أ . المعاشرة بال
من صور المعاشرة بالمعروف:
1) الصحبة الجميلة: يتحقَّق ذلك بالاحترام والتقدير المتبادل بينهما، والرفق، وانتقاء أجمل الألفاظ، والعمل على إيجاد جوٍّ من الحوار البَنّاء، والبُعْد عن التعنيف، وتجنُّب الإساءة المادية والإساءة المعنوية، والتجاوز عن الأخطاء، وألّا يُثقِل أحدهما على الآخر بكثرة المطالب، وألّا يُكلِّفه فوق طاقته.
2) الاهتمام المتبادل: من ذلك أنْ يكون كلٌّ منهما موضع اهتمام الآخر، فيعمل على مراعاة مشاعره، وإدخال السرور في قلبه، والتجمُّل وإظهار الزينة له، والوفاء بحاجاته قَدْر الاستطاعة.
3) الصبر: يكون ذلك بأنْ تصبر الزوجة على زوجها إذا أصابته فاقة أو ضائقة مادية، وأنْ تتحمَّله في مرضه وهمومه، وأنْ يصبر الزوج على زوجته إذا مَرَّت بتغيُّرات صِحِّية أو نفسية، وأنْ يتعامل معها بما يتناسب مع وضعها في هذه الحال. معروف: حَثَّ الإسلام كُلًّا من الزوجين أنْ يُعامِل الآخر بالمعروف والإحسان. قال تعالى:﴿وعاشروهن بالمعروف﴾، وقال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لَأَهْلهِِ، وَأَنا خَيْرُكُمْ لَأَهْلي».
4) حفظ خصوصية العلاقة الزوجية: لا يجوز لأيٍّ من الزوجين أنْ يُفشِي سِّر الآخر وعيوبه، أو أنْ يُطلِع أحدًا على حياتهما الزوجية، حتى لو كان أقرب الناس إليهما؛ لأنَّ ذلك يؤدّي إلى نشوء الخلافات، والشعور بعدم الطمأنينة، ونفور أحدهما من الآخر.
ب. الإرث:
يرث الزوج زوجته كما ترث الزوجة زوجها عند كتابة عَقْد الزواج.
أ . المَهْر: يجب المَهْر للزوجة على زوجها عند عَقْد الزواج؛ وهو مبلغ من المال يدفعه الزوج لزوجته؛ تكريمًا لها، وتأكيدًا لصِدْق رغبته في الزواج بها. قال تعالى: ﴿وآتوا النساء صدُقاتِهِنَّ نِحلة﴾.
قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي أراد الزواج: «فَالْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ».
وقد حَثَّ الإسلام على التيسير في المهور؛ لكيلا يَحول ارتفاع المهور دون إقبال الشباب على الزواج، لكنَّه لم يجعل للمَهْر حَدًّا أعلى أو حَدًّا أدنى؛ مراعاةً لاختلاف أحوال الناس وظروفهم.
ب. النفقة: يجب على الزوج أنْ يُنفِق على زوجته بعد كتابة العَقْد، حتى لو كانت غنية. قال تعالى: ﴿وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف﴾.(المولود له : الزوج).
وتشمل النفقة توفير ما تحتاج إليه الزوجة من مسكن وطعام وكُسْوَة وعلاج، وهي تُقدَّر بحسب حالة الزوج عُسرًا أو يُسرًا؛ شرط ألّا تقلَّ عن مقدار ما يكفيها لتعيش حياة كريمة. قال تعالى:﴿ليُنفق ذو سَعة من سَعته ومن قُدِرَ عليه رزقه فليُنفق مما آتاه الله لا يكلّف الله نفسًا إلا وسعها سيجعل الله بعد عُسرٍ يُسرًا﴾.
أ. طاعته بالمعروف: من الواجب على الزوجة احترام زوجها وتقديره وطاعته فيما يرضي الله تعالى؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذَِا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، قِيلَ لَها ادْخُلِي الْجنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجنَّةِ شِئْتِ».
ب. المحافظة على عِرْضه وماله: من الواجب على الزوجة المحافظة على عِرض زوجها، وألّا تأذن في بيته لأحد لا يرغب فيه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَحلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إلَِّا بإِذِْنهِِ، وَلَا تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إلَِّا بِإِذْنِهِ». ومن واجباتها أيضًا ألّا تتصرَّف في ماله إلّا بإذنه.
الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ
ثمرات قيام كلٍّ من الزوجين بحقوق الآخر:
لقيام كلٍّ من الزوجين بحقوق الآخر ثمرات إيجابية تعود على الأُسرة والمجتمع. ومن ذلك:
أ . طاعة الله تعالى باتِّباع أوامره في الأحكام الخاصَّة بالزوجين.
ب. استقرار الحياة الزوجية، وحماية الأُسرة من التفكُّك والانهيار، والبُعْد عن الخلافات الزوجية.
ج. تحقيق الغاية من الزواج، وإنجاب أفراد صالحين يعرفون حقوقهم وواجباتهم.
د . قوَّة المجتمع، وتماسكه، وانتشار الأمن فيه.