الدراسات الإسلامية فصل أول

الأول ثانوي أدبي

icon

إن تعظيم شعائر الله تعالى من أعظم العبادات التي يحرص المسلم عليها، ويجب علينا أن نتعاهد أنفسنا بهذا التعظيم.


مفهوم تعظيم شعائر الله تعالى
هو إجلال أحكام الإسلام وتقدير تعاليمه، وذلك بالعمل بأوامر الله تعالى، والابتعاد عن نواهيه.


من صور تعظيم شعائر الله تعالى
من حق الله تعالى على المسلم تعظيمه، وإجلاله، وذلك بالإكثار من ذكره، والبدء باسمه في الأمور جميعها، وحمده والثناء عليه بما هو أهل له، وطاعة أوامره واجتناب نواهيه، قال الله تعالى: "وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ".

وتعظيم شعائر الله تعالى يتحقق في صور كثيرة منها:
1-    تعظيم القرآن الكريم ويكون ذلك بـ:
•    احترامه وحفظه والاعتناء به.
•    اتباع ما جاء فيه وتعظيم شأنه.
•    ولا يقتصر تعظيم كلام الله تعالى على تجويد قراءته فقط، بل لا بد من فهمه وتدبره والعمل بأحكامه.
•    حرص المسلم على الطهارة عند قراءته.
•    رفعه عن الأرض وعدم وضع شيء فوقه.
•    تعهده بالعناية، وعدم تعريضه للتلف بتمزيق أوراقه أو الكتابة عليها.
وكذلك ينبغي لطالب العلم المحافظة على الكتب بشكل عام، وعدم تعريضها للعبث والإهانة.
من الأمثلة الدالة على تعظيم الصحابة رضي الله عنهم للقرآن الكريم بالتزام أحكامه، قصة خوف ثابت بن قيس رضي الله عنه، لما نزل قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ" إذ أتى ثابت بن قيس رضي الله عنه وهو خطيب النبي ﷺ، فبكى وقال: والذي لا إله إلا هو، لا أخرج من بيتي، حتى يتوب الله علي أو أموت في بيتي، فسأل الرسول ﷺ الصحابة عن ثابت فقالوا: يا رسول الله! نزلت الآية فظن أنها فيه، فأغلق عليه بابه ولم يأكل ولم يشرب، وحلف ألا يخرج حتى يتوب الله عليه أو يموت في بيته، قال ﷺ: "بل هو من أهل الجنة"، فأتوا يطرقون عليه الباب ويبشرونه أنه من أهل الجنة، فبكى حتى أغمي عليه، حياءً من الله.
2-    تعظيم الرسول ﷺ وذلك بـ:
•    اتباع أوامره واجتناب نواهيه.
•    الرضا بما جاء به، واتباع سنته، والدفاع عن شريعته.
قال تعالى: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" فلا يؤمن أحد حتى يكون النبي ﷺ أحب إليه من نفسه وأهله والناس أجمعين، ويظهر حب النبي ﷺ بتقديم أمه على كل أمر.
ومن أمثلة حب الصحابة رضي الله عنهم للنبي ﷺ، موقف زيد بن الدثنة رضي الله عنه، وقد سأله أبو سفيان وهو على الشرك حينذاك حينما أخرجه أهل مكة من الحرم ليقتلوه، وكان قد أُسر يوم الرجيع، أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمدًا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه، وإنك في أهلك؟ قال: "والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه، تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي"، فقال أبو سفيان: "ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمد محمدًا".
3-    تعظيم أحكام الله تعالى ويكون ذلك بـ:
•    السؤال عنها، والالتزام بها. قال تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ".
•    يجب على المسلم أن يحذر من إتيان ما يُخل بتعظيم أحكام الله تعالى كالاستهزاء أو المزاح أو التفكه بها.
4-    تعظيم الأماكن الإسلامية التي ورد النص بتعظيمها خاصة كتعظيم:
•    المسجد الحرام ومعرفة مكانته ومنزلته، وأنه أشرف البقاع على وجه الأرض.
•    المسجد النبوي.
•    المسجد الأقصى.
•    ويجب تعظيم سائر المساجد بالسعي في عمارتها؛ بالمحافظة على الصلاة فيها وذكر الله تعالى، وبنائها والإنفاق عليها.
5-    تعظيم العبادات التي شرعها الله تعالى لنا كتعظيم:
•    صيام شهر رمضان، وقيام ليله، والاجتهاد في العشر الأواخر منه.
•    العشر الأوائل من ذي الحجة بالطاعات والاجتهاد بها.
6-    تعظيم حرمة الإنسان وذلك بـ:
•    احترام حقوقه.
•    عدم النيل من كرامته أو التعدي عليه بأي صورة؛ كسبابه والنيل منه أو ضربه وغيرها.
قال رسول الله ﷺ: "… فإن الله تبارك وتعالى قد حرم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا".