- عَلِمت قريشٌ بأمرِ بيعَةِ العَقَبةِ الثّاَنِيَةِ، فاشتَدَّ إيذاؤها للرَّسول ﷺ وأصحابِهِ.
- فأذِنَ رسولُ اللهِ ﷺ لأَصحابِهِ بالهجرَةِ إلى المَدينَةِ المنوَّرةِ.
- فأخذوا يُغادِرونَ مكَّةَ المكرَّمةَ سِرًّا، فُرادى وجماعاتٍ؛ خشيَةَ أن تعلَمَ قريشٌ بأمرهِم فتَمنَعَهُم من ذلك، تاركين وراءَهُم بُيوتَهُم وأموالَهُم.
- فشعَرت قُريشٌ بالخَطَر، وخَشيَت لحاقَ النَّبيِّ ﷺ بأصحابِهِ، وتكوينَ قُوَّةٍ ضِدَّها، فَقَرَّرت أن تَتَآمرَ عليهِ.
|
- اجتمعَ سادَةُ قرَيشٍ وزُعماؤها في دارِ النَّدوَةِ فَتَشاوَروا في ما بينَهُم في أمرِ النَّبيِّ محمَّدٍ ﷺ.
- فاستَقَرَّ رَأيُهُم على قَتلِهِ؛ بإرسالِ شابٍّ من كَلِّ قبيلةٍ من قَريشٍ، ليَقتُلوهُ؛ فَيتَوَزَّعَ دَمُهُ بينَ القبائِلِ، ولا تَقدِرَ بَنو هاشِمٍ على المُطالَبَةِ بِدَمِهِ؛ فَيَقبَلوا بالدِّيَةِ.
|
- بَدَأَ النَّبيُّ ﷺ بالاستعدادِ لِلهجرَةِ، وأَخبَرَ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه أنَّ اللهَ تعالى قَد أذِنَ لَهُ بالهجرَةِ إلى المدينةِ المنوَّرَةِ.
- وَأنَّهُ سَيَكونُ رَفيقَهُ في الهِجرَةِ؛ فَفَرِحَ أبو بَكرٍ بِذلك فَرَحًا شَديدًا لِمُرافَقَتِهِ رَسولَ اللهِ ﷺ.
- ثُمَّ طَلبَ رَسولُ اللهِ ﷺ إلى أبي بَكرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه أن يُجَهِّزَ النَّاقَتَينِ اللَّتينِ أعَدَّهما مُسبقًا.
- واستأجرَ رَجُلًا خبيرًا بالطُّرُقِ المُؤَدِّيَةِ إلى المَدينةِ المُنوَّرَةِ، يُقالُ لهُ: عبدُ اللهِ بنُ أُرَيْقِطٍ.
|
- اجتَمَعَ عددٌ من شبابِ قَبائِلِ قريشٍ حولَ بيتِ الرَّسولِ ﷺ ينتَظرونَ خُروجَهُ لِقتلِهِ.
- وكان عليٌّ بن أبي طالِبٍ رضي الله عنه عِندَهُ، فأوحى اللهُ تعالى للرَّسولِ ﷺ بخُطَّةِ قُريشٍ.
- فَطَلَبَ رَسولُ اللهِ ﷺ إلى عليٍّ بن أبي طالِبٍ رضي الله عنه ما يأتي:
- أن يَبيتَ في فِراشِهِ حتَّى يظُنَّ كفارُ قريشٍ أنَّهُ لم يُغادِر بيتَهُ.
- وأن يُقيمَ في مكَّةَ أيامًا بعدَ هِجرَةِ رَسولِ اللهِ ﷺ؛ كي يَرُدَّ الأماناتِ التي كانت عندَ رَسولِ اللهِ ﷺ لأصحابها.
- ثمَّ خَرَجَ ﷺ من بينِ صُفوفِ الكُفَّارِ وقد جَعَلَ اللهُ تعالى على أبصارهِم غِشاوَةً، فَلَم يَرَوهُ.
- فَتَوجَّهَ، إلى بيتِ أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، وأخبرهُ أنَّ اللهَ تعالى أذِنَ لهُ بالهجرَةِ إلى المدينة المنوَّرةِ.
- وخرجا معًا من مكَّةَ المكرَّمةِ، وتَوَجَّها إلى غارِ ثَورٍ جَنوبيَّ مكَّةَ المُكَرَّمَةِ، وبقيا فيه ثلاثَةَ أيَّامٍ.
- كانَ عبدُ اللهِ بنُ أبي بكرٍ رضي الله عنهما يأتي النَّبيَّ ﷺ وأباهُ بأخبارِ أهلِ مَكَّةَ.
- وكانَت أُختُهُ أسماءُ رضي الله عنهما تأتيهُما بالطعامِ والشَّرابِ.
- وكان عامرُ بنُ فُهَيرَةَ رضي الله عنه يأتي بالأغنامِ؛ ليطمِسَ آثارَ أقدامِهِما.
|