تاريخ الأردن أكاديمي فصل ثاني

الحادي عشر خطة جديدة

icon

 

الدرس الثالث              تطوّر الحياة السياسية في الأردنّ بين عامَي (1948-1957م)

الأردنّ وحرب العربية اليهودية1948 م

بعد قرار تقسيم فلسطين رقم (181) الصادر عن الجمعية العامّة للأمم المتحدة في عام 1947م، أعلنت بريطانيا نيّتها الانسحاب من فلسطين في 15 أيار 1948م، وقد رفض العرب هذا القرار. وهكذا، اندلعت الحرب بين العرب واليهود.

شارك الأردنّ في هذه الحرب إلى جانب مصر وسورية ولبنان والعراق، وخاض الجيش العربي الأردني معارك ضارية ضد إسرائيل.

وعلى الرغم من خسارة العرب الحرب، إلّا أنّ الأردنّ تمكّن من المحافظة على المناطق المعروفة الآن بالضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية داخلها، وألحق خسائر فادحة بالقوّات الإسرائيلية في الأرواح والمعدّات، كما قدّم تضحيات كبيرة من الشهداء في معارك القدس واللطرون وباب الواد.

أتحقق من تعلمي:

-أحلل أسباب قيام حرب 1984م.

بعد قرار تقسيم فلسطين رقم (181) الصادر عن الجمعية العامّة للأمم المتحدة في عام 1947م، أعلنت بريطانيا نيّتها الانسحاب من فلسطين في 15 أيار 1948م، وقد رفض العرب هذا القرار

وحدة الضفتين في عام 1950م

ما إن انتهت حرب فلسطين عام 1948م وخسر العرب 78% من مِساحة فلسطين التاريخية، حتّى بدأ التساؤل حول مستقبل ما تبقّى من الأراضي الفلسطينية، وقد عرض عدد من الشخصيات الفلسطينية فكرة وحدة أردنية فلسطينية لتوحيد المناطق المعروفة اليوم باسم الضفة الغربية مع المملكة الأردنية الهاشمية.

وانعقدت سلسلة من المؤتمرات الفلسطينية المؤيّدة للوحدة، مع احتفاظ الشعب الفلسطيني بحقّه في إقامة دولته المستقلّة مُستقبَلًا، ومن أهم هذه المؤتمرات: مؤتمر عمّان، ومؤتمر أريحا، ومؤتمر رام الله، ومؤتمر نابلس. وفي مؤتمر أريحا المنعقد في كانون أول عام 1948م، تقرّر ما يأتي:

  • المناداة بالوحدة الأردنية الفلسطينية.
  • الوحدة (الأردنية - الفلسطينية) هي مقدّمة للوحدة العربية.
  • مبايعة الملك عبد الله الأوّل ابن الحسين ملكًا على الأردنّ وفلسطين.
  • المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم وتعويضهم.
  • اقتراح انتخاب ممثّلين لأهالي فلسطين في المجالس النيابية الأردنية.

وجاءت الخطوة التالية بحلّ مجلس النواب الأردني، وانتخاب مجلس جديد يُمثّل الأردنيين والفلسطينيين مناصفة في عام 1950م، وكان من أول قراراته إعلان قيام وحدة الضفّتين.

 

استشهاد الملك عبد الله الأوّل وانتقال الحكم إلى الملك طلال

في 20 تموز 1951م استُشهد الملك عبد الله بن الحسين في المسجد الأقصى بينما كان يهمّ بأداء فريضة الجمعة. وكان الملك عبد الله يومها في زيارة تفقّدية لعدد من مدن الضفة الغربية، ومن عادته الصلاة في المسجد الأقصى.

 

كان ولي العهد الأمير طلال في هذه الأثناء يتلقّى العلاج في مستشفى في أوروبا، ونودي به في مجلس الأمّة ملكًا دستوريًّا، واعتلى عرش المملكة الأردنية الهاشمية في 6 أيلول 1951م، وكانت عملية انتقال الملك أول تجربة دستورية ناجحة وهادئة جرت في الأردنّ.

ولِد الملك طلال بن عبد الله في مكة المكرمة في عام 1909م. تلقّى تعليمه في عمان، ثُمّ التحق بكلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا، وتخرج فيها في عام 1929م، وعُيّن وليًّا للعهد في عام 1947م. شارك الملك طلال في صفوف الجيش العربي في الخطوط الأمامية في حرب فلسطين في عام 1948م.

الدستور الأردني لعام 1952م

صدر في عهد الملك طلال دستور أردني جديد للمملكة نُشر في 8 كانون الثاني 1952م، وجاء متماشيًا مع التطوّرات السياسية الكبيرة التي طرأت على الوضع العامّ بعد وحدة الضفّتين، والتطوّر السياسي في الأردنّ. وقد تضمّنت المادّة الأولى من هذا الدستور أنّ المملكة الأردنية الهاشمية دولة عربية مستقلّة وأن الشعب الأردني جزء من الأمة العربية. كما حدّد الدستور نظام الحكم بكونه نيابيًّاً ملكيًّا وراثيًّا، ونظّم العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

ظهرت في عهد الملك طلال بداية ثورة تعليمية في البلاد؛ عندما نصّ الدستور لعام 1952م على كفالة الدولة لحقّ العمل والتعليم، وعلى إلزامية التعليم الابتدائي ومجّانيته، وأُبرِمت اتّفاقية الضمان الجماعي العربي في عام 1952م، بهدف إقامة التعاون العسكري بين دول الجامعة العربية، وصدر قانون ديوان المحاسبة، ما عدّ خطوة مهمّة لتعزيز الرقابة الإدارية والمالية على قرارات السلطة التنفيذية وإجراءاتها المتعلّقة بالمال العام.

أتحقّق من تعلّمي

  • أُفسّر ما يأتي:
  • صدور الدستور الأردني لعام 1952م.

وجاء متماشيًا مع التطوّرات السياسية الكبيرة التي طرأت على الوضع العامّ بعد وحدة الضفّتين، والتطوّر السياسي في الأردنّ

  • صدور قانون ديوان المحاسبة.

لتعزيز الرقابة الإدارية والمالية على قرارات السلطة التنفيذية وإجراءاتها المتعلّقة بالمال العام.

 

اعتلاء الملك الحسين بن طلال العرش

 نظرًا إلى تطوّرات الحالة الصحّية للملك طلال، قرّر مجلس الأمة الأردني في عام 1952م إعفاءه من مهامّه الدستورية، بعد أن جرى الاطّلاع على التقارير الطبية الخاصّة بحالته الصحّية.

ونودي بالأمير الحسين بن طلال ملكًا دستوريًّا، وقرّر مجلس الوزراء تعيين مجلس وصاية لإدارة شؤون الحكم إلى حين بلوغ الملك الحسين السنّ القانونية.

ولد الملك الحسين بن طلال في عمان في 14 تشرين الثاني 1935م، وتلقّى تعليمه الابتدائي فيها، ثُمّ التحق بكلية فكتوريا في الإسكندرية، وانضم بعدها إلى كلية ساند هيرست العسكرية في بريطانيا. تسلّم الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية في 2 أيار 1953م، وذلك بعد أن أتمّ الثامنة عشرة من عمره.

شهد الأردنّ في عهد الملك الحسين بن طلال كثيرًا من الإنجازات على المستوى الداخلي انعكست على تطوّر الدولة الأردنية في المستويات كافّة؛ ومن أبرز إنجازات الملك الحسين الداخلية، ما يأتي:

1- تعريب قيادة الجيش العربي في آذار 1956م.

2- تطوير القوات المسلّحة والأجهزة الأمنية؟

3- إنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية في عام 1957م.

4- تعزيز الحياة الديمقراطية والحزبية

5- بناء مؤسّسات الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

 

 شكّلت الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الحدود الأردنية أولى المشكلات التي أرّقت الملك الحسين في بدايات توليه الحكم، فقد كانت شبه يومية وكانت تُشكّل حرب استنزاف دائمة للأردنّ؛ فكانت القوّات والعصابات الإسرائيلية تهاجم القرى الأردنية الآمنة ومراكز الشرطة فتُدمّر وتنسف وتضع الألغام، ورافقها عمليات طرد العرب الفلسطينيين من ديارهم ومعظم هؤلاء كانوا ينتقلون إلى الأراضي الأردنية، فتحوّلت الأراضي القريبة من خطّ الهدنة إلى خراب وهجرها المزارعون.

صمّم الأردنّ على الوقوف في وجه هذه الغطرسة، وتقرّر تشكيل الحرس الوطني من الأهالي للدفاع عن القرى الأمامية، وصدّ الاعتداءات الإسرائيلية عنها.

 

قرار تعريب قيادة الجيش العربي 1956م

أقدم الملك حسين في 1 آذار 1956م، على عمل وطني جريء ومهمّ في الوقت نفسه وهو تعريب قيادة الجيش العربي، وذلك بإعفاء الجنرال (كلوب) باشا من منصبه رئيسًا لهيئة الأركان للجيش العربي وكبار الضباط البريطانيين العاملين في الجيش العربي، وكان لهذا العمل صدى عظيم على المستوى الأردني والعربي والدولي.

الحكومة الحزبية الأولى (1956-1957م) 

جرت انتخابات مجلس النوّاب الخامس على أساس حزبي في عام 1956م، وفاز عدد من الأحزاب بأغلبية مقاعد مجلس النواب، وأسند الملك الحسين لسليمان النابلسي رئيس الحزب الوطني الاشتراكي أمر تشكيل الحكومة. ونشط في هذه الفترة عدد من الأحزاب كانت في معظمها امتدادًا لأحزاب ولدت في الدول العربية المجاورة، وأهمّها: حزب البعث العربي الاشتراكي، وحركة القوميين العرب، والحزب الشيوعي، وجماعة الأخوان المسلمين، والحزب السوري القومي الاجتماعي. وظهر إلى جانبها عدد من الأحزاب الوطنية التقليدية التي لم يكن لها تأثير يُذكر في الساحة السياسية الأردنية.

كان من برامج هذه الحكومة إنهاء المعاهدة (الأردنية - البريطانية) لعام 1948م وتوابعها، وبدأ الطرفان الأردني ، والبريطاني بالتفاوض حول إنهاء المعاهدة، ووقع الطرفان اتّفاق إنهاء المعاهدة في عمّان في عام 1957م.

وبإنهاء المعاهدة فقد الأردنّ المعونة المالية البريطانية السنوية البالغ مقدارها (12,5) مليون جنيه إسترليني، وتعهّدت مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية للأردنّ في حالة الاستغناء نهائيًّا عن المعونة البريطانية وإنهاء المعاهدة (الأردنية - البريطانية) بتعويضه عن تلك المعونة، على أن يستمر هذا الدعم لمدّة عشر سنوات، فأقدمت الحكومة الأردنية قُبيل إلغاء المعاهدة على توقيع اتّفاقية التضامن العربي التي تكفل الدعم المالي العربي للأردنّ، وقد قُدّم هذا الدعم لمرّة واحدة فقط.

أدّى الخلاف بين الملك والحكومة حول السياسة الخارجية للدولة إلى إقالة الحكومة في نيسان 1957م، فاندلعت الاضطرابات في البلاد، وأُعلنت الأحكام العُرفية، وحُظِر العمل الحزبي وشهدت البلاد إثر ذلك جموداً في الحياة السياسية وتحولت الأحزاب إلى العمل السري ولجأت قياداتها الى الدول المجاورة مثل سورية ومصر.

الأحكام العُرفية

مجموعة قوانين تلجأ إليها الدول في حالة الأزمات، وتعلن فيها حالة الطوارئ وتنتهي بانتهاء الظرف المسبّبة لإعلانها.

أتحقّق من تعلّمي

  • أُفسّر ما يأتي:
  • تكليف الملك الحسين بن طلال رئيس الحزب الوطني الاشتراكي بتشكيل الحكومة.

نتيجة إجراء انتخابات مجلس النواب على أساس حزبي وفاز عدد من الأحزاب بأغلبية مقاعد مجلس النواب.

  • تعريب قيادة الجيش العربي الأردني.

تعد عملية تعريب قيادة الجيش العربي الأردني إحدى الأحداث البارزة في تاريخ الأردن. تمت هذه العملية في الأول من آذار عام 1956، عندما قرر الملك الحسين بن طلال تعريب قيادة الجيش العربي الأردني والتخلص من الضباط البريطانيين الذين كانوا يتولون المناصب العليا في الجيش آنذاك.

كانت هذه الخطوة تعبيرًا عن الاستقلال الوطني والسيادة الأردنية، وأسهمت في تعزيز الهوية الوطنية والانتماء القومي للجيش الأردني. منذ ذلك الحين، تولى الضباط الأردنيون قيادة الجيش العربي الأردني، مما عزز من مكانته كجيش وطني محترف.

 

Jo Academy Logo