التربية الإسلامية فصل أول

السادس

icon

فشل خطة قريش

مُغادَرَةُ الغارِ

الوصولُ إلى المدينَةِ المُنَوَّرَةِ

  • اكتشفت قريشٌ فشلَ خُطَّتِها، وأنَّ الرَّسولَ قد أفلت من بين أيديها، فراحت تبحثُ عنهُ في كلِّ مكانٍ.
  • حتَّى وصلت إلى بابِ غارِ ثَورِ الذي اختبأَ فيهِ هوَ وصاحِبُهُ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه.
  • فصَرَفَ اللهُ تعالى أبصارَهم عنِ النَّظَرِ في الغارِ، ونَجَّى رسولَهُ وصاحِبَهُ.
  • وقد ذكرَ اللهُ تعالى هذا الموقفَ في كتابِهِ، فقالَ: "إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا".

 

  • في صبيحةِ اللَّيلَةِ الثَّالِثةِ خرج الرَّسولُ وصاحِبُهُ من الغارِ.
  • فانطَلقا ومَعهُما عامرُ بنُ فُهَيرَةَ لِيَخدِمَهُما، ثمَّ سَلكا طَريقًا غَيرَ الطَّريقِ المعروفَةِ، مُستَعينينَ بعبدِ اللهِ بنِ أُريقطِ لِيَدُلَّهُما على الطَّريقِ.
  • وبينما رَسولُ اللهِ وصاحِبُهُ في الطَّريقِ إذ لَحِقَ بِهِما سُراقَةُ بنُ مالِكٍ، وكانَ يبحَثُ عنهُما للفوزِ بالجائِزَةِ التي جعلَتها قُريشٌ لِمَن يأتي بِهما، وهيَ مئةُ ناقَةٍ.
  • كان كُلَّما حاولَ الاقترابَ منهُما غارَت أقدامُ فَرَسِهِ في الرِّمالِ، فَلمَّا أيقَنَ أنَّهُ لن يَصِلَ إليهِما، وَعَلِمَ أنَّهُما مَحفوظانِ بِحفظِ اللهِ تعالى، طَلَبَ من رَسولِ اللهِ الأمانَ وعاهَدَهُما أن يُخفيَ خَبَرَهُما، فبشَّرَهُ النَّبيُّ إن فعَلَ ذلِكَ بأَن يَكونَ لَهُ سُوارا كِسرى.
  • ثُمَّ عادَ سُراقَةُ إلى مكَّةَ المُكرَّمَةِ، وقَد تَحَقَّقَ وعدُ النَّبيِّ لِسُراقَةَ في عَهدِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه.
  • وَصَلَ الرَّسولُ إلى منطقة قُباءٍ على مَقرُبَةٍ منَ المدينةِ المنوَّرَةِ، ومكثَ فيها أيَّامًا، وبَنى فيها أوَّلَ مَسجِدٍ في الإسلامِ (مسجِدِ قُباءٍ).
  • ثُمَّ غادَرَها مُتَّجِهًا إلى المدِينةِ المنوَّرةِ؛ فوجَدَ المُسلِمينَ من مُهاجِرينَ وأنصارٍ ينتَظِرونَ وُصولَهُ بشوقٍ ولَهفَةٍ، فاستَقبَلوهُ بِفَرَحٍ وسُرورٍ وهُم يُرَدَّدونَ الأناشيدَ.
  • وتسابقَ الأنصارُ لاستِضافَةِ النَّبيِّ ، فنَزَلَ ضَيفًا على أبي أيُّوبِ الأنصارِيِّ
  • ثُمَّ بدأَ المسلِمونَ بِبِناءِ المسجِدِ الذي عُرِفَ بالمَسجِدِ النَّبويِّ، وبَنَوا بيتًا للنَّبيِّ بجوارِهِ.
  • كانَتِ الهِجرَةِ النَّبويَّةُ الشَّريفَةُ من مكَّةَ المكرَّمةِ إلى المدينةِ المنوَّرةِ انطلاقَةً لبناء دولَةِ الإسلام، وإعزازًا لِدينِ اللهِ تعالى، وبدايَةَ خَيرٍ ونَصرٍ وبَرَكَةٍ على الإسلامِ والمُسلِمينَ.