التربية الإسلامية فصل ثاني

التاسع

icon

الْفِكْرَةُ الرَّئيسةُ

  • حقُّ الأمنِ منَ الحقوقِ الأساسيةِ للإنسانِ.
    •  وقد أكّدَهُ الإسلامُ واعتنى بِهِ.
    •  وشرعَ له أحكامًا تَكْفَلُهُ وتنظّمُهُ.

 

إِضاءةٌ

  • يشملُ الأمنُ جوانبَ الحياةِ الإنسانيةِ كافةً:
    •  الفكريةَ.
    •  والنفسيةَ.
    •  والصحيةَ.
    •  والاقتصاديةَ.
    •  والاجتماعيةَ، وغيرَها.

 

أستنيرُ

  • الأمنُ من أهمِّ ما يحتاجُ إليهِ الإنسانُ في حياتِهِ.
  •  وتحقيقُهُ مقصِدٌ من مقاصدِ الإسلامِ الأساسيةِ.

أولًا: مفهومُ حقِّ الأمنِ وأهميتُهُ

  • حقُّ الأمنِ: هوَ الشعورُ بالطمأنينةِ، وامتلاكُ الوسائلِ التي تُمكّنُ الفردَ والمجتمعَ منَ الحياةِ المستقرّةِ البعيدةِ عن المخاطرِ التي تهدّدُ حياةَ الإنسانِ وحاجاتِهِ وحرّياتِهِ.
  • والتمتعُ بالأمنِ والشعورُ بِهِ غايةٌ في الأهميةِ، ويظهرُ ذلكَ في أمورٍ عدّةٍ، منها أَنَّهُ:

أ. من أعظمِ نِعَمِ اللهِ تعالى على الفردِ والمجتمعِ.

  • ولقدِ امتنَّ اللهُ تعالى على قريشٍ قبلَ بعثةِ سيدِنا رسولِ اللهِ ﷺ بأن هيّأَ لهُمُ الأمنَ.
  •  فعاشَتْ قريشٌ آمنةً في مكةَ المكرمةِ، قالَ تعالى : (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)))قريش: ١-٤( (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ: لائتلافِهِمْ واجتماعِهِمْ).

ب.من ضرورياتِ الحياةِ، فلا تستقرُّ الحياةُ من دونِهِ.

  • وبِهِ يأمنُ الناسُ على دينِهِمْ، وأنفسِهِمْ، وأعراضِهِمْ، وأموالِهِمْ.

ج. أساسُ ازدهارِ الحضاراتِ، وتقدُّمِ الأُمَمِ ورُقِيِّ المجتمعاتِ.

  • وهوَ ممّا يسعى لتحقيقِهِ الناسُ جميعًا.
  •  وقدْ كانَ منْ دعاءِ سيدِنا إبراهيمَ عليه السلام طلبُ الأمنِ، قالَ تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) (البقرة: ١٢٦).
  •  فقدّمَ الأمنَ على الرزقِ؛ لأولويَّتِهِ والحاجةِ إليهِ.
  •  فاستجابَ لهُ ربُّهُ سبحانَهُ، قالَ تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا) (العنكبوت: ٦٧).

ثانيًا: توجيهاتُ الإسلامِ لتحقيقِ الأمنِ وحفظِهِ

  • شرعَ الإسلامُ مجموعةَ منَ التوجيهات والأحكام لتحقيقِ الأمنِ وحفظِهِ، منها:
  • تعميقُ الإيمانِ باللهِ تعالى في نفوسِ الناسِ.
  • وحثُّهُمْ على العملِ الصالحِ.
  •  وقد وعدَ اللهُ تعالى مَنْ آمَنَ بِهِ وعملَ الصالحاتِ بالحياةِ الطيبةِ الآمنةِ المطمئنةِ في الدنيا والآخرةِ، قالَ تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل: ٩٧).
  • شكرُ اللهِ تعالى على نعمِهِ الكثيرةِ لتستمرَّ هذهِ النعمُ.
  • ومنها: نعمةُ الأمنِ، قالَ تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) (إبراهيم: ٧).
  •  وأخبرَ اللهُ تعالى بعاقبةِ كفرانِ نعمِهِ، فقالَ سبحانَهُ: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (النحل: 112).
  •  فقد بَيّنَ اللهُ تعالى قصةَ القومِ الذينَ كانوا يعيشونَ في قريةٍ آمنةٍ ومطمئنةٍ، وكانَ رزقُهُمْ يأتيهِمْ بِسَخاءٍ من كلِّ مكانٍ، ومع ذلكَ، بدؤوا في كفرِ نِعَمِ اللهِ تعالى، فعاقبَهُمْ سبحانَهُ بمعاناةِ الجوعِ والخوفِ؛ جزاءً على أعمالِهِمُ السيئةِ ومعصيتِهِمْ للهِ تعالى.

ج. وجوبُ التزامِ القوانينِ والأنظمةِ وعدمِ الخروجِ عليها.

  • لما يترتبُ على ذلكَ منْ حمايةٍ للمجتمعِ منَ الفوضى والاضطراباتِ والنزاعاتِ، قالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(النساء: ٥٩).

د. غرسُ الأخلاقِ الفاضلةِ والآدابِ الحسنةِ في المجتمعِ.

  • ما يحقّقُ الأمنَ والسلامَ.
  •  فقدْ بيّنَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ أنَّ منْ صفاتِ المؤمنِ الأساسيةِ التي لا يكتملُ إيمانُهُ إلّا بها، أنْ يأمنَهُ الناسُ على أنفسِهِم وأموالِهِم من كلِّ أذًى ماديٍّ ومعنويٍّ، قال رسولُ الله ﷺ: (المسلمُ مَنْ سلمَ الناسُ من لسانِهِ ويَدِهِ، والمؤمِنُ مَنْ أَمِنَهُ الناسُ على دمائِهِم وأموالِهِم) (رواه النسائي).
  •  وحذَّرَ القرآنُ الكريمُ منْ إشاعةِ الأعمالِ السيئةِ في المجتمعاتِ، قالَ تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)(النور: ١٩) (الْفَاحِشَةُ: الأمورُ المستقبَحةُ).

هـ. وجوبُ حمايةِ الأوطانِ والدفاعِ عنها، قالَ تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة: ١٩٠).

 

أَستزيدُ

  • يُعَدُّ الاستقرارُ الأمنيُّ في أيِّ دولةٍ أحدَ العواملِ الأساسيةِ لتحقيقِ التقدمِ الاقتصاديِّ وجذبِ الاستثمارِ.
    •  إذ يبحثُ المستثمرونَ عن بيئةٍ مستقرّةٍ وآمنةٍ لوضعِ رؤوسِ أموالِهِم والقيامِ بأعمالِهِم.
    • ويُسهمُ الأمنُ في تنشيطِ السياحةِ وتحسينِ النموِّ الاقتصاديِّ.
    •  فالسيّاحُ يبحثونَ عنْ وجهاتٍ آمنةٍ لقضاءِ أوقاتِهِم.
    •  لذا تُدرَجُ جهودُ الحفاظِ على الأمنِ وتعزيزِهِ على رأسِ اهتماماتِ الدُّوَلِ والمجتمعاتِ.

 

أَربطُ مع تِكنولوجْيا المَعلوماتِ

  • تحتاجُ عملياتُ التجارةِ الإلكترونيةِ والمعاملاتِ الرقميةِ إلى أمنِ المعلوماتِ.
    •  لضمانِ سلامةِ المعاملاتِ الماليةِ والتجاريةِ عبرَ الإنترنتِ.
    • وتسهمُ حمايةُ أمنِ المعلوماتِ في تعزيزِ الثقةِ بالتعاملاتِ الإلكترونيةِ.

 

أَسمو بقيمَي

1. أحرصُ على حفظِ الأمنِ في مجتمعي.

2. أَشكر الله تعالى على نعمه الكثيرة.

3. ألتزم القوانين والأنظمة ولا أخرج عنها.