تلخيص الدرس الثاني: تاريخ المسلمين في الأندلس
قامت الدولة العباسية في بغداد على إثر هزيمته الأمويين في معركة الزاب في عام (١٣٢هـ/٧٥٠م)، ونجا عبد الرحمن بن معاوية من ملاحقة العباسيين له، فتوجه إلى الاندلس معلنا قيام الإمارة الأموية فيها.
أولا: عصر الإمارة الأموية(١٣٨-٣١٨هـ/٧٥٥-٩١٢م)
تمكن عبد الرحمن بن معاوية بن هاشم بن عبد الملك من تأسيس الإمارة الأموية في الأندلس عام )١٣٨هـ-٧٥٥م)، ولقب بالداخل؛ لأنه دخل الأندلس، واستقل عن دولة الخلافة العباسية .
فقد قام عبد الرحمن الداخل بعدة أعمال من أجل تثبيت حكم الأمويين في الأندلس منها:
١-إنشاء جيش قوي ليقوم بحماية الدولة من الأخطار والتهديدات الخارجية.
٢-انتهاج سياسة اللين والتسامح والعفو .
٣-اتخاذ مدينة قرطبة عاصمة الإمارة الأموية .
وقد توالى عل حكم الإمارة الأموية في الأندلس بعد عبد الرحمن الداخل عدة أمراء، كان أبرزهم الأمير عبد الرحمن بن الحكم الملقب بالأوسط والذي قام بعدة إنجازات ساهمت في تطور الدولة .
وقد بلغت الحضارة الأندلسية في عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط أوجها حتى عرفت أيامه بأيام العروس لكثرة الخيرات فيها، وأصبحت الأندلس من الدول المتقدمة .
وبعد وفاة عبد الرحمن الأوسط بدأ الضعف في الإمارة الأموية منذ عام (٢٣٨هـ/٨٥٢م)، إذ ازدادت مظاهر حياة الترف واللهو، فظهرت العديد من الثورات المناوئة للدولة، إضافة الى هجمات الفرنجة التي قدمت من شمال شبه الجزيرة الايبيرية.
ثانيا: عصر الخلافة الاموية في الاندلس (٣٠٠-٤٢٢هـ/٩١٣-١٠٣٠م)
تولى الامير عبد الرحمن الثالث الحكم في الاندلس سنة (٣٠٠هـ/٩١٣م)، وتلقب بالخليفة الناصر، انجز العديد من الاعمال التي ادت الى استقرار الدولة ومنها:
١-توحيد البلاد والقضاء على خصومه .
٢-انشاء اسطول حربي لحماية سواحل الاندلس من اي هجوم خارجي
٣-التصدي للخطر الفرنجي .
وبعد انتهاء فترة حكم الخليفة عبد الرحمن الناصر اضطربت الحياة السياسية وضعفت الدولة؛ مما ادى الى ظهور دول متعددة سميت دول الطوائف .
ثالثا: عصر ملوك الطوائف (٤٢٢-٨٩٨هـ/١٠٣٠-١٤٩٢م)
ادى الضعف الذي الت اليه الدولة الاموية في الاندلس الى انتشار الفوضى، وتدخل القوى الخارجية (الخطر الفرنجي)؛ فانقسمت الدولة الاموية الى دويلات عديدة اصبحت تعرف فيما بعد باسم ملوك الطوائف، واطلق على فترة حكمهم في الاندلس عصر ملوك الطوائف.
وادى ظهور ملوك الطوائف الى تقسيم الاندلس الى اثنتين وعشرين دولة، أشهرها غرناطة واشبيلية وطليطلة وسرقسطة.
ورثت تلك الدول الخلافة الأموية، إلا أن عدم استقرار الحكم فيها والتناحر بين ملوكها جعل منها مطمعا للفرنجة، فدفع ذلك المعتمد ابن عباد آخر ملوك الطوائف في الأندلس للاستنجاد بدولة المرابطين في المغرب العربي، بقيادة يوسف بن تاشفين الذي خاض معه معركة الزلاقة عام (٤٧٩هـ/١٠٨٦م)، ضد الفرنجة وهذه المعركة هي من المعارك الفاصلة التي شهدتها الدولة الأموية في الأندلس،
استطاع الامير يوسف بن تاشفين امير دولة المرابطين مع مساعدة جيش المعتمد بن عباد ملك اشبيلية ان يلحقه زيمة كبيرة بالجيش الاسباني بقيادة الفونسو السادس ملك مملكة (قشتالة وليون)، في منطقة يقال لها سهل الزلاق .
وكان لمعركة الزلاقة اثر كبير في تاريخ الاندلس؛ لأنها اوقفت زحف الفرنجة من شمال شبه الجزيرة الايبيرية على اراضي الاندلس.
ونتيجة لنقض الفونسو الثامن ملك قشتالة العهد مع المسلمين، ومهاجمته لمدينة اشبيلية، التي كانت تخضع لحكم دولة الموحدين، خاض الموحدون معركة مع الاسبان اطلق عليها اسم معركة الارك عام (٥٩١هـ/١١٩٥م)، نسبة الى قلعة الارك التي تقع في وسط الاندلس، فهاجم المسلمون طليطلة وتوغلوا في بلاد الاسبان، وكان من نتائجها ان استسلم الاسبان وطلبوا الهدنة، فوافق المسلمون على عقد هدنة لمدة عشر سنوات.
|
المعتمد بن عباد(٤٣١-٤٨٨هـ) ثالث ملوك بني عباد في الاندلس، حكم اشبيلية وقرطبة في عصر ملوك الطوائف قبل ان يقضي المرابطون على مملكته، ولقب بالظافر والمؤيد. اهتم بالشعر وكان يقضي وقته في مجالسة الشعراء، وقد اشتهرت اشبيلية في عهده . |
وفي سنة(٦٠٩هـ/١٢١٢م) خرج محمد بن يعقوب للقاء الجيش الاسباني بسبب نقض الفونسو التاسع شروط الهدنة، والتقى الجيشان في موقع يقال له العقاب عام (٦١٢هـ/١٢١٥م)، وكانت النتيجة هزيمة المسلمين الذين ضعفت مكانتهم وقوتهم في الاندلس والمغرب، فضعف سلطانهم وخسروا الكثير من جيشهم، ومن نتائج هذه المعركة سقوط العديد من المدن الاندلسية بيد الاسبان، وسقوط قرطبة وانهيار دولة الموحدين عام (٦٥٩هـ/١٤٩٢م)
رابعا: انهيار الحكم العربي في الأندلس (٨٩٨هـ/١٤٩٢م)
تمكن بنو الأحمر أقوى أمراء الأندلس من الوقوف بوجه الفرنجة بعد هزيمة المسلمين في معركة العقاب وتمكنوا من الحفاظ على الممالك الإسلامية في الأندلس زهاء قرنين. إلا أن ملوك الإسبان ظلوا يتطلعون للسيطرة على مدينة غرناطة عاصمة دولة بني الأحمر، في حين كانت الممالك الأندلسية تسقط بيد الإسبان الواحدة تلو الأخرى إلى أن سقطت غرناطة آخر معاقل المسلمين في عهد آخر ملوك دولة بني الأحمر أبي عبدالله الصغير، الذي سلم غرناطة إلى الإسبان بموجب معاهدة غرناطة، وقد تضمنت المعاهدة ما يلي:
أ-يتعهد ملك غرناطة بتسليم المدينة إلى ملك قشتالة في جو من الوفاق وإعلان ولائهم وطاعتهم لصاحب السمو(ملك قشتالة).
ب-تسليم قصر الحمراء والقلاع والحصون للإسبان.
بعد أن سلم أبو عبدالله الصغير البلاد تم الاستغناء عنه، وضيق عليه الخناق، وعندما تذكر كيف كان وكيف أصبح ذرفت عيناه الدموع باكيا على الملك المضاع بعد مجد راسخ وعز شامخ. وعندما رأته والدته على هذا الحال خاطبته قائلة:
ابك مثل النساء ملكا مضاعا لم تحافظ عليه مثل الرجا
ولمعرفة أسباب سقوط الأندلس انظر الشكل الآتي:
|
اسباب سقوط الأندلس |
|
الميل الى حياة الترف والهو. |
|
الخلافات والنزاعات المتكررة بين ملوك الطوائف وتقسيم الاندلس الى دويلات. |
|
الصراع الداخلي في الأندلس بين(العرب والبربر)، مما أضعف وحدة المجتمع بينهم وقدرته على التصدي للإسبان . |
|
ازدياد أطماع الفرنجة الذين كانوا يطمعون في انتزاع الاندلس من ايادي المسلمين، ودعم البابوية لمملكتي ارغون وقشتالة ضد المسلمين . |