بدأت المملكة بالتنقيب عن التفط والغاز الطبيعي منذ عام 1947 م، وبلغت ذروته بين عامي (1986م - 1978 م) بعد تبني الحكومة الاستراتيجية الوطنية لمشروع التنقيب عن البترول، وبكوادر وطنية من أجل تأمين حاجات المملكة من الطاقة، وحفر خلال تلك المدة 85 بثرا، وكانت أبرز نتائج هذا المشروع
1- اكتشاف النفط في حقل حمزة عـام 1984 م.
2- اكتشاف الغاز الطبيعي في حقل الريشة عام1987م.
وكذلك الحصول على معلومات جيولوجية وجيوفيزيائية عن معظم مناطق المملكة التي أصبحت عامل جذب لشركات النفط العالمية للاستثمار في الأردن.

ومع ذلك، فإن الكميات التي اكتشفت سابقا كانت متواضعة وغير تجارية، ويرجع العديد من الجيولوجيين ذلك إلى مجموعة من الأسباب منها:
1- معظم الترسبات في الأردن كانت قارية وليست بحرية، ما أدى إلى قلة المواد العضوية فيها، وكذلك فإن المناطق التي تحتوي على ترسبات بحرية لم تدفن بعمق كاف، ما أدى إلى انخفاض درجة الحرارة اللازمة لإنضاج المادة العضوية في صخور المصدر وتحويل مادة الكيروجين إلى نفط وغاز طبيعي، كذلك فإن كثرة الأنشطة التكتونية التي تعرضت لها المنطقة أدت إلى تبخر وتسرب المواد الهيدروكربونية.
2- ومع ذلك فإن صخور الأردن لم تدرس بشكل كاي، وأن العديد من المناطق لم تستكشف بعد. لذلك وبناء على دراسات جيوفيزيائية قامت بها إحدى الشركات الدولية المتخصصة، واكتشاف شواهد نفطية في العديد من مناطق المملكة، فقد قسمت المملكة في عام 2017م إلى اثنتي عشرة منطقة استكشافية،
منها: منطقة الأزرق ومنطقة البحر الميت، ومنطقة السرحان التطويرية، وتسوق تلك المناطق باستمرار بالتفاوض المباشر مع شركات التنقيب عن النفط.
"الحديث عن منطقتي حقل الريشة، وحقل حمزة التطويري بشيء من التفصيل .
منطقة حقل حمزة التطويرية
يقع حقل حمزة شرقي الأردن في صخور خازنة مكونة من الصخر الجيري تعود إلى العصر الكريتاسي الأعلى. أنظر الشكل (21).
وتقدر مساحته حوالي 363km2 وقد حفرت 19 بثرا فيه، منها 4 آبار متتجة، وبلغ مجموع ما أنتج منها مليون برميل نفطي تقريبا.
وقد كلفت شركة البترول الوطنية بتجديد الحقل وتطويره، وذلك عبر تنفيذ أعمال تحسين البنية التحتية، وصيانة مرافق الحقل الإنتاجية كلها، كونها أصبحت مستهلكة، ثم إجراء عمليات تزيد من طاقته الإنتاجية.
منطقة الرّيشة
حد منطقة الريشة في أقصى شمال شرق الأردن، وتقدر مساحتها.
بحوالي 8367km2، وقد منحت اتفاقية امتياز التنقيب لشركة البترول الوطنية منذ عام 1996 مدة 50 عاما. ويقع غاز الريشة فـي صخور خازنة مكونة من الصخر الر ملي تعود إلى العصر الأوردوفيشي،
رمال القار في الأردن
تتكشف رمال القار في الأردن على امتداد صدع رئيس يقطع منطقة شمال البحر الميت باتجاه شمال شرق في الوديان الموجودة شمال البحر الميت في ثلاث مناطق رئيسة، هي:
1- وادي عسال ووادي أحيمر ووادي الذراع.
2- ينحصر وجود رمال القار في الصخور الرملية التابعة للعصر الكامبري
3- صخور رمل الكرنب التابعة للكريتاسي الأسفل

تشير الدراسات الجيولوجية إلى أن سبب تشكل رمال القار في البحر الميت هو وجود خزان نفطي أسفل البحر الميت، ونتيجة تكون حفرة الانهدام تشكلت العديد من الصدوع التي ساعدت على تسرب النفط إلى سطح الأرض وتركيزه على امتداد تلك الصدوع.
وقد أدى ذلك إلى تبخر المكونات الخفيفة منه أو تحللها بفعل البكتيريا الهوائية، وبقاء المواد الثقيلة مثل الأسفلت شبه الصلب في الصخور الرملية مشكلا رمال القار.
ويفترض بعض العلماء الجيولوجيين أن رمال القار في البحر الميت تمثل بقايا نفط كان يوجد أسفل البحر الميت، وأن معظمه قد هاجر عبر الصدوع التي تشكلت.
بينما يرى آخرين أن النفط لا يزال مخزنا في الأسفل ويوجد بكميات تجارية.
الصخر الزيتي في الأردن
النقص الكبير في موارد الطاقة التقليدية الموجودة في الأردن، فقد اتجهت الأنظار إلى مصادر الطاقة غير التقليدية، ومنها الصخر الزيتي. يوجد الصخر الزيتي في الأردن في الصخور الجيرية المارلية الغنية بمادة الكير وجين.
وتشير الدراساث إلى أن أصل الكير وجي هو بقايا نباتات وعوالق بحرية ضحلة وبحيرية ، دفنت وتحولت المادة ترسبت خلال العصر الحريتاسي الأعلى ثه العضوية بسبب زيادة درجة الحرارة والضغط إلى كيروجين.
يحتوي الأردن على احتياطات ضخمة من الصخر الزيتي تقدر بحوالي B.ton 70 تكفي لسد حاجة الأردن من الطاقة مددا طويلة من الزمن، الذي يمثل إحدى عينات الصخر الزيتي.

عينة من الصحر الزيتي أخذت من أحد مواقع استخراجه في وسط الأردن
ويقدر الجيولوجيون أن رواسب الصخر الزيتي موجودة تحت أكثر من 60% من أراضي الأردن. وتتوزع على 16 موقعا تقريبا في جميع أنحاء المملكة، ولكن توجد أهم تكشفاته ومواقعه في وسط المملكة، منها اللجون، وأم غدران، والسلطاني، ووادي مغار.

استثمار الصخر الزيتي
الطلب الكبير على مصادر الطاقة التقليدية المتمثلة في النفط والغاز الطبيعي، والتناقص في احتياطاتهما، فقد بدأت الدول في البحث عن مصادر جديدة تعوض هذا النقص، ومن هذه المصادر استثمار الصخر الزيتي، وقد قامت العديد من الشركات العالمية بتطوير تقنيات مختلفة لإنتاج النفط والغاز من الصخر الزيتي، ويستخدم الصخر الزيتي في الوقت الحاضر في إنتاج النفط، أو في إنتاج الكهرباء بالحرق المباشر.
إنتاج النفط من الصخر الزيتي
النفط الذي يستخرج من الصخر الزيتي بطرائق غير تقليدية النفط الصناعي أو النفط الصخري فتحول مادة الكيروجين الموجودة في الصخر الزيتي بالانحلال الحراري إلى نفط بشكل مباشر عن طريق تسخين الصخر الزيتي ثم تكريره، وفي بعض الحالات قد يحتاج النفط إلى معالجة بإضافة بعض العناصر، ومنها الهيدروجين وإزالة الكبريت والنيتروجين ليصبح بخصائص النفط التقليدي نفسه.
وقد دلت الدراسات التي أجريت على عينات من الصخر الزيتي أن كل 1ton من الصخر الزيتي
يمكن أن تنتج kg 125 من النفط الصخري بما نسبته %12.5. ويستخرج النفط الصخري بطريقتين هما: المعالجة في المو قع و المعالجة خارج المو قع.
المعالجة في الموقع
وتسمى أيضا المعالجة في باطن الأرض، وفيها يسخن الصخر الزيتي في باطن الأرض لتصل درجة حرارته إلى 34C تقريبا فيحدث انحلال حراري للكيروجين، ومن ثم ينتج النفط.
وتحفر آبار عمودية لاستخراج البهط وتتميز طريقة المعالجة في الموقع مقارنة بتقنيات المعالجة التقليدية خارج الموقع برا يأي: قدرمها على استخراج مزيد من النفط الصخري؛ لأن الآبار قد تصل إلى أعاق أكبر، وحدوث عملية الانحلال الحراري للكيروجين في درجات حرارة أقل، وإمكانية استخلاص النفط الصخري من الرواسب منخفضة الجودة التي لا تستطيع تقنيات التعدين التقليدية استخلاصها.
ولا تزال تقنية المعالجة في المرقع في مرحلة التطوير والتحديث.
المعالجة خارج الموقع
تتكون هذه الطريقة من ثلاث خطوات رئيسة هي: استخراج الصخر الزيتي من موقعه أو ما يعرف بالتعدين.
أنظر الشكل (25)، ثم إعداد المادة الأولية من خلال تكسير الصخر الزيتي إلى قطع صغيرة ، ثم المعالجة الحرارية للبادة الأولية في أجهزة تقطر خاصة عمودية أو أفقية يسخن فيها الصخر الزيتي عند درجات حرارة تتراوح ما بين 0C (520—480) فيحدث انحلال حراري لمادة الكير وجين وينتج النفط الصخري.
وتتميز طريقة المعالجة في الموقع مقارنة بتقنيات المعالجة التقليدية خارج الموقع بيا يأتي: قدرتا عل استخراج مزيد من النفط الصخري؛ لأن الآبار قد تصل إلى أعراق أكبر، وحدوث عملية الانحلال الحراري للكير وجين في درجات حرارة أقل، وإمكانية استخلاص النفط الصخري من الرواسب منخفضة الجودة التي لا تستطيع تقنيات التعدين التقليدية استخلاصها. ولا تزال تقنية المعالجة في الموقع في مر حلة التطوير والتحديث.
إنتاج الكهرباء بطريقة الحرق المباشر
يستخدم الصخر الزيتي في إنتاج الطاقة الكهربائية بالحرق المباشر بشكل يشابه استخدام الفحم الحجري، حيث يستخرج الصخر الزيتي بطرائق التعدين السطحية، ومن ثم يكشر إلى قطع صغيرة أو طحله، ثم الفتات الناتج في أفران خاصة ويحرق، وتستخدم الحرارة الناتجة في تسخين المياه وإنتاج بخار يعمل عل تحريك توربينات خاصة لإنتاج الكهرباء.
وقد دلت الدراسات عل بعض عينات من الصخر الزيتي أن كل 1tonمن الصخر الزيتي يمكن أن تنتج kWh 850 من الكهرباء.
ويمثل الجدول(3) مقارنة بين الصخر الزيتي والفحم الحجري توضح قدرة كل منهما عل إنتاج الطاقة الحرارية بطريقة الحرق المباشر.
يلاحظ أن كمية الطاقة التي نحصل عليها من حرق الفحم الحجري أكب من الصخر الزيتي، ومع ذلك يعد استخدام الصخر الزيتي وقردا في إنتاج الطاقة الكهربائية بالحرق المباشر من الطرائق المستخدمة في العديد من الدول في العالم ومنها إستونيا.

أهمية استثمار الوقود الأحفوري
يحقق تنفيذ مشاريع استكشاف الوقود الأحفوري واستثاره، خصوصا استثار الصخر الزيتي العديد من الفوائد منها: تقليل استيراد الوقود من الخارج، وتوفير آلاف فرص العمل للشبات في مجالات عدة تتعلق باستكشاف الوقود الأحفوري واستثاره وتكريره، وإقامة صناعات تتعلق بالمنتجات البترولية، أو المواد المصاحبة، ومنها الكبريت والأمونيا، وإقامة صناعات تتعلق بالتخلص من التأثيرات البيئية المتعلقة بعمليات الاستخراج والاستثار.