التربية الإسلامية فصل ثاني

العاشر

icon

الفكرة الرئيسة:   

حقُّ المواطنةِ من الحقوق الأساسية للإنسان دون النظر إلى الفوارق العرقية، أو اللغوية، أو الدينية، أو الاقتصاديةِ، وقد نظمتهُ الشّريعةُ الإسلاميةُ بما يحفظُ مصلحة الفرد والمجتمع.

حق المواطنة

 

 

 

 

 

 

إضاءة

  • الوطنُ: أَرضٌ لها حدودٌ يعيشُ عليها مجَموعةٌ من النّاسِ، يحكمهم نظامٌ سِياسيٌ.
  • تُعدُّ وثيقةُ المدينةِ المنّورةِ أَوَّلَ دُستورٍ ذَكرَ مفهومَ المواطنةِ وبنى الدَّولةَ عَليهِ.
  • من حقِّ الإنسان أن يعيش في بلده متمتّعًا بحقوقه، قائمًا بواجباته دون النّظر إلى دينه ولونه وعرقه.

 

أولًا: الانتماءُ إلى الوطنِ فطرة إنسانية

  • فطرَ اللهُ تعالى الإنسانَ على حُبّ وطنهِ والانتماء إليهِ.
  • أقرَّ الإسلام مبدأَ المواطنة بوصفه أساسَ العلاقةِ بين النّاس الذين يعيشون في وطنٍ واحدٍ، وأنّهم يتمتّعونَ بالحقوق والواجبات نفسها،
  • يؤكد ذلك ما جاء في نصّ الوثيقة التي وضعها سيّدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم  لأهل المدينةِ:  "هذا كتاب من محُمدٍ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بين المؤمنين من قريش وأهل يَثرب، ومن تبعهم فلحِق بهم، وجاهد معهم، أنهم أمة واحدة من دون النَّاس" فأوردت الصحيفة كلمة (الأُمّة) للدلالةِ على أَنّ القاطنين على أرض الدولة جميعهم أُمة واحدة، لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات.
  • وقد كان إقرارُ هذا المبدأ خطوة حضاريّة في الوقتِ الذي كانت فيه بعضُ الأُمَمِ ترى الانتماء القَبَليّ أو المذهبيّ أو العرقيّ  الهويّة  الجامعة بينهم.

 

ثانيًا: المواطنة (حقوق وواجبات)

أ. الحقوق

أقرّ الإسلامُ مجموعة من التشريعات التي تضمن حقوق المواطنين، ومنْ ذلك:

1.  حُريةُ الاعتقادِ وأداءِ العباداتِ ؛ فلكلِّ فردٍ حريّة في اختيار دينه وأداء العبادات الخاصة به، قالَ تعالى: ) لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ( [البقرة: 256].   

2.  الحفاظُ على حياتِه، بأن يعيش آمنًا مطمئنًا لا يعتدي عليه أحد، قال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32].

3. التعليمُ ؛ فلكلّ فردٍ الحقّ في الحصول على التعليم المناسب.

4. العمل والتملك، وحريةُ التنقل داخل حدود الدولة ؛ إذ جاء في وثيقة المدينة قولهُ صلى الله عليه وسلم: "وإِنّه من خرج آمنٌ، ومن قعدَ آمنٌ بالمدينة، إلّا من ظلمَ وأثِمَ "..

5. المساواة وتكافؤُ الفرص وتحقيق العدالة: فالمواطنون جميعُهم متساوون في الحقوقِ والواجبات، ويجب إتاحةُ الفرص جميعها أمامهم، ويُطبّق القانون على الجميع دون مُحاباةٍ، وقد بَين  رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: "يا أيها الناس، إنما ضلّ من قبلكم، أنهم كانُوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعِيفُ فيهم أقامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ الله، لو أنّ فاطِمة بنتَ مُحمد صلى الله عليه وسلم، سَرَقت لَقَطَعَ مُحّمدٌ يَدَها" [رواه البخاريّ].

6. المشاركةُ في الحياة السياسية: فتطبيقُ مبدأ الشورى يفتح المجال أمام المواطنين جميعِهم لإبداء آرائِهم في القضايا المختلفة.

 

أَقرأُ وأَربِطُ

أَقرأُ النُّصوصَ الشّرعيَّةَ الآتيةَ وأَربِطُ بينَها وبينَ ما يناسِبُها من حقوقِ المواطنةِ.

النُصوصُ الشَّرعيّةُ

حقوقُ المواطنةِ

قالَ تعالى: ) وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ( [آل عمران: 159].

المشاركةُ في الحياة السياسية

قالَ تعالى: ) لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ( [البقرة: 256].

حُريةُ الاعتقادِ وأداءِ العباداتِ

قالَ سيِّدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيُّا النّاسُ، ألا إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإنَّ أباكم واحدٌ، ألا لا فَضْلَ لِعَربيٍّ على أعجَميٍّ، ولا لأعَجَميٍّ على عرَبيٍّ، ولا لأَحمَر على أسوَدَ، ولا أسوَدَ على أحمَرَ إلا بالتَّقْوى » [رواه أحمد].

المساواة وتكافؤُ الفرص

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ب. الواجباتُ

رتب الإسلامُ على المواطنين مجموعة من الواجباتِ مقابل الحقوق التي منحهم إيّاها، من أهمِّها الآتي:

1. حُبُّ الوطن والإخلاص له والدفاع عنهُ، قال تعالى: ) انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( [التوبة: 41]

 2. احترام القانون والالتزام بالأنظمة، قال تعالى: ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ( [النساء: 59].

3. الإسهام في بناء الوطن بالعمل والإنتاج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِه، فالإمامُ راعٍ، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في أهلِه، وهو مسؤولٌ عن رعيّتِه، والمرأةُ راعية في بيت زوجِها، وهي مسؤولةٌ عن رعيَّتِها، والخادم راعٍ في مال سيِّدِه، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في مالِ أبيه وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه" [رواه البخاري ومسلم].

 

صورةٌ مشرقةٌ

رأى سيدنا عمرُ بن الخطابِ t رجلاً يهوديًّا كبيرًا يسألُ النّاسَ، فقالَ له: ما شأنُك يا رجلُ؟! قال: أنا رجلٌ فقيرٌ، فقالَ عمرُ t: والله ما أنصفناكَ إنْ أخذنا منكَ المالَ في شبابِكَ، ثُمَّ تركناكَ عندَ كِبَركَ وشيخوختكَ، ثمَّ فرضَ لهُ راتبًا من بيتِ مالِ المسلمينَ.

 

أَستزيدُ

«المواطنةُ الرقميةُ» مجموعةُ القيمِ التي يتبنّاها المواطنُ أثناءَ تعامُلِهِ مع التقنياتِ الإلكترونيَّةِ التي تعكسُ مقدرتَهُ على تحمّلِ المسؤوليةِ، والرقابةِ الذاتيةِ، والأَمانةِ، وحفظِ الأسرارِ، والتثبُّتِ منَ الأخبارِ، وعدمِ نشرِ الإشاعاتِ.

 

أربط مع الدُّستور

أَكَّدَ الدُّستورُ الأردنيُّ على حقِّ المواطنةِ، وبَيَّنَ أنَّ الأردنيين أمام القانون سواءٌ لا تمييزَ بينَهم في الحقوقِ والواجباتِ، وأنَّ من واجباتِ المواطنينَ، الدِّفاعَ عَنِ الوطنِ، وأَنَّ الدولةَ تكفلُ للمواطنينَ حقَّ العملِ والتعليمِ ضمنَ حدود إِمكانيّاتِها، وتسعى لتحقيقِ تكافؤِ الفرصِ للأردنيينَ جميعِهمْ.

وبيَّنَ الدُّستورُ - أيضًا - أنَّ كلَّ اعتداءٍ على الحقوقِ والحريّاتِ العامَّةِ والخاصَّةِ للأردنيينَ جريمةٌ يُعاقبُ عليها القانونُ.