تلخيص
أُطلقَ الإنسانُ أوَّلَ قمرٍ اصطناعيٍّ في الخمسينياتِ منَ القرنِ الماضي، ومنذُ ذلكَ الحينِ تزايدَت الأقمارُ الاصطناعيَّةُ، وصارَت مُهمَّةً بالنسبةِ إلى الحياةِ على الأرضِ، فهي تُستعمَلُ لأغراضٍ مُتعدِّدةٍ منْها الاتصالاتُ والتقاطُ الصورِ الفضائيَّةِ للظواهرِ الأرضيَّةِ بهدفِ دراستِها
والاقمار الصناعية هي آلاتٌ منْ صُنعِ الإنسانِ يتمُّ إطلاقُها في الفضاءِ للدورانِ في مداراتٍ مُحدَّدةٍ حولَ الأرضِ أو حولَ أيِّ جرمٍ آخرَ موجودٍ في الفضاءِ، وذلكَ للقيامِ بمهامَّ عديدةٍ؛ كالتقاطِ الصورِ للأرضِ أو للشمسِ؛ كي تُساعِدَ على فهمِ النظامِ الشمسيِّ والكونِ بشكلٍ أفضلَ.
ونتيجةً لرغبةِ الباحثينَ في استكشافِ المزيدِ عنِ الكواكبِ والنجومِ والأرضِ، وكذلكَ رغبةُ القادةِ العسكريينَ في معرفةِ المزيدِ عنْ أمورِ المِلاحةِ، ورغبةُ الإنسانِ في تسهيلِ خدماتِ البثِّ التلفازيِّ والاتصالاتِ الرقميَّةِ، كلُّ ذلكَ أدَّى إلى حدوثِ تطوُّراتٍ مُتلاحِقةٍ في عمليَّةِ تصنيعِ الأقمارِ الصناعيَّةِ، وكانَ منْ نتائجِ ذلكَ إنشاءُ وكالةِ الفضاءِ الأمريكيَّةِ (ناسا) في عامِ 1958م، ثمَّ تبعَها إنشاءُ الوكالاتِ الفضائيَّةِ العالميَّةِ الأخرى.
الصورُ الفضائيَّةُ : هي الصورُ التي تمَّ التقاطُها للأرضِ أو للكواكبِ الأخرى بوساطةِ الأقمارِ الصناعيَّةِ، وتُعدُّ هذهِ الصورُ إحدى البياناتِ المُتعلَّقةِ بتقنيةِ الاستشعارِ عنْ بُعدٍ Remote sensing)): التي تُعرَّفُ ﺑﺄﻧَّها ﺗﻘﻨﻴﺔُ ﻣﺮاﻗﺒﺔِ ودراﺳﺔِ الظواهرِ اﻷرﺿﻴَّﺔِ أو اﻟﻘﺮﻳﺒﺔِ ﻣﻦَ اﻷرضِ منْ دونِ الاﺣﺘﻜﺎكِ ﺑﻬﺎ، وذﻟﻚَ ﻣﻦْ ﺧﻼلِ ﺗﺤﻠﻴﻞِ اﻷﺷﻌَّﺔِ أو اﻟﻄﺎﻗﺔِ الكهرومغناطيسيَّةِ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻌﻜﺲُ أو ﺗﺒﺚُّ ﻣﻦْ ﺗﻠﻚَ الظواهرِ. وتُلتقطُ الصورُ الفضائيَّةُ بوساطةِ الأقمارِ الصناعيَّةِ باللونينِ الأبيضِ والأسودِ.
وباستخدامِ الحاسوبِ يُمكنُ إجراءِ عمليَّاتِ المُعالجةِ للصورِ الفضائيَّةِ وعرضُ الصورةِ في ثلاثةِ نطاقاتٍ منَ الألوانِ: الأحمرِ والأخضرِ والأزرقِ، وعندَ دمجِ النطاقاتِ الثلاثِ في وقتٍ واحدٍ يتمُّ الحصولُ على صورةٍ فضائيَّةٍ مُركَّبةٍ ومُلوَّنةٍ.