الدراسات الاجتماعية فصل أول

الخامس

icon

          أَتَخَيَّلُ نَفْسي هُناكَ: أَعيشُ في الْمَمْلَكَةِ الْعَمونِيَّةِ، وَأَسْكُنُ في رَبَّةِ عَمونَ. أَتَجَوَّلُ في أَنْحاءِ الْمَمْلَكَةِ، وَأُشاهِدُ جَمالَ بِنائِها، وَأَسْتَمْتِعُ بِمَرافِقِها الْعامَّةِ، وَأَسيرُ في أَسْواقِها التِّجارِيَّةِ، وَأُراقِبُ عَمَلِيّاتِ الْبَيْعِ وَالشِّراءِ.

 

 

الْعاصِمَةُ

الْمَدينَةُ الَّتي يَكونُ فيها مَقَرُّ الْحُكْمِ وَمَرْكَزُ الْوِزراتِ وَالْمُؤَسَّساتِ الْحُكومِيَّةِ.

 

يَعيشُ سامِر وَسَلْمى في الْوِلاياتِ الْمُتَّحِدَةِ الْأَمْريكِيَّةِ، وَقَدْ اتَّفَقا عَلى زِيارَةِ الْأُرْدُنِّ وَالذَّهابِ في جَوْلَةٍ في مُحافَظاتِهِ لِلتَّعَرُّفِ إلى مَعالِمِها التّاريخِيَّةِ وَالْحَضارِيَّةِ، حَيْثُ اسْتَقْبَلَهُما الْمَكْتَبُ السِّياحِيُّ في مَطارِ الْمَلِكَةِ عَلْياءَ الدَّوْلِيِّ وَرَافَقَهُما إِلى مَقَرِّ إِقامَتِهِما، ثُمَّ بَدَأَتْ أَوَّلُ زِيارَةٍ لَهُما وَكانَتْ في مُحافَظَةِ الْعاصِمَةِ.

في أَثْناءِ الرِّحْلَةِ، اسْتَمَعا لِحَديثِ الدَّليلِ السِّياحِيِّ عَنْ تاريخِ مُحافَظَةِ الْعاصِمَةِ، الَّذي يَعودُ إِلى الْقَرْنِ السّابِعِ قَبْلَ الْميلادِ. وهِيَ مِنْ أَقْدَمِ الْمُدُنِ الْمَأْهولَةِ في التاريخِ، وَشَهِدَتِ الْعديدَ مِنَ الْحَضاراتِ الَّتي لا تَزالُ آثارُها شاهِدَةَ عَيانٍ إلى وَقْتِنا الْحاضِرِ. وَقَدْ سُمِّيَتْ عَمّانُ هذا الْاسْمَ نِسْبَةً إِلى رَبَّةِ عَمونَ، عاصمة المملكة العمونية، وَأَطْلَقَ عَلَيْها الرُّومانُ اسْمَ فيلادِلْفيا (الحب الأخوي).  

الْمَحَطَّةُ الأولى:

تَوَجَّهَتِ الْحافِلَةُ إِلى الْمُدَرَّجِ الرُّومانِيِّ، فَزارا مَتْحَفَ الْحَياةِ الشَّعْبِيَّةِ، ثُمَّ تَجَوَّلا في السّاحَةِ الْهاشِمِيَّةِ الَّتي تَحْوي عَدَدًا مِنَ الْمَطاعِمِ وَالْمقاهي، وَتَناوَلا وَجْبَةَ الْإِفْطارِ. ثُمَّ اتَّجَهَتِ الْحافِلَةُ إِلى جَبَلِ الْقَلْعَةِ، وَانْبَهَرَ سامِر وَسَلْمى مِمّا سَمِعا مِنَ الدَّليلِ السِّياحِيِّ عَنْ تاريخِ جَبَلِ الْقَلْعةِ؛ إِذْ اتَّخَذَهُ الْعَمونِيّونَ مَقَرًّا لِلْحُكْمِ، وَما زَالَتْ الْآثارُ الْعَرَبِيَّةُ وَالْإِسْلامِيَّةُ شاهِدَةً عَلى عَظَمَةِ هذا الْمَوْقِعِ. وَأَكْمَلا زِيارَتَهُما إِلى مَنْطِقَةِ وَسَطِ الْبَلَدِ، حَيْثُ زارا الْمَسْجِدَ الْحُسَيْنِيَّ وَتَجَوَّلا في الْمَحالِّ التِّجارِيَّةِ وَالْمَطاعِمِ وَتَناوَلا وَجْبَتَهُما الْمُفَضَّلَةَ الْمَنْسَفَ.

 

اتَّجَهَتِ الرِّحْلَةُ إِلى مَدينَةِ الْحُسَيْنِ لِلشَّبابِ الَّتي أُنْشِئَتْ في عامِ 1964م، وَتَتَكَوَّنُ مِنْ عِدَّةِ مَرافِقَ، مِنْها: قَصْرُ الثَّقافَةِ وَستادُ عَمّانَ الدَّوْلِيُّ، وَتَضُمُّ مَرافِقَ أُخْرى كَجَمْعِيَّةِ الْكَشّافَةِ وَالْمُرْشِداتِ، وَمَبْنى صَرْحِ الشَّهْيدِ.

وفي طَريقِ الْعَوْدَةِ، تَوَجَّهَ سامِر وَسَلْمى إِلى الْجامِعَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ الَّتي أُنْشِئَتْ في عامِ 1969م، وَهِيَ أَوَّلُ جامِعَةٍ في الْأُرْدُنِّ.  

 

الْمَحْطَةُ الثانيةُ:

انطلقت الْحافِلَةُ  إِلى حَدائِقِ الْحُسَيْنِ وَتَوَجَّهَتْ نَحْوَ مَتْحَفِ الْأَطْفالِ، وَهُوَ صَرْحٌ افْتُتِحَ في عامِ 2007م، يُوَفِّرُ تَجارِبَ تَعْليمِيَّةً مَعْرِفِيَّةً وَبيئَةً لِلتَّعَلُّمِ التَّفاعُلِيِّ، حَيْثُ يِسْتَكْشِفُ الْأَطْفالُ الْمَعْرِفَةَ، وَيَتَعَلَّمونَ عَنْ طَريقِ اللَّعِبِ.

 

 

 

وفي طريقهما شاهدا  مَدينَةَ الْحُسَيْنِ الطِّبِّيَّةَ، وَهِيَ صَرْحٌ طِبِّيٌّ مُتَقَدِّمٌ، يُقَدِّمُ الْخِدْماتِ الصِّحِّيَّةَ لِلْمُواطِنينَ وللقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية. ثم تابَعَتِ الْحافِلَةُ الْمَسيرَ إِلى مَنْطِقَةِ وادي السَّيْرِ، وَزارا قَصْرَ الْعَبْدِ الَّذي يَعودُ إِلى الفْتَرَةِ الْيونانِيَّةِ.

الْمَحَطَّةُ الثالثةُ:

 

 

في اليوم التالي اتَّجَهَتِ الْحافِلَةُ إِلى مَنْطِقَةِ أُمِّ الرَّصاصِ،  التي تَحْتَوي عَلى عَدَدٍ مِنَ الْأَمْاكِنِ الْأَثَرِيَّةِ مِثْلِ: قَلْعَةِ أُمِّ الرَّصاصِ، وَالْعَديدِ مِنَ الْكَنائِسِ الَّتي تَتَزَيَّنُ أَرْضِيّاتُها بِالْفُسَيْفِساءِ. وأُدْرِجَتْ ضِمْنَ قائِمَةِ التُّراثِ الْعالَمِيِّ التّابِعِ لِمُنَظَّمَةِ (الْيونِسْكو) في عامِ 2004م.

ثُمَّ توجها إلى قَصْرِ الْمَشْتى الَّذي يَقَعُ شَمالَ مَطارِ الْمَلِكَةِ عَلْياءَ الدَّوْلِيِّ، وَهُوَ مُرَبَّعُ الشَّكْلِ في زَواياهُ أَبْراجٌ دائِرِيَّةٌ، بَناهُ الْأُمَويِّونَ لِلرّاحَةِ وَالْاسْتِجْمامِ. وبعد ذلك توجها إلى مكان إقامتهما للتخطيط لزيارة إلى محافظة معان.