الله مثالًا في أدبه، واحترام مخالفيه.
د. المذهب الحنبلي:
يُنسَب هذا المذهب إلى العالِم الجليل أحمد بن حنبل رحمه الله .
- اشتُهِر رحمه الله بإمامته في الحديث والفقه، وجمعه بين العلم والعمل. وقد كان لعلمه أثر في شخصيته، وأسلوب حياته؛ إذ كان خاشعًا، ووقورًا، وقريبًا من تلاميذه وأصحابه بحيث كان مُؤثِّرًا فيهم، ومُتواضِعًا لهم.
- روى عنه ولده عبد الله (المسند) الذي جمع فيه نحو ثلاثين ألف حديث نبوي شريف.
- يُعَدُّ المذهب الحنبلي رابع المذاهب الفقهية ظهورًا، وقد انتشر في بلدان عديدة، منها الجزيرة العربية.
● قال الإمام الشافعي رحمه الله :« خرجْتُ من بغداد وما خلَّفْتُ بها أحدًا أتقى، ولا أورع، ولا أفقه من أحمد بن حنبل».
● استمرَّ الإمام أحمد رحمه الله في طلب العلم حتى مماته، وقد شوهِد - على كِبَِ سِنِّهِ- يطوف البلاد، ويجمع الحديث الشريف، فقيل له: يا إمام، هذا على كِبَِ سِنِّكَ؟ قال: «نعم، مع المحبرة إلى المقبرة».
● قال يحيى بن معين رحمه الله: « ما رأيْتُ مثل أحمد بن حنبل، صَحِبْتُهُ خمسين سَنَة، ما افتخر علينا بشيء ممّا كان فيه من الصلاح والخير : « خرجْتُ من بغداد وما خلَّفْتُ بها أحدًا أتقى، ولا أورع، ولا أفقه من أحمد بن حنبل».
رابعًا: أسباب اختلاف المذاهب الفقهية
بالرغم من اتفاق أئمَّة المذاهب الفقهية على الأحكام الفقهية الأساسية، فإنَّهم اختلفوا في كثير من الأحكام الفقهية الجزئية والتفصيلية التي لا نصَّ فيها. وفيما يأتي أبرز الأسباب التي أدَّت إلى ذلك:
أ . اللغة: يوجد في اللغة العربية ألفاظ وحروف تشترك في عدد من المعاني، مثل حرف (الباء) الوارد في قوله تعالى:﴿وامسحوا برؤوسكم﴾ (المائدة: 6). فقد اختلف الفقهاء في مقدار المسح من الرأس عند الوضوء:
- منهم مَنْ قال: إنَّ الباء زائدة، فيجب مسح كلِّ الرأس.
- منهم مَنْ قال: هي للتبعيض، فيُجزِئ مسح بعض الرأس.
ب. وصول الحديث وثبوته: تختلف أقوال الفقهاء وآراء المذاهب بسبب الاختلاف في رواية السُّنَن:
- قد لا يصل الحديث إلى المُجتهِد، فيفتي في المسألة اعتمادًا على آية أو حديث آخر، وقد يلجأ إلى القياس.
- وقد يصل الحديث إلى المُجتهِد، ولا يعمل به؛ لحُكْمه عليه بالضعف.
ج. أصول الاستنباط.
فمثلًا، الإمام مالك رحمه الله قدَّم عمل أهل المدينة على بعض أصول الاستنباط.
د . اختلاف الأعراف والعادات.
الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ
لا تنحصر المذاهب الفقهية فقط في المذاهب الأربعة، وإنَّما توجد مذاهب أُخرى كثيرة لم تنتشر مثل انتشار المذاهب الأربعة.
من هذه المذاهب: مذهب سفيان الثوري، ومذهب الأوزاعي، ومذهب الليث بن سعد، ومذهب إسحاق بن راهَوَيْه، ومذهب زيد بن علي، ومذهب ابن جرير الطبري، ومذهب داود الظاهري رحمهم الله.