مجالاتُ تطبيقِ الذكاءِ الاصطناعيِّ
كما سبق وتعرفنا على مفهوم الذكاء الاصطناعي (AI) ، وكيف يعتبر تقنية ثورية تتيح للآلات محاكاة الذكاء البشري وأداء المهام بطرق مشابهة لما يقوم به الإنسان، لما للذكاء الاصطناعي من مقدرة على التعامل مع بيانات ضخمة وما يوفره من خوارزميات لديها المقدرة على قراءة البيانات والصور والعمل على تحليلها لغايات تحسين الكفاءة وتوفير حلول مبتكرة تعمل على تسهيل عملية اتخاذ القراربسرعة.
ومع تقدم التكنولوجيا، أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي متنوعة وشاملة، توسعت عبر العديد من المجالات.
ومن أشهر المجالات الرئيسية التي يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي:
وفيما يلي نظرة توضيحية على كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي في كل مجال:
التعليمُ
كان للذكاء الاصطناعي في الىونة الاخيرة دوراً كبيراً في تعزيز التعليم وجعله جذاباً و أكثر تفاعلية.ونظراً لمقدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع كميات ضخمة من البيانات ومعالجتها بالشكل السريع،فقد قدم العديد من الفرص والخدمات لقطاع التعليم والتي تضمنت:
التعلم المخصص
إنشاء المحتوى الذكي
توفير أنظمة التقييم الذكية
توفير الصفوف الدراسية الافتراضية والواقع الافتراضي
توفير أنظمة الدعم الطلابي الذكية
الرعايةُ الصحيةُ
احدث الذكاء الاصطناعي تحولًا جذريًا في الرعاية الصحية من خلال:
تحليل البيانات الطبية: لغايات تحسين استراتيجيات الوقاية و تحسين تشخيص الأمراض وتقديم أفضل انواع العلاج،ساعدت ادوات الذكاء الاصطناعي في عمليات التحليل للبيانات الطبية الضخمة، مما ساعد الاطباء على
- دراسة التاريخ المرضي للمريض
- التعرف على المعلومات الجينية وفهمها
- دراسة عوامل أنماط الحياة المختلفة
معالجة الصور الطبية:من خلال قراءة وتحليل الصور الطبية مثل صور الأشعة السينية وصور تصوير الرنين المغناطيسي وصور التصوير المقطعي وذلك لغايات :
- اكتشاف الشذوذات التي قد لا يمكن اكتشافها من خلال العين البشرية.
- المساعدة في الكشف المبكر عن الحالات المرضية الصعبة مثل السرطان،أمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العصبية
- إجراء التدخلات الطبية المناسبة في الوقت المناسب.
الجراحة: ساعدت خوازميات الذكاء الاصطناعي المساعدات الروبوتية في تعزيز دقة العمليات الجراحية المعقدة بالتعاون مع الجراحين البشريين.
تطوير الادوية والاستكشاف في البيئات الخطيرة: للذكاء الاصطناعي دور كبير في إجراء التجارب الكيميائية والبيولوجية التي يصعب اجراؤها في المحيط البشري و تسريع عملية اكتشاف الأدوية وتطويرها من خلال تحليل البيانات الضخمة والعثور على مركبات جديدة محتملة لها خصائص علاجية.
الأعمالُ التجاريةُ
دوما تسعى القطاعات التجارية الى التطور والتقدم وتحسين كفاءة أعمالها. وهنا برز دورالذكاء الاصطناعي الذي عمل على إحداث تحول سريع في مشهد الأعمال التجارية، حيث يقدم حلولاً مبتكرة لتعزيز الكفاءة وصنع القرار وتجارب العملاء. ومن التطبيقات المهمة للذكاء الاصطناعي في مجال الاعمال:
تحليل بيانات العملاء: يقوم الذكاء الاصطناعي من خلال تقنيات التعلم الآلي والخوارزميات التي لديه بتحليل بيانات العملاء واكتشاف الانماط المختلفة في سلوكهم وبالتالي اتخاذ القرارات وتقديم التوصيات بما يخدم مصلحة الشركة بهدف زيادة المبيعات.
التحليل التنبؤي: يقصد به التنبؤ بالأحداث المستقبلية أو سلوك العملاء اعتماداً على البيانات الموجودة لدى الشركة، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بعمليات التحليل والتعلم العميق ودراسة الانماط والعلاقات ومن ثم اتخاذ القرارات المدروسة والتي تساعد على إدارة المخزون بفعالية وتلبية احتياجات العملاء.
أدوات الدردشة الذكية: تعمل روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في خدمة العملاء من خلال توفير المساعدة الفورية للعملاء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. تتعامل روبوتات الدردشة هذه مع الاستفسارات، وتعالج المعاملات، وتوجه المستخدمين عبر مواقع الويب، مما يقلل بشكل كبير من الحاجة إلى التدخل البشري، وبالتالي يقلل من التكاليف التشغيلية ويحسن من رضا العملاء.
الصناعةُ
يستخدم الذكاء الاصطناعي في القطاعات الصناعية لتحسين العمليات الإنتاجية وزيادة الكفاءة. مما يعمل على إيجاد تنافسية عالية في السوق وبالتالي تحسين الجودة . ومن التطبيقات الصناعية التي كان للذكاء الاصطناعي دور كبير فيها:
تحليل البيانات والتنبؤ بالمشكلات: حيث يتم استخدام التحليل التنبؤي لتحسين الصيانة الوقائية وتقليل التوقفات غير المخطط لها. وذلك من خلال استخدام الخوارزميات الخاصة بالتحليل والتي تساعد على تجنب الأعطال وتضمن استمرارية الشغل بلا توقف ، وبالتالي تلبية احتياجات السوق.
الأتمتة الذكية: ساهمت الروبوتات الصناعية المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي في زيادة فعالية عمليات التصنيع ، وذلك من خلال قيامها بتنفيذ مهام معقدة بدقة وسرعة فائقة مما قلل من نسبة الاخطاء وزاد من جودة المنتجات.
الأمنُ السيبرانيُّ
غالبا ما تكون التدابير الأمنية التقليدية غير كافية لمواجهة التهديدات السيبرانية المعقدة. لذا برزت الحاجة الى أنظمة الأمان المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تقوم بتحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي لتحديد الأنماط والحالات الشاذة التي قد تشير إلى حدوث خرق أمني. لذا أصبح للذكاء الاصطناعي دور كبير في تعزيز الأمن الرقمي وأمن تكنولوجيا المعلومات من خلال توفير قدرات متقدمة للكشف عن التهديدات والاستجابة لها.
ومن أبرز التطبيقات الرئيسة للذكاء الاصطناعي في الامن السيبراني:
تحليل البيانات واكتشاف الأانشطة غير الطبيعية أو المشبوهة.
تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي على المراقبة المستمرة لحركة المرور في الشبكة وسجلات النظام بالاضافة الى مراقبة سلوك المستخدم . وبالتالي تستطيع الكشف عن أي تهديد سيبراني قبل حدوثه.
ونظرا لقدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على تحليل البيانات بشكل عميق،يمكن من خلال عمليات التحليل الكشف عن أي علامات تدل على وجود نشاط ضار ممكن يهدد النظام.(مثل الاختراقات أو البرمجيات الخبيثة).
أتمتة عمليات الاستجابة للحوادث
كما سبق وتحدثنا،إنّ خوارزميات الذكاء الاصطناعي تستطيع بشكل آلي وتلقائي اكتشاف أي نشاط غير طبيعي في سلوك الشبكة أو شذوذ في سلوك المستخدم يكون مؤشراً لحدوث هجمات او محاولات اختراق متقدمة.
وهذا الاكتشاف الآلي يساعد في توليد استجابة سريعة لهذه الحوادث، مما يعمل على الحد من الأضرار الناتجة نتيجة لتقليل زمن الاستجابة.
أنظمة الأمان المتقدمة
كلما تطورت الحياة وازدات تقنيات الحماية،كلما قام مجرمو الانترنت بتطوير قدراتهم وتقنياتهم واستراتيجياتهم للتغلب على تقنيات الحماية الحديثة.لذا لا بد من التطور والتحديث الدائم لأنظمة الحماية.وهنا يلعب الذكاء الاصطناعي دورا مهما في هذه العملية، حيث يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي ومن خلال نماذج التعلم من التدربي المستمر على مجموعة البيانات المحدثة والتي تشمل (التهديدات الناشئة،نقاط الهجوم المتطورة،نقاط الضعف ) ومن ثم تعمل على تحليل هذه البيانات للتعرف على الانماط الجديدة في الاختراق وكشف التهديدات السيبرانية الجديدة.