التربية الإسلامية11 فصل ثاني

الحادي عشر خطة جديدة

icon

 

الفهم والتحليل 

بعد صلح الحديبية في السَّنَة السادسة للهجرة، وجَّه سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم مجموعة من الرسائل إلى الملوك والزعماء في عصره، داخل الجزيرة العربية وخارجها، يدعوهم فيها إلى الإسلام، وكان ذلك تأكيدًا لعالمية رسالة الإسلام.

 

أولًا: من رسائل النبي صلى الله عليه وسلم داخل الجزيرة العربية

حامل الرسالة المرسل إليه نص الرسالة الرد

الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمي

 رضي الله عنه

ملَكِ البحرين «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوي، سلام على مَنِ اتَّبَع الهدى. أمّا بعد: فإنّ أدعوك إلى الإسلام، فأسلم تسلم، ويجعل الله لك ما تحت يدك، واعلم أنَّ ديني سيظهر إلى منتهى الخُفِّ والحافر » (منتهى الخُفِّ والحافر:أيْ إلى أقاصي الدنيا). أعلن إسلامه.
الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه مَلكي عُمان «من محمد رسول الله إلى جَيْفر وعبد ابني الجُلُنْدي، السلام على مَنِ اتَّبَع الهدى. أمّا بعد: فإنّ أدعوكما بدعاية الإسلام، أسلما تسلما؛ فإنّ رسول الله إلى الناس كافَّةً لأُنذِر مَنْ كان حيًّا، ويَحِقَّ القول على الكافرين. وإنَّكما إنْ أقررتما بالإسلام ولَّيتكما، وإنْ أبيتما أنْ تُقِرّا بالإسلام فإنَّ مُلْككما زائل». أعلنا إسلامهما.

تحليل الرسالتين:
1.مخاطبة النبي
صلى الله عليه وسلم الملوك والزعماء بأسمائهم من دون ذِكْر ألقابهم؛ لأنَّهم لم يكونوا يملكون الإرادة السياسية في اتخاذ القرار.

2.عرْض النبي صلى الله عليه وسلم على الملوك والزعماء إبقاءَهم على مُلْكهم حال إسلامهم.
3. اشتراك الرسائل في تذكير الزعماء أنَّ الإسلام سيَبلغ كلَّ الأرض.

ثانيًا: من رسائل النبي صلى الله عليه وسلم خارج الجزيرة العربية:   

حامل الرسالة المرسل إليه نص الرسالة الرد

الصحابي الجليل عمرو بن أُمَيَّة الضمري

رضي الله عنه

النجاشي «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم مَلِك الحبشة، سلام عليك، إنّي أحمد اليك الله الملك القدّوس المؤُمِن المهُيمِن، وأشهد أنَّ عيسى بن مريم روح الله وكلمته، ألقاها إلى مريم البتول الطيِّبة الحصينة، فحملت بعيسى، فخَلَقه من روحه كما خَلَق آدم بيده، ونفخه فيه. وإنّي أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأنْ تَتَّبعني، وتُؤمِن بي، وبالذي جاءني؛ فإنّ رسول الله».   أسلم النجاشي على يد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.

الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي

رضي الله عنه

كسرى عظيم الفرس «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على مَنِ اتَّبَع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أنْ لا إله إلّى الله وحده لا شريك له وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، وأدعوك بدعاء الله؛ فإنّي رسول الله إلى الناس كافَّةً لأُنذِر مَنْ كان حيًّا، ويَحِقَّ القول على الكافرين، فأَسْلِمْ تَسْلَمْ. فإنْ أبيْتَ، فإنَّ إثم المجوس عليك».

-مزّق كسرى الرسالة، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنْ يُمزِّق الله مُلْكه.

- كتب كسرى إلى عامله على اليمن (باذان) يأمره بأنْ يبعث إليه رأس النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث رجلين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولمّا وصلا المدينة المُنوَّرة أخبرهما صلى الله عليه وسلم بما أتيا من أجله، وأنَّ الله تعالى قد سلَّط على كسرى ابنه فقتله، وطلب إليهما أنْ يعودا إلى اليمن، ويدعوا باذان إلى الإسلام، ويُبِلغاه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد عَهِد إليه بالإمارة إنْ أسلم، فأسلم باذان، وانتشر الإسلام في اليمن.

الصحابي الجليل دِحْيَة الكلبي رضي الله عنه هرقل عظيم الروم «بِسْمِ اللهِ الرّحمن الرَّحِيمِ، مِنْ مُحمَّدٍ رَسُولِ الله إلَِى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّوم،ِ سَلَامٌ على مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإنِيِّ أَدْعُوكَ بدِِعَايةَ الْإسِْلَمِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتكَِ اللهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيِْ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأرَِيسِيِّينَ، و (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون)».

- قبل أنْ يتخذ هرقل أيَّ إجراء بعد تسلُّمه الرسالة ومعرفة ما فيها، أراد استقصاء أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقة دعوته، فطلب إلى أعوانه أنْ يُحضِروا له أحدًا من أهل مَكَّة مِمِّنْ كانوا يأتون بتجارتهم إلى بلاد الشام، فوجدوا أبا سفيان، وكان قد خرج في تجارة إلى الشام قبل أنْ يُسلِم، فسأله هرقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أسئلة كثيرة لها تعلُّق بنسبه وأخلاقه وصِدْقه، فأجابه.

- لمّا عَلِم هرقل شَرف النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه ومكانته في قومه، تأثَّر بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وعامل حامل الرسالة بالحُسْنى، لكنَّه خاف على مُلْكه، فلم يُسلِم.

الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة

رضي الله عنه

المقَُوْقسِ عظيم القِبْط في مصر ---------------------------------------------------------------------------------------------- - قرأ المُقَوْقِس الرسالة، وأكرم حاملها، وبعث معه بهدية إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لكنَّه لم يُسلِم.

أَتَوَقَّفُ

الأريسيون: أتباع هرقل من الفلّاحين والخَدَم وغيرهم من عامَّة الناس.
المجوس: مَنْ يعبدون النار.
كسرى: لقب مَلِك الفُرْس.
قيصر: لقب مَلِك الروم.
المقَُوْقسِ: لقب مَلِك القِبْط.
النجاشي: لقب مَلِك الحبشة.

 

تحليل الرسائل 
1. اختيار النبي
صلى الله عليه وسلم سُفراءَه عن دراية ومعرفة؛ فكلُّ رسول كان يعلم لغةَ مَنْ أُرسِل إليه، ويعرف عادات قومه وطبائعهم.
2. مراعاة الرسائل أحوال المخاطبين؛ إذ سمّى النبي صلى الله عليه وسلم كلَّ حاكم بحسب المنصب الذي يتبوَّأه، وخاطب كُلًا منهم باللقب الذي يحفظ مكانته. 
3. اشتمال الرسائل على صيغ فيها تعظيم لله تعالى، مثل البدء بالبسملة، وصيغ تُظهِر تواضع النبي
صلى الله عليه وسلم؛ إذ كان يُضمِّن اسمه في الرسالة من دون أيَّة ألقاب إلّا لقب النُّبُوَّة.
4. تشابه رسائله
صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي وهرقل والمُقَوْقِس خلافًا لرسالته إلى كسرى.

 

 

الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ

بعث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل الحارث بن عمير الأزدي رضي الله عنه برسالة إلى أمير بُصْىرى، فاعترضه شرحبيل بن عمرو الغسّاني؛ وهو من أمراء الروم على الشام فقتله، ولم يُمكِّنه من الوصول إلى أمير بُصْىرى،  وكان أوَّل رسول يُقتَل في الإسلام، ويعَُدُّ مقتله أحد أهم أسباب معركة مؤتة. أمّا مقامه رضي الله عنه فيوجد في مدينة  بصيرا جنوب محافظة الطفيلة.