يتناول هذا الفصل دراسة مساحة الدولة، وأثرها في قوة الدولة، مع دراسة الآثار الإيجابية والسلبية لكل من المساحات الكبيرة والصغيرة للدول. كذلك، يتناول الفصل إشكال الدول والآثار الإيجابية والسلبية لهذه الأشكال، مع إعطاء أمثلة متنوعة من دول العالم.
تعرف مساحة الدولة بأنها ؛ رقعة أرض الدولة داخل حدودها السياسية المعترف بها دوليا، وتتباين دول العالم من حيث مساحتها تباينا كبيرا
ومن أهم الآثار الإيجابية للمساحة الكبيرة في قوة الدولة
أ- تنوع الأقاليم المناخية والنباتية، والإنتاج الزراعي.
ب - تنوع الترب، الذي ينعكس على تنوع الإنتاج الزراعي والصناعي في الدولة، ويساعدها على أن تكون أقرب إلى الاكتفاء الذاتي .
ج - تنوع التركيب الجيولوجي، الذي يعني تنوع الموارد المعدنية.
د - استيعاب عدد أكبر من السكان.
هـ - إتاحة فرصة توزيع المراكز الحيوية والصناعية والمنشآت الاقتصادية، بعيدا عن حدودها.
و - تزيد من العمق الاستراتيجي للدولة، وزيادة قدرتها الدفاعية ضد الغزو الخارجي،
وعلى الرغم من إيجابيات المساحة الكبيرة للدولة، إلا أنه توجد بعض السلبيات، منها:
أ - قد تشكل مساحتها عبئا إضافيا عليهـا، وتقلل مـن أهميتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية؛ وذلك لأن جزءا كبيرا من أراضيها مناطق غير منتجـة، تكاد تخلو من السكان، ويصعب استغلالها أو الوصول إليها.
ب - قد لا تتمكن بعض الدول لاتساع مساحتها، من استثمار كل الموارد المتوافرة فيها؛ لقلة إمكاناتها الاقتصادية والتكنولوجية، وقلة خبرة سكانها؛ كما في السودان، الذي يمتلك ثروة مائيـة وحيوانية هائلة وتربة خصبة، إلا أن قلـة رؤوس الأموال والخبرة والحروب الداخلية، لم تمكنه من استثمار تلك الثروات على أفضل وجه. ومن ثم، بقيت موارد غير مستغلة.
ج - تفتقر بعض الدول الواسعة المساحة مثل الهند، إلى شبكة مواصلات تربط مختلف أنحاء الدولة مع بعضها بعضا، ما يعيق التقدم الاقتصادي فيها.
د - صعوبة السيطرة العسكرية على أجزاء الدولة، إذا كانت تضم قوميات عرقية مختلفة ، ما يشجع على قيام الحركات الانفصالية ، كتيمور الشرقية في إندونيسيا
ه- المشكلات التي تتعلق بتجهيز عدد كاف من الجيوش للدفاع عنها، نظرا إلى عدد سكانها، وطول حدودها، واتساع مساحتها.
بينما الآثار السلبية المساحة الصغيرة في قوة الدولة
أ- عدم القدرة على استيعاب أعداد متزايدة من السكان.
ب - تواجه الدول أضرارا جسيمة في اقتصادها، إذا تعرضت إلى إحدى الكوارث الطبيعي
ج- يـسهـل اجتياحها عسكريا، فمثلا: اجتاح الجيش الألماني هولندا في أربعة أيام فقط في الحرب العالمية الثانية.
د- تفتقر للعمق الاستراتيجي
نستنتج مما سبق، أن أهمية الدولة لا تقاس بالكيلو متر المربع، وإنما لا بد من الأخذ في الحسبان العوامل المحددة لأهمية مساحة الدولة ، مثل : عدد السكان وتوزعهم بما يتناسب مع الموارد ، وغنى الدولة أو فقرها ، والنظم الاقتصادية والسياسية السائدة فيء الدولة ، وقدرة السكان العلمية والتكنولوجية على استثمار الموارد ، ومرونة الاتصال في الدولة ، حجم الموارد وتنوعها .
تختلف دول العالم في شكلها الخارجي، ويؤثر شكل الدولة في نموها الداخلي وفي أدائها لوظائفها، كما يؤثر في دفاعها الخارجي. ولتسهيل دراسة شكل الدولة، وأثره في قوتها؛ فقد صنف باحثو الجغرافيا السياسية أشكال الدول إلى الأصناف الآتية:
1- - الشكل المتراص أو المنظم
2-- الشكل المستطيل
3 - الشكل المجزأ أو المشتت
4- الشكل غير المنتظم
5- الشكل المحتوى