الْفِكْرَةُ الرَّئيسَةُ
المسجدُ النبويُّ الشريفُ هوَ ثاني المساجدِ الإسلاميةِ في الفضلِ والمكانةِ بعدَ المسجدِ الحرامِ.
إِضاءَةٌ
- أطلقَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ على يثربَ اسمَ (المدينةِ) بعدَ هجرتِهِ إليها.
- ومن أسمائِها أيضًا: طيبةُ، وطابةُ.
أَستنيرُ
- نالَ المسجدُ النبويُّ الشريفُ عنايةً كبيرةً منذُ بنائِهِ في عهدِ سيدِنا رسولِ اللهِ ﷺ وعلى مرِّ العصورِ؛ لما لهُ من مكانةٍ عظيمةٍ عندَ المسلمينَ.
أولًا: فضائلُ المسجدِ النبويِّ الشريفِ
- تتعلّقُ قلوبُ المسلمينَ بالمسجدِ النبويِّ الشريفِ لما له من فضائلَ كثيرةٍ، منها:
1. أنّهُ أحدُ المساجدِ الثلاثةِ التي تُشَدُّ الرحالُ إليها؛ لعظيمِ فضلِها عندَ اللهِ تعالى، قال رسولُ اللهِ ﷺ: (لا تُشَدُّ الرّحالُ إلّا إلى ثلاثةِ مساجدَ: المسجدِ الحرامِ، ومسجدِ الرسولِ، ومسجدِ الأقصى) (رواه البخاري).
أَتَعَلَّمُ
- شَدُّ الرّحالِ: أي قصدُ الذهابِ للعبادةِ والصلاةِ؛ لتحصيلِ الأجرِ والثوابِ.
2. أنَّ أجرَ الصلاةِ فيهِ تعدلُ أجرَ ألفِ صلاةٍ في غيرِهِ باستثناءِ المسجدِ الحرامِ، قال رسولُ اللهِ ﷺ: (صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ في غيرِهِ منَ المساجدِ، إلّا المسجدَ الحرامَ) (رواه البخاري ومسلم).
ثانيًا: معالمُ المسجدِ النبويِّ الشريفِ
- يضمُّ المسجدُ النبويُّ معالمَ كثيرةً لها مكانةٌ عظيمةٌ عندَ المسلمينَ، منها:
1. الحُجرةُ النبويةُ الشريفةُ:
- وهي بيتُ سيدِنا رسولِ اللهِ ﷺ الذي كانَ يقيمُ فيهِ معَ أمِّ المؤمنينَ السيدةِ عائشةَ رضي الله عنها.
- وفيها قبرُهُ ﷺ وقَبْرا صاحبَيْهِ: أبي بكرٍ الصدّيقِ رضي الله عنه، وعمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه.
- ويُستحَبُّ زيارةُ قبرِ سيدِنا رسولِ اللهِ ﷺ والسلامُ عليهِ.
- ثمَّ السلامُ على صاحبَيهِ رضي الله عنهما، والترضّي عليهِما.
2. الروضةُ الشريفةُ:
- وهيَ المكانُ الواقعُ بينَ الحُجرةِ النبويةِ الشريفةِ وبينَ منبرِهِ ﷺ.
- وسُمِّيَتْ بالروضةِ؛ لأنَّ سيدَنا رسولَ اللهِ ﷺ قال عنها: (ما بينَ بيتي ومنبري روضةٌ من رياضِ الجنّةِ) (رواه البخاري) (روضةٌ: حديقةٌ).
- ويُستحَبُّ لِمَنْ يَزورُ المسجدَ النبويَّ الشريفَ أنْ يصلّيَ فيها.
3. المنبرُ:
- ويقعُ على طرفِ الروضةِ الشريفةِ.
- وقد كان سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ يخطبُ قائمًا مستندًا إلى جذعِ نخلةٍ منصوبٍ في المسجدِ.
- حتى صُنعَ لهُ منبرٌ منَ الخشبِ لهُ ثلاثُ درجاتٍ يصعدُ عليهِ ﷺ ليخطب بالمسلمينَ، فيراهُ كلُّ مَنْ حولَهُ.
- وبقيَ المنبرُ على حالِهِ حتى نهايةِ عصرِ الخلفاءِ الراشدينَ، وهوَ غيرُ المنبرِ الموجودِ اليومَ.
أَتَعَلَّمُ
- تُوُفِّيَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ في الحُجرةِ النبويةِ الشريفةِ.
- وَدُفِنَ جثمانُهُ الشريفُ فيها، قال ﷺ: (ما قبضَ اللهُ تعالى نبيًّا إلّا في الموضعِ الذي يحبُّ أنْ يُدْفَنَ فيه) (رواه الترمذي).
أستزيدُ
- تَزْخَرُ المدينةُ المنورةُ بمعالمَ إسلاميةٍ كثيرةٍ، منها:
1. مسجدُ قُباءٍ:
- وهوَ أولُ مسجدٍ بُنِيَ في الإسلامِ.
- ويُستَحَبُّ زيارتُهُ والصلاةُ فيهِ، لقولِهِ ﷺ: (الصلاةُ في مسجدِ قُباءٍ كَعُمرةٍ) (رواه الترمذي).
2. مسجدُ القِبلتينِ:
- وهو المسجدُ الذي أمرَ اللهُ تعالى فيهِ سيدَنا رسولَ اللهِ ﷺ بتغيير القِبلةِ أثناءِ صلاةِ العصرِ منَ المسجدِ الأقصى إلى المسجدِ الحرامِ، فاتّجهَ المسلمونَ إلى الكعبةِ أثناءَ الصلاةِ، قال تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) (البقرة: ١٤٤).
3. مقبرةُ البقيعِ:
- وهيَ أولُ مقبرةٍ للمسلمينَ بعدَ الهجرةِ النبويةِ.
- وقد دُفِنَ فيها آلافُ الصحابةِ الكرامِ رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله.
- وتقعُ قربَ المسجدِ النبويِّ الشريفِ.
- وَأُولُ مَنْ دُفِنَ فيها مِنَ الصحابةِ الكرامِ رضي الله عنهم عثمانُ بنُ مظعونٍ رضي الله عنه.
- ودُفِنَ فيها أيضًا معظمُ أمّهاتِ المؤمنينَ رضي الله عنهنّ.
- ولا يزالُ يُدْفَنُ فيها إلى يومِنا الحاضرِ.
- ويُستحَبُّ زيارتُها والاستغفارُ لِمَنْ فيها، لقولِهِ ﷺ عن سيدنا جبريلَ عليه السلام: (إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أنْ تأتيَ أهلَ البقيعِ، فتستغفرَ لهم) ( رواه مسلم).
4. مقبرةُ شهداءِ أُحُدٍ:
- وهيَ المقبرةُ التي دُفِنَ فيها سبعونَ شهيدًا من شهداءِ معركةِ أُحُدٍ رضي الله عنهم.
- ومن بينِهِم سيدُنا حمزةُ بن عبدِ المطلبِ رضي الله عنه.
- ومصعبُ بنُ عُميرٍ رضي الله عنه.
- ويُستحَبُّ لِمَنْ يذهبُ إلى المدينةِ المنورةِ زيارتُها.
- وقد كانَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ يواظب على زيارتِها في كلِّ عامٍ، ويستغفرُ لمَنْ فيها، ويدعو لهمْ.
أَربطُ مع التاريخِ
- كانَ المسجدُ النبويُّ الشريفُ في بدايةِ بنائِهِ مسجدًا صغيرًا مبنيًّا منَ الطوبِ، ومسقوفًا بجريدِ النخلِ.
- ثمَّ وسَّعَهُ سيّدُنا رسولُ اللهِ ﷺ بعدَ غزوةِ خيبرَ.
- ثمَّ أمرَ الخليفةُ سيدُنا عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه بالتوسعةِ الثانيةِ.
- واستمرَّ المسلمونَ في العنايةِ بالمسجدِ النبويِّ الشريفِ وتوسعتِهِ حتى وقتِنا الحاضرِ.
أَسمو بقيمي
1. أُقَدِّرُ جهودَ العنايةِ بالمسجدِ النبويِّ الشريفِ.
2. أُعظّم بيوت الله تعالى.
3. أتشوّق لزيارة المسجد النبوي الشريف.