الْفِكْرَةُ الرَّئيسَةُ
- يَحُثُّ الْإِسْلامُ عَلى الِاعْتِدالِ في الْإِنْفاقِ.
- وَعَدَمِ الْإِسْرافِ في الْمَأْكَلِ، وَالْمَشْرَبِ، وَالْمَلْبَسِ، وَالطَّاقَةِ، وَغَيْرِ ذلِكَ.
إِضاءَةٌ
- الْإِسْرافُ: سُلوكٌ غَيْرُ مَقْبولٍ، وَيَعْني تَجاوُزَ الْحَدِّ الطَّبيعِيِّ في الْإِنْفاقِ.
أَسْتَنيرُ
- خَلَقَ اللّهُ تَعالى الْإِنْسانَ، وَجَعَلَ لَهُ كُلَّ ما في الْأَرْضِ مِنْ ماءٍ وَهَوَاءٍ وَنَباتٍ وَحَيَوانٍ؛ لِيَسْتَعينَ بِها في حَياتِهِ، قالَ تَعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) [الْجاثِيَةُ: ١٣] (سَخَّرَ: جَعَلَها لَكُمْ لِتَنْتَفِعوا بِها).
- وَيَجِبُ الْمُحافَظَةُ عَلى هذِهِ النِّعَمِ وَتَرْشيدُ اسْتِخْدامِها.
أَوَّلًا: مَفْهومُ تَرْشيدِ الِاسْتِهْلاكِ وَحُكْمُهُ
- تَرْشيدُ الِاسْتِهْلاكِ: هُوَ اسْتِخْدامُ الْأَشْياءِ ( مثلِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَاللِّباسِ وَالطَّاقَةِ)
وَالِانْتِفاعُ بِها بِقَدْرِ الْحاجَةِ مِنْ دونِ إِسْرافٍ.
- وَقَدْ أَمَرَ الْإِسْلامُ بِتَرْشيدِ الِاسْتِهْلاكِ، وَنَهى عَنِ الْإِسْرافِ.
ثانِيًا: مَجالاتُ تَرْشيدِ الِاسْتِهْلاكِ
- يَنْبَغي تَرْشيدُ الِاسْتِهْلاكِ في مَجالاتِ الْحَياةِ كَافَّةً، وَمِنْ هذِهِ الْمَجالاتِ:
أ. اسْتِهْلاكُ الْماءِ: دَعا الْإِسْلامُ إِلى الْمُحافَظَةِ عَلى الْماءِ، فَهُوَ سَبَبُ الْحَياةِ، قَال تَعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) [الأَنْبِياءُ: ٣٠] وَكانَ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ ﷺ يَقْتَصِدُ في اسْتِعْمالِ الْماءِ في الْوُضوءِ وَالطَّهارَةِ. وَمِنْ أَمْثِلَةِ تَرْشيدِ اسْتِهْلاكِ الْمِياهِ:
- عَدَمُ إِبْقاءِ صُنْبورِ الْمَاءِ مَفْتوحًا خِلالَ عَمَلِيَّةِ تَنْظِيفِ الأَسْنانِ.
- اسْتِخْدامُ إِبْريقِ سَقْيِ الْمَزْروعاتِ بَدَلًا مِنْ خُرطومِ الْمِياهِ.
- اسْتِخْدامُ وِعاءٍ كَبيرٍ لِغَسْلِ الْخُضارِ وَالْفَواكِهِ عِوَضًا عَنِ الصُّنْبورِ.
ب. اسْتِهْلاكُ الطَّعامِ: وَجَّهَ الْقُرْآنُ الْكَريمُ إِلى عَدَمِ الْإِسْرافِ في الطَّعامِ وَالشَّرابِ، قالَ تَعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الْأَعْرَافُ: 31]، وَمِنْ أَمْثِلَةِ تَرْشيدِ اسْتِهْلاكِ الطَّعامِ:
- شِراءُ الطَّعامِ بِكَمِّيّاتٍ مُناسِبَةٍ مِنْ دونِ زِيادَةٍ؛ لِئَلّا تَتْلَفَ قَبْلَ الِاسْتِعْمَالِ.
- طَبْخُ الطَّعامِ بِمِقْدارِ الْحاجَةِ الْيَوْمِيَّةِ.
- الِاحْتِفاظُ بِبَقايا الطَّعامِ في الثَّلّاجَةِ لِلْيَوْمِ التّالي.
- إِهْداءُ جُزْءٍ مِنَ الطَّعامِ إِلى الْأَقَارِبِ أَوِ الْجيرانِ أَوِ الْمُحْتاجينَ.
ج. اسْتِهْلاكُ الْمَلابِسِ: دَعا الْإِسْلامُ الْإِنْسانَ إِلى ارْتِداءِ الْمَلابِسِ النَّظيفَةِ وَالْجَميلَةِ لِيَسْتُرَ بِها نَفْسَهُ، قالَ تَعَالَى: (قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا) [الأَعْرافُ: ٢٦] (يُوَارِي: يَسْتُرُ. سَوْآَتِكُمْ: عَوْراتِكُمْ. رِيشًا: زينَةً)، وَمَعَ ذلِكَ يَنْبَغي لِلْإِنْسانِ أَنْ يَعْتَدِلَ في شِرائِها وَاسْتِخْدامِها، وَمِنْ أَمْثِلَةِ تَرْشيدِ اسْتِهْلاكِ الْمَلابِسِ:
- شِراءُ الْمَلابِسِ عَلى قَدْرِ الْحاجَةِ.
- التَّصَدُّقُ بِالْمَلابِسِ الزّائِدَةِ عَنِ الْحاجَةِ إِلى الْجَمْعِيّاتِ الَّتي تُوَزِّعُها عَلى مُحْتاجيها.
- الْمُحافَظَةُ عَلى الْمَلابِسِ.
أَسْتَزيدُ
لا يَقْتَصِرُ تَرْشيدُ الِاسْتِهْلاكَ عَلى ما يَخُصُّ الْإِنْسانَ في الْمَنْزِلِ فَقَطْ، بَلْ في كُلِّ
مَكانٍ يَتَواجَدُ فيهِ، وَمِنْ ذلِكَ:
أ. إِطْفاءُ الأَضْواءِ في مَكانِ الْعَمَلِ (مِثْلِ: الْمَكْتَبِ، وَالْمَصْنَعِ، وَالْمَدْرَسَةِ ، ....).
ب. الِاقْتِصادُ في اسْتِخْدامِ الْمِياهِ في الْأَماكِنِ الْعامَّةِ.
ج. اسْتِعْمالُ الْمُواصَلاتِ الْعامَّةِ عِنْدَ تَوافُرِها، وَعَدَمُ اسْتِعْمالِ الْمَرْكَبَةِ الْخاصَّةِ.
د. الْمُحافَظَةُ عَلى وَقودِ الْمَرْكَباتِ الْحُكومِيَّةِ، وَعَدَمُ الِاسْتِهْتارِ في قِيادَتِها.
هـ. الْمُحافَظَةُ عَلى مُسْتَلْزَماتِ الْعَمَلِ، مِنْ أَدَواتٍ وَأَجْهِزَةٍ وَغَيْرِها.
أَرْبِطُ مَعَ الْعُلومِ
يُمْكِنُ تَرْشيدُ اسْتِهْلاكِ الطَّاقَةِ الْكَهْرَبائِيَّةِ بِالتَّوَسُّعِ في اسْتِخْدامِ الطَّاقَةِ الشَّمْسِيَّةِ، عَنْ طَرِيقِ:
- استِخْدامِ سَخَّاناتِ الْمِياهِ الشَّمْسِيَّةِ.
- اسْتِخْدامِ مَصابيحِ تَوْفيرِ الطّاقَةِ.
- اسْتِخْدامِ مَصابيحِ الطّاقَةِ الشَّمْسِيَةِ.