يُمارس الأردنّ مسؤوليته تُجاه المقدّسات في القدس؛ انطلاقًا من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها. فقد ارتبط الهاشميّون تاريخيًّا جيلاً بعد جيل، بعقد شرعي مع تلك المقدّسات، فحفظوا لها مكانتها، وقاموا على رعايتها، مستندين إلى إرثٍ ديني وتاريخي.
الحرم القدسي الشريف / المسجد الأقصى
ما دار عليه السور من أرضٍ تبلغ مساحتها ما يزيد على (144) دونمًا، بالإضافة إلى ما عليها من أبنية ومساجد وساحات، بما فيها المسجد الأقصى ومسجد قبّة الصخرة، ومصاطب وقباب تحت الأرض وفوق الأرض في مدينة القدس.

بقيت القدس على رأس أولويات الشريف الحسين بن علي ملك الحجاز، وتكرّست الرعاية الهاشمية للمقدسات فيها حين انعقدت له البيعة بالخلافة من أهل فلسطين في عام 1924م، حيث عقد المجلس الإسلامي الأعلى في فلسطين جلسته في المسجد الأقصى، وأصدر صكّ البيعة بالخلافة للشريف الحسين بن علي، وسلّمت له في الشونة الجنوبية في الأغوار الأردنية، وجاء فيها:
"نحن مفتي وقضاة وأشراف وفود البلاد الفلسطينية أهل الحلّ والعقد، بايعنا صاحب الجلالة الهاشمية ملك العرب الحسين بن علي بن عون الهاشمي بالخلافة الإسلامية على أن يكون الأمر شورى كما أمر الله تعالى، وعلى أن لا يجري ما يخالف المصلحة العامة للمسلمين، وأن لا يكون البتّ في أمر البلاد الفلسطينية وفي شكل حكومتها ورأيها إلا برأي أهلها..".

وواصل مؤسس الدولة الأردنية الملك عبد الله الأوّل ابن الحسين والملك طلال بن عبد الله والملك الحسين بن طلال جهودهم في العناية بالأماكن الإسلامية والمسيحية المقدّسة وصيانتها ورعايتها طوال حكمهم.
وفي اتفاق تاريخي وقعه الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان في شهر آذار 2013م، أُعيد فيه التأكيد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف للحفاظ عليها، ونصّت اتّفاقية الوصاية الهاشمية على ما يأتي:
- يُعدّ ملك المملكة الأردنية الهاشمية صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدّسة في القدس.
- تأكيد احترام الأماكن المقدّسة في القدس.
- تأكيد حرّية جميع المسلمين في الانتقال إلى الأماكن المقدّسة الإسلامية، واداء العبادة فيها.
- إدارة الأماكن المقدسة وصيانتها، عن طريق:
- متابعة مصالح الأماكن المقدّسة وقضاياها في المحافل الدولية ولدى المنظّمات الدولية المختصّة بالوسائل القانونية المتاحة.
- الإشراف على مؤسّسة الوقف الإسلامي في القدس وممتلكاتها، وإدارتها وفقًا لقوانين المملكة الأردنية الهاشمية.
تُنفّذ دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدّسات الإسلامية الأردنية، وصاية الملك عبد الله الثاني على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
أتأمّل الشكل الآتي الذي يُبيّن أبرز مهامّ دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى:

نشاط:
- أرجع إلى الموقع الرسمي لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، وأبحث في مهامّ دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
إن مهام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى تشمل:
- إدارة المسجد الأقصى المبارك: الإشراف على صيانة وترميم المسجد الأقصى والمرافق التابعة له، بما في ذلك قبة الصخرة والمساجد الأخرى داخل الحرم الشريف.
- تنظيم الأنشطة الدينية والتعليمية: توفير البرامج الدينية والتعليمية التي تعزز الوعي الإسلامي وتاريخ القدس.
- حماية المقدسات الإسلامية: التصدي لأي محاولات للمساس بالمقدسات الإسلامية في القدس، والعمل على الحفاظ على الهوية الإسلامية للمدينة.
- التنسيق مع الجهات الدولية: تمثيل القضايا المتعلقة بالمسجد الأقصى في المحافل الدولية، والتواصل مع المنظمات الإسلامية والعالمية لدعم قضايا القدس.
أتحقّق من تعلّمي
- أُفسّر: المكانة الدينية والتاريخية لمدينة القدس.
تحمل مدينة القدس مكانة دينية وتاريخية عظيمة تجعلها واحدة من أبرز المدن في العالم. فهي تُعتبر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في الإسلام، حيث ارتبطت بمعجزة الإسراء والمعراج، وتضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهما من أهم المعالم الإسلامية. كما أنها مقدسة لدى المسيحيين، حيث تحتوي على كنيسة القيامة، التي تُعدّ موقعًا مركزيًا في العقيدة المسيحية. وتُعتبر القدس موطنًا للتاريخ الديني والثقافي، حيث يوجد حائط البراق، كما كانت القدس مركزًا للحضارات المتعاقبة ومسرحًا للأحداث الكبرى، مما جعلها رمزًا للتنوع الثقافي والديني عبر العصور.
- أُوضّح أبرز ما نصّت عليه اتّفاقية الوصاية الهاشمية على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
- يُعدّ ملك المملكة الأردنية الهاشمية صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدّسة في القدس.
- تأكيد احترام الأماكن المقدّسة في القدس.
- تأكيد حرّية جميع المسلمين في الانتقال إلى الأماكن المقدّسة الإسلامية، واداء العبادة فيها.
- إدارة الأماكن المقدسة وصيانتها، عن طريق:
- متابعة مصالح الأماكن المقدّسة وقضاياها في المحافل الدولية ولدى المنظّمات الدولية المختصّة بالوسائل القانونية المتاحة.
- الإشراف على مؤسّسة الوقف الإسلامي في القدس وممتلكاتها، وإدارتها وفقًا لقوانين المملكة الأردنية الهاشمية.
الإعمارات الهاشمية
الإعمار الهاشمي الأوّل (1922-1951م):
كان الشريف الحسين بن علي أوّل المتبرّعين لإعادة إعمار المسجد الأقصى بمبلغ (25) ألف جنيه ذهبي في عام 1924م، وواصل الملك المؤسّس عبد الله الأوّل ابن الحسين الرعاية الهاشمية للقدس والمقدّسات فيها، وحرص على متابعة صيانة المسجد الأقصى وقبّة الصخرة، وبقية المعالم المقدّسة الإسلامية والمسيحية في المدينة، كما واظب على زيارة القدس وإقامة الصلاة في المسجد الأقصى.

الإعمار الهاشمي الثاني (1954-1964م):
واصل الملك الحسين بن طلال الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، فقد استمرّ الإعمار الثاني في عهده مدّة (10) أعوام، وشمل هذا الإعمار ترميم مبنى الجامع القبلي، وتبديل قبّة مسجد قبّة الصخرة بوضع قبّة من الألمنيوم المذهّب.
الإعمار الهاشمي الطارئ في عام 1969م:
جاء هذا الإعمار الطارئ نتيجةً للأضرار الكبيرة التي لحقت بالمسجد الأقصى إثر الحريق الذي أضرمه يهودي متطرّف بالتواطؤ مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية في عام 1969م، واشتمل هذا الإعمار على إزالة آثار الحريق الذي دمّر ثلث مساحة المسجد تقريبًا، وكتابة جميع الآيات القرآنية المذهّبة كما كانت عليه قبل الحريق.
الإعمار الهاشمي الثالث (1992–1994م):
شمل هذا الإعمار، ما يأتي:
- تلبيس أعمدة وجدران المسجد الأقصى المبارك بالرخام الملوّن.
- إعادة تصفيح قبّة مسجد قبّة الصخرة بصفائح ذهبية، على نفقة الملك الحسين بن طلال الشخصية.
- إجراء ترميمات في ساحة الحرم القدسي الشريف، وتضمّنت ترميم قبّة السلسلة والمتحف الإسلامي ومبنى باب الرحمة.
الإعمار الهاشمي الرابع (1994-1999م):
شمل هذا الإعمار الأعمال الآتية:
- مشروع إعادة صنع منبر صلاح الدين الذي دُمّر في حريق عام 1969م.
- القيام بأعمال ترميم وصيانة لمرافق المسجد الأقصى.

الإعمار الهاشمي الخامس منذ عام 1999م:
حظيت المقدّسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس باهتمام بالغ من قبل الملك عبد الله الثاني، وفي ما يأتي مقتبس من خطابه في القمة الاستثنائية لمنظّمة التعاون الإسلامي حول فلسطين والقدس الشريف في عام 2016م.
"قد نجحنا، خلال عضويتنا في مجلس الأمن (الدولي)، في جعل المجلس يتبنّى بيانًا قبل بضعة أشهر، يستخدم بوضوح تسمية (الحرم الشريف)، بعد أن غاب هذا المسمّى لسنوات طويلة عن المجلس. وأعرب البيان حينها عن القلق البالغ لأعضاء مجلس الأمن إزاء تصاعد التوتّر في القدس، خاصّة في محيط الحرم القدسي الشريف. كما طالب البيان باحترام الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف وعدم المساس به إطلاقًا قولًا وفعلًا، وأشار بوضوح إلى الوضع القانوني لمدينة القدس، كمدينة واقعة تحت الاحتلال، عندما دعا إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي بما فيه القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الذي ينطبق على القدس، وإلى احترام كامل لقدسية المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف).
وفي منظمة اليونسكو، قام الأردنّ عبر السنوات الماضية، بدور محوري في تحقيق مكاسب كبيرة لقضية القدس الشريف ومقدساتها وحمايتها، بالتعاون والتنسيق المثمر مع الأشقاء الفلسطينيّين ووفود دول منظّمة التعاون الإسلامي".
- أستنتج من النصّ دور الأردنّ في الدفاع عن القدس.
- جعل مجلي الأمن الدولي يتبنى بيانا عبر فيه عن القلق البالغ لأعضاء مجلس الأمن إزاء تصاعد التوتّر في القدس، خاصّة في محيط الحرم القدسي الشريف. كما طالب البيان باحترام الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف وعدم المساس به إطلاقًا قولًا وفعلًا، وأشار بوضوح إلى الوضع القانوني لمدينة القدس، كمدينة واقعة تحت الاحتلال، عندما دعا إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي بما فيه القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني الذي ينطبق على القدس، وإلى احترام كامل لقدسية المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف).
- وفي منظمة اليونسكو، قام الأردنّ عبر السنوات الماضية، بدور محوري في تحقيق مكاسب كبيرة لقضية القدس الشريف ومقدساتها وحمايتها، بالتعاون والتنسيق المثمر مع الأشقاء الفلسطينيّين ووفود دول منظّمة التعاون الإسلامي.
شملت مشاريع الإعمار الهاشمي في مدينة القدس في عهد الملك عبد الله الثاني ما يأتي:
- إعادة بناء وتركيب منبر المسجد الأقصى (منبر صلاح الدين) في عام 2007م.
2- إعادة إعمار الحائط الجنوبي والشرقي للمسجد الأقصى وصيانة مآذنه.
3- ترميم الأعمال الفنّية في مرافق مسجد قبّة الصخرة.
4- إنشاء الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى في عام 2007م، لتوفير التمويل اللازم لرعاية المسجد الأقصى والمقدّسات الإسلامية في القدس؛ لضمان استمرارية إعمارها وصيانتها وتجهيزها.
5- تمويل الملك عبد الله الثاني مشاريع لترميم المسجد الأقصى وإعماره على نفقته الشخصية.
6- نجاح الأردنّ بقيادة الملك عبد الله الثاني باستصدار قرارات تُدين ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته ضد التراث العربي والإسلامي في مدينة القدس.
7- إطلاق مشروع ترميم القبر المقدّس في كنيسة القيامة في عام 2016م.
8- تشكيل مجلس الكنائس الأردني الذي يشمل كنائس القدس الرئيسة.

أتحقّق من تعلّمي
- أُفسّر: تأسيس الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى.
لتوفير التمويل اللازم لرعاية المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في القدس لضمان استمرارية إعمارها وصيانتها وتجهيزها.
- أُعدّد أهمّ الأعمال التي شملها الإعمار الهاشمي الثالث.
شمل هذا الإعمار، ما يأتي:
- تلبيس أعمدة وجدران المسجد الأقصى المبارك بالرخام الملوّن.
- إعادة تصفيح قبّة مسجد قبّة الصخرة بصفائح ذهبية، على نفقة الملك الحسين بن طلال الشخصية.
- إجراء ترميمات في ساحة الحرم القدسي الشريف، وتضمّنت ترميم قبّة السلسلة والمتحف الإسلامي ومبنى باب الرحمة.
- أقارن بين الإعمار الهاشمي الثالث والإعمار الهاشمي الرابع من حيث: تاريخ الإعمار، وأهم أعماله.
الإعمار الهاشمي الثالث (1992–1994م):
شمل هذا الإعمار، ما يأتي:
- تلبيس أعمدة وجدران المسجد الأقصى المبارك بالرخام الملوّن.
- إعادة تصفيح قبّة مسجد قبّة الصخرة بصفائح ذهبية، على نفقة الملك الحسين بن طلال الشخصية.
- إجراء ترميمات في ساحة الحرم القدسي الشريف، وتضمّنت ترميم قبّة السلسلة والمتحف الإسلامي ومبنى باب الرحمة.
الإعمار الهاشمي الرابع (1994-1999م):
شمل هذا الإعمار الأعمال الآتية:
- مشروع إعادة صنع منبر صلاح الدين الذي دُمّر في حريق عام 1969م.
- القيام بأعمال ترميم وصيانة لمرافق المسجد الأقصى.