ما التعريف المناسب للنقود الورقيّة؟
وكيف ظهرت أوّل أشكال النقود الورقيّة؟
اقتصرت مهنة الصيرفة في السابق على الاحتفاظ بنقود الأفراد،
بغرض المحافظة عليها، وحمايتها من السرقة مقابل أجر يتناسب مع مدّة حفظها.
ومع ازدياد حجم التجارة ازدادت نقود الأفراد لدى العاملين بالصيرفة،
الذين سرعان ما اكتشفوا أنّ نسبة من النقود تظل لديهم بصفة دائمة دون طلب،
ممّا دفعهم إلى النظر في توظيف هذه النقود غير المستخدمة واستغلالها في عمليات إقراض مقابل أجر ومن ثمّ زيادة أرباحهم.
وحتّى يجذب الصرّافون أصحاب الأموال الإقبال على عمليّة إيداع أموالهم لديهم،
تنازلوا عن طلب أجر نظير حفظ النقود، ثمّ منحوا من يودع نقوده لديهم فائدة، وذلك مقابل إيصالات يصدرها الصرّاف.
وبازدياد ثقة الناس في هذه الإيصالات، تمّ تبادلها في السوق دون الحاجة إلى صرف قيمتها ذهبا.
وبذلك ظهرت أول أشكال النقود الورقية في صورة هذه الإيصالات النمطيّة، وأصبحت تتداول من يد إلى يد، واقتصر إصدار هذه النقود على البنك المركزي المملوك للحكومة.
وقد تميّزت هذه النقود بثبات قيمتها النسبيّة، وذلك لإمكانيّة إبدالها بالذهب في أيّ وقت، بالإضافة إلى تجنّب ضياع العملات المعدنيّة وتآكلها نتيجة تداولها وإعادة صكّها وصياغتها.
ويمكننا تعريف النقود الورقيّة بأنّها
قطعة من ورق خاصّ تزين بنقوش خاصّة، وتحمل أعدادا صحيحة، يقابلها في العادة رصيد معدني بنسبة خاصّة يجدّدها القانون، وتصدر إما عن الحكومة، أو عن هيئة تبيح لها الحكومة إصدارها، ليتداولها النّاس. |
|