الدرس الخامس :الوحدة الإيطالية
أولاً: عوامل قيام الوحدة الإيطالية
تضافرت مجموعة من العوامل ساعدت في قيام الوحدة الإيطالية، ولمعرفتها تأمل الشكل (4-20)، ثم أجب عن السؤال الذي يليه:
عوامل قيام الوحدة الإيطالية |
|||
نمو الروح القومية لدى الشعب الإيطالي. |
انتشار أفكار الثورة الفرنسية ومبادئها في إيطاليا. |
شجاعة القادة السياسيين في إيطاليا وانتماؤهم، مثل: كافور ومازيني وغاريبالدي. |
السياسة النمساوية المستبدة في إيطاليا. |
بيّن دور الثورة الفرنسية في إذكاء الروح القومية عند الإيطاليين.
تعد الثورة الفرنسية التي قامت عام ۱۷۸۹م، من أهم الأحداث في تاريخ فرنسا وتاريخ أوروبا والعالم؛ لما نشرته من مبادئ وأفكار تتمثل بالحرية والإخاء والمساواة، وقد رأت أن من حق الشعوب الثورة على حكوماتها الظالمة والمستبدّة. فكان لها الأثر الأكبر في إحياء اليقظة القومية لدى الشعوب الأوروبية وإعادة النظر في أوضاعهم. ويرجع الفضل في إذكاء الروح القومية عند الشعوب الأوروبية جميعها للثورة الفرنسية خاصةً الشعب الفرنسي، إذ أسهمت سلسلة الحروب التي خاضها نابليون مع الدول الأوروبية في نشر مبادئ الثورة الفرنسية في أوروبا، ومهدت سياسته لقيام الوحدة القومية، وإلغاء الامتيازات الطبقية وبقايا القيود الإقطاعية، والسعي إلى تحقيق العدالة والمساواة، وإزالة العوائق التجارية، ومساعدة الشعوب الأخرى على محاربة الظلم والاستبداد والطبقية.
ثانياً: أوضاع إيطاليا قُبيل الوحدة
كانت إيطاليا قبل الثورة الفرنسية مقسمة إلى عدد من الكيانات السياسية، أهمها:
1- الممالك، وتشمل:
أ- مملكة بيدمونت (سردينيا): تقع في الشمال الغربي بمحاذاة فرنسا، وتضم بيدمونت وجمهورية جنوة وسافوي وجزيرة سردينيا، وقد كانت هذه المملكة مستقلة، ومنها انطلقت فكرة توحيد إيطاليا.
ب- مملكة الصّقلّيتين (نابولي): تقع في الجنوب، وكان ملوكها يخضعون للنفوذ النمساوي.
٢- الولايات البابوية: تقع في وسط إيطاليا، وعاصمتها روما، وتضم ثلاث ولايات: المارشي، وإمبريا، ورومانيا، وكان البابا حليفا للنمسا.
٣- دوقيّات وإمارات صغيرة: تقع في وسط إيطاليا شمال الولايات البابوية، ومنها: توسكانيا ومودينا وبارما، وكانت تخضع للحكم النمساوي المباشر.
4 - جمهوريتا لمبارديا والبندقية: تقعان في شمال إيطاليا، وتعدّان من أغنى المناطق فيها، وكانتا تخضعان للحكم النمساوي المباشر.
ولمعرفة أقسام إيطاليا قبيل الوحدة، تأمل الخريطة (4-21)، ثم أجب عن الأسئلة الآتية:
في أي قارة تقع إيطاليا؟
أوروبا
سم الدول المحيطة بإيطاليا
سويسرا ، فرنسا ، النمسا
كانت معظم أجزاء إيطاليا تخضع لحُكم النمسا مباشرة، أما الأجزاء الأخرى فكان حكّامها مرتبطين بالنمسا بشكل غير مباشر، إلى أن جاء نابليون بحملة عسكرية، فقضى على الولايات العديدة التي كانت قائمة، وجعل فيها ثلاث ممالك، هي:
- مملكة بيدمونت (۱۸۰۲- ۱۸۰۹م) ، وتضم الساحل الغربي لإيطاليا.
- مملكة إيطاليا 1805م، وتضم الجزء الشمالي، ويشمل لمبارديا و البندقية.
- مملكة نابولي 1806م، وتضم الجزء الجنوبي من إيطاليا.
في عام 1815م وبعد سقوط نابليون، عقد ملوك أوروبّا مؤتمرا في مدينة فينّا، بهدف إعادة تنظيم خريطة أوروبا، وإخماد الحركات الثورية فيها، إذ أعيد تقسيم إيطاليا مرة أخرى، وعاد النفوذ النمساوي إلى إيطاليا متبعاً سياسة قاسية ومستبدة، فقيد الحرّيات العامة مثل حرية الصحافة والتعبير، ومنع الاجتماعات، وزج الأحرار بالسجون، وفرض المزيد من الضرائب، فاندفع الإيطاليون للعمل من أجل الحرية والوحدة، وبدؤوا بتأليف الجمعيات السرية، ومن أشهرها:
1- جمعية الكاربوناري (حارقو الفحم)
كانت تضم عددا من ضباط الجيش ممّن أنهوا خدمتهم العسكرية، وتهدف إلى: طرد
النمسا، وتوحيد إيطاليا، وإقامة حكم دستوري في البلاد.
۲ - جمعية إيطاليا الفتاة
أسسها جوزيف مازيني، وكان شعارها (الله والشعب)، وتهدف إلى طرد النمسا من إيطاليا، وتحقيق الوحدة، وقد أدى ذلك إلى إيقاظ الروح القومية في إيطاليا.
ثالثاً: وحدة إيطاليا
يرجع الفضل الأكبر في تحقيق الوحدة الإيطالية إلى الملك فكتور عمانوئيل الثاني ملك مملكة بيدمونت سنة 1849م، وكافور الذي تولى رئاسة الوزراء سنة 1851م، فكان سياسياً قديراً محباً للحكم الدستوري، وقام بالعديد من الإصلاحات، أهمها:
1- الإصلاحات الداخلية، وهي:
أ - إصدار قواتي تحدّ من نفوذ الكنيسة، وتتقرب من الأحرار القوميين.
ب - تنظيم الجيش وتقويته وتحديثه في التدريب والتسليح.
ج - بناء الأسطول الحربيّ.
د - تأسيس شركات صناعية وتجارية ومصارف تدعم الاقتصاد.
ه - تحديث المواصلات، ومدّ السكك الحديدية، وتحسين طرق الزراعة، وتطوير
أساليب الصناعة، وإلغاء القيود على التجارة.
٢- الإصلاحات الخارجية
أدرك كافور أنه لا بد من وجود حليف قوي، يقف إلى جانب بيدمونت ليُساعدها في
تحرير إيطاليا من النمسا، فاعتمد بذلك على فرنسا، التي اشترطت عليه بعد إتمام الوحدة ضم نيس وسافوي إلى فرنسا.
إلى من يعود الفضل في تحقيق الوحدة الإيطالية؟
يرجع الفضل الأكبر في تحقيق الوحدة الإيطالية إلى الملك فكتور عمانوئيل الثاني ملك مملكة بيدمونت سنة 1849م، وكافور الذي تولى رئاسة الوزراء سنة 1851م،
رابعاً: مراحل توحيد إيطاليا
الدولة الموحدة: تعني وحدة السلطة و وحدة القوانين ووحدة الأرض، ويخضع المواطنون فيها للقوانين من غير تمييز. |
1- المرحلة الأولى
تحرير لمبارديا عام 1859م، والحرب مع النمسا: اشتبك كافور مع النمسا، فأعلنت الحرب عليه، ووقفت فرنسا إلى جانب بيدمونت، وقد هزمت النمسا في معركة (ماجنتا)، وبذلك ضُمت لمبارديا إلى بيدمونت.
- المرحلة الثانية
ضم ولايات الوسط 1860م: إذ أعلنت ولايات الوسط (توسكانيا، مودينا، بارما) الانضمام إلى بيدمونت، وبذلك تم توحيد شمال إيطاليا.
- المرحلة الثالثة
ضم مملكة صقلية ونابولي 1861م، وبرز في هذه المرحلة شخصية غاريبالدي الذي جمع الشباب المتحمسين، وألبسه القمصان الحمر، وتمكن بوساطتهم من الاستيلاء على صقلية ونابولي.
4 - المرحلة الرابعة
ضمّ البندقية عام 1866م، وكان ذلك ثمرة مساعدة إيطاليا لبروسيا في حزبها مع النمسا.
ه - المرحلة الخامسة
ضم روما ۱۸۷۰م، وكان سبب تأخر انضمامها رغبة البابا في المحافظة على سلطته الدنيوية، ووجود القوات الفرنسية فيها، وما إن انسحبت القوات الفرنسية عام ۱۸۷۰م للمشاركة في الحرب مع بروسيا، حتى تمكن كافور من دخولها وجعلها عاصمة لمملكته الجديدة، وبذلك توحدت أجزاء إيطاليا.
لماذا تأخر انضمام روما للوحدة الإيطالية؟
بسبب رغبة البابا في المحافظة على سلطته الدنيوية ، ووجود القوات الفرنسية فيها .
ولمعرفة مراحل توحيد إيطاليا، تأمل الخريطة (4-۲۳):