التربية الإسلامية11 فصل ثاني

الحادي عشر خطة جديدة

icon

 

التَّعَلُّمُ الْقَبْلِيُّ

أعلل: حظيت السُّنَّة النبوية الشريفة بعناية علماء المسلمين.

لمكانتها العظيمة، فهي المصدر الثاني من مصادر التشريع، وهي وحي من الله عزوجل، قال تعالى: (وما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى).

أعلل: وجَّه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم في بداية الدعوة الإسلامية إلى عدم كتابة الحديث الشريف.

لكيلا ينشغلوا بغير القرآن الكريم.

بعد اتِّساع رقعة العالَم الإسلامي في القرن الثاني الهجري، ظهرت الحاجة إلى التدوين المُنظَّم للسُّنَّة النبوية الشريفة؛ إذ أمر الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمه الله بعض العلماء بجمع السُّنَّة النبوية الشريفة.
 

الْفَهمُ وَالتَّحليلُ

تنوَّعت جهود علماء المسلمين في الحفاظ على سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ عملوا على جمعها، وتدوينها، ودراستها، وتصنيفها، وشرحها، فضلً عن توظيف التكنولوجيا في خدمتها.

أولًا: الجمع والتدوين

بدأ التصنيف المُنظَّم للسُّنَّة النبوية الشريفة في القرن الثاني الهجري.
ومن أشهر المُصنَّفات في هذا القرن: مُوطَّأ الإمام مالك بن أنس رحمه الله؛ وهو أوَّل مُصنَّف في الحديث النبوي الشريف.
وفي القرن الثالث الهجري، زادت عناية علماء المسلمين بجمع الأحاديث النبوية الشريفة، وتصنيفها، وبيان درجتها من حيث الصِّحَّة والضعف، وظهرت العديد من المُصنَّفات، مثل: صحيح الإمام البخاري، وصحيح الإمام مسلم.
كذلك صُنِّفت في هذا القرن الكتب الخاصَّة بعلم الجرح والتعديل؛ وهو علم يبحث في معرفة أحوال الرواة من حيث القبول والرَّدُّ.

صور مشرقة

سافر الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه من المدينة المُنوَّرة إلى مصر ليزور الصحابي عقبة بن عامر رضي الله عنه؛ بُغْيَةَ التأكُّد من حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: طرائق تصنيف السُّنَّة النبوية الشريفة

عمل علماء المسلمين على تصنيف السُّنَّة النبوية الشريفة بطريقتين اثنتين، هما:
أ . التصنيف بحسب الأبواب الفقهية: ومن هذه المُصنَّفات:
1) الصِّحاح: مثل: صحيح البخاري ،رحمه الله وصحيح مسلم رحمه الله.
2) السُّننَ: مثل: سُنَن النسائي، وسُنَن أبي داود، وسُنَن الترمذي، وسُنَن ابن ماجه رحمهم الله تعالى.
ب. التصنيف بحسب أسماء الرواة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم:  ومن أشهر المسانيد: مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
شروحات السُّنَّة النبوية الشريفة، مثل: (فتح الباري شرح صحيح البخاري) للإمام ابن حجر العسقلاني، و(المنهاج شرح صحيح مسلم) للإمام يحيى بن شرف النووي .


ثالثًا: العناية بالسُّنَّة النبوية الشريفة في العصر الحديث
أ . الدفاع عن السُّنَّة النبوية الشريفة، ورَدُّ الشُّبُهات: مثل كتاب (دفاع عن السُّنَّة ورَدُّ شُبَه المستشرقين والكُتّاب المعاصرين) لمحمد أبو شهبة.
ب. إنشاء عدد من المواقع الإلكترونية تُعْنى بنشر السُّنَّة النبوية الشريفة عن طريق ما يأتي:
1) عَرْض الأحاديث النبوية الشريفة، وبيان شروحاتها.
2) البحث في درجة صِحَّة الأحاديث النبوية الشريفة.
ج. إنشاء الفضائيات، والإفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الأحاديث النبوية الشريفة.
د . تأسيس جمعيات تُعْنى بالحديث النبوي الشريف وعلومه، عن طريق عقد المؤتمرات، وإقامة الندوات، وعمل الدراسات والبحوث، وتنظيم المسابقات التي تتضمَّن حفظ الأحاديث النبوية الشريفة وبيان شروحاتها.

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ

 كان لرحلات العلماء في طلب الحديث النبوي الشريف أهدافٌ عديدةٌ، منها:
أ . جمع الأحاديث النبوية الشريفة وحفظها؛ خوفًا عليها من الضياع.
ب. التحقُّق من ضبط الأحاديث النبوية الشريفة وصِحَّتها.
ج. نشر الأحاديث النبوية الشريفة بِلِقاء العلماء وطلبة العلم من مختلف البلدان.