رفضت الحركة الوطنية المصرية الاحتلال البريطاني لمصر والسودان، فطالبت بالاستقلال وتزعم مصطفى كامل حركة المقاومة التي اتجهت في كفاحها السياسي إلى الرأي العام العالمي في الخارج وأبناء البلاد في الداخل؛ عن طريق نشر المقالات الصحفية، كما قام بإنشاء جريدة اللواء سنة ١٩٠0م، ثم جاءت حادثة (دنشواي) سنة ١٩٠٦م، فواصل محمد فريد عمل مصطفى كامل في الكفاح من خلال كتابة المقالات والخطب وتوضيح وجهة النظر الوطنية، وطالب بحرية الصحافة، باعتبارها وسيلة لزيادة الوعي المصري، وساهم في عقد المؤتمرات في أوروبا لتوعية الأوروبيين بالمسألة المصرية، فقامت بريطانيا بمحاكمته ونفيه إلى خارج مصر
فاستغلت بريطانيا قيام الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤م، فأعلنت حمايتها على مصر، وعملت على زيادة قواتها في منطقة قناة السويس، فجعل ذلك من مصر أهم القواعـد العسكرية للحلفاء، وقامت بريطانيا بخلع الخديوي عباس حلمي الثاني وتعيين الأمير حسن كامل أحد أمراء الأسرة الخديوية، ومنحته لقـب سلطان مصر، وحرمت بريطانيا مصر من مظاهر الحكم النيابي؛ فعطلت الجمعية التشريعية، وسخرت موارد مصر لخدمتها. ومن أهم ثورات مصر ثورة عام ١٩١٩م،
وعلى إثر نفي سعد زغلول ورفاقه عمت المظاهرات مصر فردت بريطانيا بقمعها بمختلف الوسائل، إلّا أنّ المصريين أصروا على تحقيق الاستقلال، فلجأت بريطانيا إلى سياسة المفاوضات، فأرسلت لجنة ملـنر (وزير المستعمرات البريطانيـة) للتحقيق في أسبـاب الثورة لكـن المصريون قاطعوها. اشتعلت الثورة من جديد، وأنشئت الأحزاب والجمعيات السرية للمقاومة، وقاطع الشعب المصري البضائع البريطانية وامتنع السياسيون عن المشاركة في الوزارة؛ فاضطرت بريطانيا إلى إصدار تصريح شباط عام ١٩٢٢م الذي تضمن إلغاء الحماية والاعتراف بالاستقلال الشكلي لمصر.
رفض المصريون تصريح شباط عام ۱۹۲۲ م، واستمروا في النضال من أجل الاستقلال التام، فلجـأت بريطانيا إلى تهدئة الأوضاع لمواجهة التوترات الدولية التي أدت إلى قيام الحرب العالمية الثانية فعقدت مع مصر معاهدة عام ١٩٣٦م والتي نصت على: جلاء القوات البريطانية عن مصر، مع بقائها في منطقة قناة السويس. وحق بريطانيا في استخدام الأراضي المصرية في حالة الحرب. وبقاء السودان تحت الحكم الثنائي. ومدة المعاهدة عشرون سنة وتجدد باتفاق الطرفين. حيث طالب المصريون بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بجلاء القوات البريطانية وإلغاء معاهدة 1936م، ولما رفضت الحكومة البريطانية ذلك قامت مصر بإعلان ثورة تموز عام ١٩٥٢م ومن أسبابها استمرار الاحتلال والتدخل البريطاني. وسوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية. وخسارة العرب حرب فلسطين عام 1948م.وزيادة الوعي الوطني لدى الشعب المصري.
وكان من أهم منجزات ثورة عام ١٩٥٢م تأمين قناة السويس والذي نجم عنه أن تعرضت مصر لعدوان عسكري ثلاثي، اشتركت فيـه بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني عام 1956م لإخضاع مصر وإلغاء تأميم القناة.
وقعت الحكومة البريطانية مع الحكومة المصرية اتفاقية السودان في ١٩ من كانون الثاني عام ۱۸۹۹ م والتي عرفت باتفاقية الحكم الثنائي، وبذلك أصبح السودان مستعمرة بريطانية يحكمها حاكم بريطاني، مطلق الصلاحية في النواحي التشريعية والقضائية والتنفيذية، ولم تكتف بريطانيا بالاستئثار بالحكم الفعلي دون مصر، بل واستغلت خيراته وموارده، وعرقلت تطوره؛ فأدى ذلك إلى تأخر تقدمه اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وأحيت بريطانيا سلطة مشايخ القبائل وقريتهم إليها.
ظهرت أول مقاومة للاحتلال البريطاني في غرب السودان خلال الحرب العالمية الأولى على يد الزعيم المحلي (علي دينار)، وقد خشيت بريطانيا عواقب هذه الحركة الثورية؛ فاتهمت صاحبهـا بالاتفاق مع السنوسيين الذين كانوا يهاجمون في تلك الفترة حدود مصر الغربية بالتآمر مع العثمانيين، وقامت بالقضاء عليه في أيار عام ١٩١٦م، وتأثـر السودانيون بعد ذلك بأحداث مصر التي تلت الحرب العالمية الأولى وثورة عام ١٩١٩م، ومن ثم قاد الضابط السوداني علي عبد اللطيف حركة الكفاح ضـد الاستعمار البريطاني، فأصدرت بريطانيا عام ۱۹۲۲ م قانون المناطق المقفلة الذي عزل مناطق الجنوب خاصة، فلا يدخلها حتى السوداني إلا بإذن الحاكم العام، بهدف عزل جنوب السودان عن شماله وفتحه أمام الإرساليات التبشيرية.
فعقد الشباب السوداني مؤتمرا عـام ۱۹۳۸ م تحت مسمى مؤتمر الخريجين، فنتج عنه تقديم مذكرة إلى الحاكم العام البريطاني يطالبون فيها تحسين أوضاع الشعب السوداني، ثم تحول المؤتمر إلى حركة سياسية بعد الحرب العالمية الثانية. ومن مطالبه حق السودان في تقرير مصيره وإلغاء قانون المناطق المقفلة
وبعـد قيام ثورة تموز في مصر عام ١٩٥٢م، تبنت قيادة الثورة حـل قضية السودان، وأجرت مفاوضات مع بريطانيا توصلت من خلالها إلى عقد اتفاقية عام ١٩٥٣م، تنص على ما يلي:إعطاء السودان حق تقرير المصير بعد انتقالية مدتها ثلاث سنوات والاعتراف بوحدة أرض السودان شماله وجنوبه. وإعطاء السودان حرية الاختيار إما الارتباط مع مصر أو الاستقلال.
وكانت نتيجة هذه الاتفاقية أن اختار السودانيون الاستقلال التام بتاريخ 1 كانون الثاني عام 1956م، وانضمت السودان بعدها إلى جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة.
ظهرت المقاومة الوطنية في الصومال منذ مطلع القرن العشرين الميلادي، بظهور الزعيم الوطني محمـد عبـدالله حسن الذي وحد القبائـل الصومالية وأطلق علـى أتباعه الدراويش، كما ظهرت الأحـزاب الوطنية الصومالية ووحدت جهودها لنيل الاستقلال، وتحقق ذلك باستقلال الصومال البريطاني والصومال الإيطالي باسم دولة الصومال عام ١٩٦٠م برئاسة محمد سياد بري الذي استمر بالحكم حتى عام ١٩٩١م، وأمـا جيبوتي (الصومال الفرنسي) فقد نالت استقلالها عام 1977 م . وتم انتخاب حسن جوليد رئيسا لها حتى عام ١٩٩٩م.
خضعت جزر القمر للحماية الفرنسية مد عام 1892 م، واتبعت فرنسا فيها سياسة استعمارية استغلالية، فسيطرت على الاقتصاد والثقافة في البلاد، وأبقت على السكان في حالة من الجهل والفقر والمرض، فظهرت حركة وطنيـة تقـاوم الاستعمار الفرنسي وتطالب بالاستقلال، وفي عام ١٩٧٤م جرى الاستفتاء على الاستقلال فأعلن المجلس النيابي استقلال جزر القمر عن فرنسا عام 1975م