يتناول الكاتب في هذا النصّ طبيعة التّفكير الإنساني منذ الطفولة، مبينًا أنَّ الطّفل يبدأ بطرح الأسئلة حول الظواهر الجديدة أو الغريبة عليه، بينما لا يسأل عن الأمور المألوفة التي يراها يوميًا لأنها تبدو له بديهية. ومع نضوج الإنسان وتطوّر إدراكه، يبدأ في البحث عن الأسباب خلف كلّ ما كان يظنه طبيعيًّا أو بديهيًّا.
يُوضّح الكاتب أنَّ ما نعدّه "بديهيّات" — كطلوع الشمس أو سقوط الأجسام — ليس بديهيًّا في جوهره، بل هو نتيجة تكرار الملاحظة التي تجعل العقل يعتادها. فالعقل لا يعرف شيئًا بالفطرة المطلقة، بل بالتجربة والتكرار. ومن هنا تأتي أهمية التساؤل العلمي الذي لا يرضى بالمسلّمات.
ويضرب الكاتب مثالًا بالعالِم إسحق نيوتن الذي لم يكتفِ بقبول سقوط التّفاحة كأمر طبيعي، بل تساءل عن سببه، فقادته ملاحظته إلى اكتشاف قانون الجاذبية، مؤكدًا أن التقدّم العلمي يبدأ من رفض البداهة والسعي وراء الفهم والتفسير.
النصّ يدعو إلى التفكير النقديّ ورفض التسليم بالأمور الظاهرة دون بحث، فكلّ ما يبدو طبيعيًّا قد يخفي وراءه قانونًا أو سببًا علميًّا، كما فعل نيوتن حين تساءل عن سقوط التّفاحة.