المقدمة: أهمية الأسرة في الإسلام
- الأُسرة هي نواة المجتمع، وبِصلاحها يصلح المجتمع، ولذلك حرص الإسلام أن تقوم العلاقات بين الزوجين على أساس من التآلف والمحبة والتعاون والمودة والرحمة، قال تعالى: "ومن ءاياته أن خَلَقَ لكُم من أنفُسِكم أزواجًا لِتَسْكُنوا إِليها وجعل بينكم مودةً ورحمةً إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكَّرون".
- الأسرة هي البيئة التي تتولّى تنشِئة الأبناء ورعايتهم وتنميتهم، وتعزيز مشاعر الرحمة والمحبة.
- الأثر السلبي للمشكلات الزوجيَّة في الأسرة:
- تُعكّر صفو الألفة والمحبة في الأسرة.
أولًا: الوسائل الوقائية من المشكلات الزوجيَّة
1- حسن اختيار كل من الزوجين للآخر: بيّن الإسلام أُسس الاختيار لكلا الزوجين، وأهمها:
أ. الخلق والدين.
ب. أن يكون كل منها كفؤًا للآخر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا خَطَبَ إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه، إلا تفعلوا تكن فِتنة في الأرض وفساد عريض"، وسوء اختيار كل منهما للآخر، يؤدي إلى الخلافات الزوجيَّة.
2- الالتزام بشرع الله تعالى: وَجَبَ على كل من الزوجين الالتزام بما شرع الله تعالى حتى لا تقع هذه المشكلات.
3- أداء الحقوق الزوجيَّة: حدد الإسلام لكل من الزوجين حقوقًا وواجبات تتناسب مع قدرته وطبيعته، وأمر كلا منهما بأداء ما عليه من الواجبات، وعلى الطرف الآخر إعطاؤه حقوقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا إن لَكُم من نِسائِكم حقًا، ولِنِسائِكم عليكم حقًا"، فإذا أهمل أحد الزوجين حقوق الآخر تبدأ الخلافات بينهما.
4- عدم السماح للآخرين بالتدخل في الخصوصيات العائليَّة:
- فالرجل يحترم والدي زوجته وأهلها وأقاربها، وكذلك هي تحترم والديه وأقاربه،
- حذر الإسلام الزوجين من السماح للأهل بالتدخل السلبي بين الزوجين، وأوجب أن يحفظ الأسرار والخصوصيات العائليَّة.
5- تقبل كل من الزوجين طباع الآخر والصبر عليه: لكل من الزوجين خصوصيات بدنية ونفسية:
- فإذا كان الزوج سريع الغضب فعلى الزوجة احتواء غضبه حتى يهدأ.
- وكذلك على الزوج أن يصبر على ما يكون من زوجته من تصرفات، وعدم صبر كل منهما على الآخر قد يؤدي إلى الخلافات بينهما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَفْرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر".
ثانيًا: الوسائل العلاجيَّة للمشكلات الزوجيَّة
- على الزوجين حل مشكلاتهما بالقول الطيب والكلمة الطيبة والنقاش الهادئ.
- إذا استفحل الخلاف وعجز الزوجان عن معالجته واحتماله يستشيرا أهل الخبرة والإصلاح ممن يثقان به لمحاولة الإصلاح بينهما.
- فإن عجز أهل الإصلاح يلجأ إلى القضاء.
* ما الدور الذي يقوم به القاضي في الإصلاح بين الزوجين؟
- يُحَوّل القاضي الزوجين إلى مديريّة الإصلاح والتّوفيق الأسري في دائرة قاضي القضاء.
- فإن لم يستطع الإصلاح فَيُصار إلى التّحكيم، فيعين القاضي حكمًا من أهل الزوجة، وحكمًا من أهل الزوج.
- فإن لم يستطع الحَكَمان حلّه، ففي هذه الحالة شرع الإسلام الطلاق، تخليصًا للزوجين من حياةٍ فقدت مقومات استقرارها
* ما الحكمة من تعيين القاضي حكمين من أهل الزوجين؟
ذلك لتعرف أسباب الخلاف بينهما وعلاجها، قال الله تعالى: "وإن خِفتُم شِقاق بينهما فابْعثوا حَكَمًا من أهلِه وحكمًا من أهلِها إن يريدا إصلاحًا يوفّقِ الله بينَهُما إن الله كان عليمًا خبيرًا".
* ما الشروط الواجب توافرها في الحَكَمَين؟
- أن يكونا مُسلمين بالغين عاقلين.
- أن يكونا عالِمَين بالأحكام الشرعية.
* ما الحكمة من جعل الإسلام الطلاق على ثلاث مرات؟
- أعطى الإسلام الزوجين فرصة لإعادة الحياة الزوجية إلى مسارها الصحيح.