التربية الإسلامية فصل أول

التاسع

icon

مقدّمة

حبّ المسلم لربّه من أعظم العبادات الّتي يتقرّب بها إليه، فهو الّذي خلقه وهداه وأنعم عليه، ويتطلّب هذا الحبّ أن يبقى المسم على حاله تواصل مع الله سبحانه وتعالى في جميع أحوال، فيطمئن قلبه، قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ). ومن صور التّواصل مع الله تعالى، دوامُ ذكره.

أولًّا: معنى ذكر الله تعالى

  • ذكر الله تعالى: كلّ ما  يتلفّظ به اللسان بحضور القلب من أقوال يتقرّب بها المسلم إلى الله تعالى، كتلاوة القرآن الكريم، والأذكار المأثورة عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم وأدعيته.
  • والذّكر مستحب في جميع الأحوال والأوقات، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)).
  • وقد حذّر الله تعالى من الغفلة عن ذكره، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
  • وبيّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم  أنّ حياة القلب تكون بذكر الله سبحانه وتعالى وبغيره يصبح ميّتًا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مثل الحي والميت).
  • وتوجد حالات يُكرَه للمسلم الاشتغال فيها بذكر الله تعالى، كحالة قضاء الحاجة، وفي أثناء خطبة الجمعة.

 

ثانيًا: فضل ذكر الله تعالى

للذِّكر فضائل عظيمة، وهي على وجهين:

  • الأجر العظيم المترَتِّب على جميع أصناف الذِّكر، فقد أخبر الله سبحانه وتعالى، بأن ذِكرَه أكبر من كلّ شيء  منزلة وأجرًا، قال الله تعالى: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ).
  • الأجر العظيم المترتّب على أذكار مخصوصة.
    •  من ذلك ما حثّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد الصّلاة، حيث قال: (مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ. وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ).
    • ومنها أيضًا قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ، لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ).

 

ثالثًا: أنواع ذكر الله تعالى

  • الذِّكر يرافق المسلم في حياته، وهو أنواعٌ، منها:
  • ذكر الله تعالى بأقوال مأثورة من غير تقييدها بحال أو زمان أو مكان، كقول: (أستغفر الله)، أو (سبحان الله)، أو (الحمد لله)، أو (لا إلأه إلّا الله)، أو (الله أكبر).
  • الأذكار المرتبطة بأحوال معيّنة، فيؤتى بالذّكر على الوجه الّذي ورد فيه بلفظه، من غير زيادة أو نقصان، كالأذكار الّتي يقولها المسلم عند الانتهاء من صلاته، ومن ذلك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم  كان إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا، وقال: (اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).
  • وأفضل الذِّّكر تلاوة القرآن الكريم، ثمّ الأذكار المأثورة الواردة عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم  بلفظها، ويتفاوت أجر الأذكار بمقدار حضور القلب فيها، وإخلاصها لله تعالى، وإجلاله.

 

رابعًا: آداب ذكر الله تعالى

للذّكر آداب تجعله أكثر قبولًا عند الله تعالى، منها:

  • الطّهارة قبل الذّكر، بأن يكون الذّاكر طاهر الجسم والثّوب والمكان، وفي ذلك مزيد من التّأدب مع الله سبحانه وتعالى.
  • الإخلاص في الذّكر، باستحضار القلب في أثناء الذّكر والخشوع فيه.

 

خامسًا: أثر ذكر الله تعالى في حياة المسلم

ذكر الله سبحانه وتعالى:

  • يزيد إيمان العبد بربّه.
  • ويعينه على التّوكّل والخشوع.
  • ويستشعر عظمته سبحانه وتعالى.
  • ويلتزم أوامره.

 

القيم المستفادة من الدرس

  • أكثر من ذكر الله تعالى كثيرًا؛ لأكون كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بذِكْرِ اللَّهِ)أي ليس جافيًا أو قاسيًا من الغفلة.
  • أحرص على التّأدب مع الله تعالى.
  • ألجأ إلى الله تعالى في الرّخاء والشِّدّة.
  • أمكث  قليلًا في موضع صلاتي؛ لأقرأ الأذكار المأثورة بعد الصّلاة.