وقع الأردن تحت الانتداب البريطاني بموجب اتفاقية سايكس-بيكو عام 1916م ،ومؤتمر سان ريمو 1920م رغبة من بريطانيا في بقاء خطوط مواصلاتها البرية والبحرية في جميع مناطق الشرق من مصر وحتى الهند متصلة ومستمرة ،بالإضافة لضمان سيطرتها على فلسطين؛ لتنفيذ وعد بلفور وحماية مصالح فرنسا في سوريا .
طالب أبناء الأردن بعد انهيار الحكومة العربية في سوريا عام 1920م، بقدوم الأمير عبد الله بن الحسين لإدارة منطقة شرق الأردن ولتكون منطقا لتحرير سوريا ،ورغم تهديد بريطانيا لزعماء الأردن بعدم الاتصال بالأمير عبد الله إلا أنهم لم يأخذوا بالتهديدات وأصروا على قدوم الأمير، وأرسلوا وفدا من عمان لاستقباله في معان ، ومنها انتقل إلى عمان حيث تم تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921م.
وقد مارست بريطانيا سياسة استعمارية تقوم على السيطرة على شؤون الإمارة المالية واستخدامها لخدمة مصالحها وإدخال عدد من المستشارين البريطانيين في الجهاز المدني والعسكري .وإنشاء قوة الحدود لتحل محل الجيش العربي الذي تحول إلى قوة الدرك للأمن الداخلي وتمثلت مقاومة الأردنيين للانتداب البريطاني بالمطالبة في تولي أبناء البلاد المناصب الحكومية والمشاركة في الحياة السياسية من خلال المجالس النيابية وإعداد قانون انتخاب ديمقراطي وقد اعتبر الأردنيون إن مشروع معاهدة عام 1928م التي فرضتها بريطانيا على شرق الأردن ، هو عبارة عن تنفيذ لأهداف استعمارية غير مشروعة ،وقد شهد شرق الأردن سلسلة من الإضرابات والمسيرات وأشكال التضامن المختلفة ، التي واجهتها سلطة الانتداب بالقمع والاعتقال، ولكن تلك الإجراءات لم تحل بين الأردنيين والتعبير عن مواقفهم التضامنية مع الشعب الفلسطيني .
وقد خاضت القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) حروبا عدة للدفاع عن فلسطين وخاصة القدس في الأعوام (1948-1967م)، وما زال الأردن قيادة وحكومة وشعبا وبحكم شرعيته السياسية والدينية والتاريخية يعمل بشكل جماعي مع منظومته العربية تجاه مختلف القضايا ، ويدعو باستمرار إلى تبني العمل المشترك ، والى احتواء ونزع فتيل كل أزمة تلوح في الأفق ، ويحاول الأردن بقيادته الهاشمية إنهاء كل ما من شأنه أن يثير ويبعث على إشاعة التوتر في المنطقة، وأكبر دليل على ذلك ارتباطه بالقضية الفلسطينية التي تتصدر أولوياته السياسية .وقد تحمل الأردن وعبر التاريخ أعباء القضايا العربية ونتاجها رغم كل الصعوبات وضعف إمكاناته الاقتصادية ، وقلة وموارده الطبيعية .بينما سوريا ولبنان فقد أحكمت فرنسا سيطرتها عليهما بعد معركة ميسلون عام 1920م وأنهت الحكم الفيصلي فيهما ، فعمدت إلى تقسيم سوريا وتأسيس دولة تخدم مصالحها في المنطقة باسم دولة لبنان الكبير .، فعمدت إلى تقسيم سوريا وتأسيس دولة تخدم مصالحها في المنطقة باسم دولة لبنان الكبير .رفض الشعب السوري السياسة الاستعمارية الفرنسية ، وعمل على مقاومته بأساليب متنوعة، منها السلمية كالتظاهرات الشعبية ، وتقديم عرائض الاحتجاج ، والعديد من الثورات
أما لبنان فقد أعلنت فرنسا منذ عام 1920م تشكيل دولة جبل لبنان الكبير بهدف السيطرة على سوريا بأكملها ، واتخذت علما خاصا بها هو خليط بين العلمين اللبناني والفرنسي ، ولكن مع ظروف الحرب العالمية الثانية أعلنت فرنسا استقلال لبنان عام 1943م، ووقع الميثاق الوطني اللبناني الذي نص على توزيع الوظائف بين الطوائف اللبنانية ، على أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا مارونيا ، ورئيس الوزراء مسلما سنيا ، ورئيس المجلس النيابي مسلما شيعيا . وشكل رئيس الوزراء رياض الصلح حكومة وطنية عملت على تعديل الدستور وجعل حق التشريع للمجلس النيابي ، فردت فرنسا على ذلك باعتقال رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الوزراء رياض الصلح؛ مما أثار غضب اللبنانيين الذين ثاروا ضد الفرنسيين ، وسقط بعض القتلى وأجبروا فرنسا على إطلاق سراح المعتقلين وتابع اللبنانيون نضالهم إلى أن حصلوا على الاستقلال التام في 22 كانون أول 1946م.
أما العراق فقد حظي باهتمام بريطانيا ، فطمعت باحتلاله والسيطرة عليه وكانت الثورات والحركات الوطنية تعم البلاد وكان هدف بريطانيا السيطرة على منابع النفط العراقية