فنٌ أدبي نثري، يتناول موضوعًا معيّنًا بهدف إقناع قارئه بتقبُّل فكرة ما أو إثارة عاطفته تجاهها، وقد تظهر فيه شخصية الكاتب.
وتُعنى بتحليل مظاهر الحياة المعاصرة وتتناولها بالنقد والتحليل، حتى نستطيع القول: إنها عُدَّت فنّا أدبيّا جديدًا، فقد كان لظهور بعض الصحف كصحيفة «الوقائع المصرية»، والمجلات كمجلة «المشرق» سنة (1898م)، أثرٌ كبيرٌ في انتشار المقالة في الأدب العربي الحديث وظهورها بقالبها الجديد. ويُعَدُّ كل من: إبراهيم المازني وأحمد حسن الزيّات وعبّاس محمود العقاد من أشهر كتّاب المقالة في الصحافة العربية المبكرة.
1 - الخصائص والعناصر
اتّسمت المقالة الحديثة بقربها من الناس ومعالجة مشكلاتهم العامة والخاصة، والميل إلى بث الثقافة العامة لتربية أذواق الناس وعقولهم، واتّصفت بالوضوح في التعبير، والدقة في الوصف ،والإيجاز في العرض.
تعتمد المقالة على عناصر ثلاثة: لغة موجزة يُراعى فيها اختيار الكلمات المناسبة ذات الدلالات الواضحة بعيدًا عن التكرار والزيادة، وفكرة الموضوع التي تعبّر عن وجهة نظر كاتب المقالة في موضوع ما، وعاطفة تسهم في تقديم فكرة المقالة بفاعلية وتأثير كبيرين، وغالبًا ما تظهر العاطفة في الموضوعات الإنسانية.
2- نوعا المقالة
المقالة الحديثة نوعان: المقالة الذاتية، والمقالة الموضوعية.
3- المقالة في الأردن
لم يعرف الأردن المقالة إلا في القرن العشرين إثر انتشار التعليم وظهور الصحافة. إذ كان لإصدار المجلات، مثل مجلة «القلم الجديد» التي أصدرها عيسى الناعوري في عمان سنة(1952م) ومجلة «المنار» في القدس، ومجلة «الأفق الجديد» تلتها مجلة «أفكار» أثر بيّنٌ في تطوير المقالة الأدبية الأردنية، فقد حرص كتّابها على عرض ما يقدّمون بأسلوب جذّاب، مستفيدين من أساليب الكتابة التي يستخدمها كتّاب عرب في مجلات أكثر عراقة.
ومن أشهر كتّاب المقالة الأردنيين: عيسى الناعوري، وحسني فريز، وعبد الحليم عباس، وخالد الكركي، وإبراهيم العجلوني، وطارق مصاروة، وحسين جمعة.