الفكرةُ الرئيسةُ
- أكّدَ الإسلامُ مسؤوليةَ الفردِ تجاهَ وطنِهِ ومجتمعِهِ.
- المواطن:ُ هو الشخص الذي ينتسب إلى دولة معينَّة، وله حقوق وعليه واجبات.
- الدسُّتور:ُ هو مجموعة القواعد والمبادئ والقيَم المنُظمِّة للمجُتمع والتي تُحُددّ صلاحيّات السُّلطات وعلاقاتِهِا ببعضهِا البعضِ، مَع بيان حقُوق الأفراد وواجباتِهِم.
أَسْتَنيرُ
للمواطنِ حقوقٌ يتمتعُ بِها، وعليهِ واجباتٌ ينبغي لهُ أنْ يؤدّيَها.
أولًاً: مفهومُ المواطَنةِ وعنايةُ الإسلامِ بِها
-
المواطَنةُ علاقةٌ تبادليةٌ بين الفردِ والدولةِ التي ينتمي إليها.
-
إِذْ يتمتعُ الفردُ بحقوقٍ متساويةٍ معَ المواطنينَ كافةً، ويلزمُهُ واجباتُ تجاهَ دولتِهِ وأبناءِ مجتمعِهِ.
-
وقدِ اعتنى الإسلامُ بالمواطَنةِ وواجباتِها؛ لدورِها الكبيرِ في تماسكِ المجتمعِ واستقرارِهِ.
-
وقَدْ أَرسى سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مفهومَ المواطَنةِ وقواعدَها منذُ بداياتِ بناءِ الدولةِ الإسلاميةِ في وثيقةِ المدينةِ المنورةِ بعدَ وصولِهِ مهاجرًا إليها.
-
وتُعَدُّ بمثابةِ دستورٍ للدولةِ، حيثُ وحّدَ مجتمعَ المدينةِ المنورةِ بالرغمِ منَ تنوعِهِ.
-
واستطاعَ أنْ يجمعَهُمْ في وطنٍ واحدٍ وَفقَ قِيَمِ المواطَنةِ؛ كالعدالةِ والمساواةِ في الحقوقِ والواجباتِ، والتعاونِ والتشاركِ بينَ الجميعِ للدفاعِ عَنِ الوطنِ.
ثانيًا: واجباتُ المواطَنةِ في الإسلامِ
أوجبَ الإسلامُ على المواطنِ عدّةَ واجباتٍ ينبغي أنْ يقومَ بِها؛ للتعبيرِ عَنْ حبِّهِ وانتمائِهِ وولائِهِ لهُ، ومنْ أهمِّها:
-
الدفاعُ عَنِ الوطنِ والمحافظةُ عليهِ
-
قالَ تعالى: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [التوبة: 41].
-
وقَدْ عَدَّ الإسلامُ مَنْ قُتِلَ دفاعًا عَنْ وطنِهِ شهيدًا، قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قُتِلَ دونَ مالِهِ فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دونَ دِينِهِ فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دونَ دَمِهِ فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دونَ أهلِهِ فهوَ شهيدٌ).
-
وينبغي للمواطنِ دعمُ الوطنِ ومساندتُهُ في حالةِ الحروبِ والكوارثِ الطبيعيةِ، والحالاتِ الطارئةِ، قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إذا استُنْفِرْتُم فانفِرُوا ).
-
استُنْفِرْتُم: أَيْ إذا دعاكُمُ الإمامُ إلى القتالِ فاخرُجوا.
-
-
وتتعدّدُ أشكالُ الدفاعِ عَنِ الوطنِ والتصدّي لأعدائِهِ، فقدْ يكونُ الدفاعُ:
-
بالنفسِ.
-
أَوْ بالمالِ.
-
أَوْ بالكلمةِ.
-
-
-
احترامُ القوانينِ والأنظمةِ والتزامُها.
-
قالَ تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59].
-
فالقوانينُ مجموعةٌ مِنَ القواعدِ والمبادئِ هدفُها الحفاظُ على النظامِ والسلامِ، وإقامةِ العدلِ في المجتمعِ، وتمنعُ مِنِ اعتداءِ الناسِ بعضِهِمْ على بعضٍ.
-
-
المساهمةُ في بناءِ المجتمعِ وتنميتِهِ.
-
وتعزيزِ قوّتِهِ في المجالاتِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والفكريةِ وغيرِها.
-
قالَ تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: ٢[.
-
-
الحفاظُ على ممتلكاتِ الوطنِ ومرافقِهِ.
-
كالمؤسّساتِ العامةِ والمساجدِ والمدارسِ والمستشفياتِ والحدائقِ وغيرِها، قالَ تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾، وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (الإيمانُ بِضعٌ وسبعونَ شعبةً، فأفضلُها قولُ: لا إِلهَ إلّا اللهُ، وأدناها إماطةُ الأذى عَنِ الطّريقِ، والحياءُ شعبةٌ مِنَ الإيمانِ).
-
والمحافظةُ على مواردِ الوطنِ وترشيدُ استهلاكِها وعدمُ الإسرافِ فيها،قالَ تعالى: ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ ]الأنعام: 141].
-
وقَدْ مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بسَعدٍ وَهوَ يتوضَّأُ، فقالَ: (ما هذا السَّرَفُ يا سَعدُ؟ ) قالَ: أَفي الوضوءِ سَرفٌ؟ قالَ صلى الله عليه وسلم: (نعَمْ، وإنْ كنتَ على نَهْرٍ جارٍ ).
-
-
المشاركةُ في تعزيزِ الأمنِ المجتمعيِّ وتحقيقِ السلامِ ونشرِهِ في المجتمعِ، والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عَنِ المنكَرِ.
-
قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (أفشوا السّلامَ بينَكُمْ)، وذلكَ ليعيشَ أبناءُ الوطنِ في حالةٍ مِنَ السلمِ.
-
وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (المسلمُ مَنْ سلمَ الناسُ مِنْ لسانِهِ ويَدِهِ، والمؤمِنُ مَنْ أمِنَهُ الناسُ على دمائِهِم وأموالِهِم ).
-
وقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رأى مِنكُمْ مُنكَرًا فليغرّْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يستطعْ فبلسانِهِ، فإنْ لَمْ يستطعْ فبقلبِهِ، وذلكَ أضعفُ الإيمانِ )..
-
أَسْتَزيدُ
-
مِنْ واجباتِ المواطنينَ تجاهَ بعضِهِمُ التكافلُ والتضامنُ في الأزَماتِ والكوارثِ والمجاعاتِ وغيرِها.
-
قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (كلُّكُمْ راعٍ وكلُّكُمْ مسؤولٌ عَنْ رعيّتِهِ ) [رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ].
-
وقَدْ أثنى النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الأشعريّينَ فقالَ: (إنَّ الأشعريّينَ إذا أرملوا في الغزوِ، أوْ قلَّ طعامُ عيالِهِمْ بالمدينةِ، جَمعوا ما كانَ عندَهُمْ في ثوبٍ واحدٍ، ثُمَّ اقتسموهُ بينَهُمْ في إناءٍ واحدٍ بالسّويّةِ، فهُمْ منّي وأَنا منهُمْ )
-
الأشعريّونَ: قَبيلَةٌ مِن أَهلِ اليمَنِ،
-
أرملوا في الغزوِ: قلَّ طعامُهُمْ أَثناءَ خروجِهِمْ لقتالِ الأَعداءِ.
-
-
ومِنَ المؤسّساتِ التي تقومُ بهذا الواجبِ في المملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ (المؤسّسةُ العامةُ للضمانِ الاجتماعيِّ )، حيثُ:
-
يدفعُ المشتركونَ والمشتركاتُ اشتراكاتٍ شهريةً.
-
فإذا أصيبَ أحدٌ منهُمْ بحادثٍ أثناءَ العملِ يمنعُهُ مِنْ ممارسةِ عملِهِ بصورةٍ طبيعيةٍ فيُعطى راتبًا يكفيهِ.
-
وكذلكَ مَنْ يصلُ إلى سِنِّ الشيخوخةِ مِنَ المشركينَ يُعطى راتبًا تقاعديًّا.
-
ومَنْ يتعطّلُ عَنِ العملِ بسببِ الكوارثِ الطارئةِ يُعطى مالًا ينفقُ منهُ على نفسِهِ خلالَها.
-
أَرْبِطُ معَ التربيةِ الاجتماعيةِ والوطنيةِ
مِنْ أهمِّ معاني المواطَنةِ الصالحةِ:
-
حبُّ الوطنِ.
-
والاعتزازُ بِهِ.
-
والحرصُ على خدمتِهِ.
-
والدفاعِ عنهُ.
-
والوعيُ الجيدُ بالحقوقِ والواجباتِ.