مقدّمة:
يجتهد المسلم في عبادة الله تعالى، ويؤدي الطّاعات التي أمره بها، ليجمع رصيدا من الحسنات، ويدخل الجنّة بإذن الله تعالى، غير أنّه قديخسر هذا الرّصيد بما يقوم به من سلوكات سيّئة، فكيف يخسر المسلم حسناته؟
اقرأ الحديث النّبوي الشّريف:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ، وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ).
أفهم المفردات والتّراكيب:
- متاع: مُمتلكان يَنْتفِع بها النّاس.
- شتَم: سبَّ.
- القَذْف: اتّهام النّاس بالباطل.
- سفْكُ الدّم: قتل الإنسان.
أفهم الحديث الشّريف:
- ربَّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أصحابه رضي الله عنهم على الأخلاق الحسنة.
- فكان يجلس معهم، يسألونه فيجيبهم، ويرشدهم ويعلّمهم.
- ويصوّب ما يصدر منهم من أخطاء، ويدلّهم على ما ينفعهم في الدّنيا والآخرة، كي يحرصوا على الأعمال الصّالحة الّتي تزيد حسناتهم، ويتجنّبوا الأعمال الّتي تذهب بحسناتهم.
- تضمن الحديث موضوعين رئيسين، هما:
(1) الأعمال الّتي تُذهِب الحسنات:
- حرّم الإسلام الأعمال الآتية؛ لأن فيها ظلماً للنّاس واعتداء عليهم:
- قذف النّاس بالباطل.
- الشّتم.
- سفك الدّم.
- أكل مال النّاس بالباطل.
- الضّرب.
- واستخدم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أسلوباً مؤثّراً يقوم على المحاورة والحُجَّة والإقناع، فلمّا سأل أصحابَه رضي الله عنهم: ما المُفلِس؟ قالوا: إنّ المُفلِس من لا مال له، فبيّنَ صلّى الله عليه وسلّم لهم أنّ المُفلس من أمّته من يأتي يوم القيامة، وقد أضاع حسناته بظلم النّاس والاعتداء عليهم.
(2) عدل الله تعالى:
- مِن عدل الله تعالى يوم القيامة أنّه يعطي كلَّ ذي حقٍّ حقّه،
- فالمسلم الّذي يجمع الحسنات، ولكنّه يظلم الآخرين ويعتدي عليهم، يأخذ الله سبحانه وتعالى من حسناته ويعطيها لهم، فإن لم يبقَ له حسنات وأفلس قبل أن يقضيَ ما عليه أٌخِذَ من سيِّئات المظلوم، وأُلقِيت عليه، ثمّ يُرمَى في النّار، قال الله تعالى: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا).
بعد فهمي للحديث النّبوي الشّريف فإنني أحرص في حياتي على أن:
- أتأدب في كلامي مع الآخرين.
- لا أعتدي على النّاس بالضّرب أو الشّتم.