رعاية الأيتام في الإسلام

التعلم القبلي

• نشأ سيدنا محمد ﷺ يتيمًا، فقد مات أبوه عبد الله وهو جنين في بطن أمّه.
•  ولما أصبح له من العمر ست سنوات ماتت أمه آمنة.
•  فكفله جده عبد المطلب وكان يحبه حبًّا شديدًا ويعتني به كل اعتناء، ولما توفي جده عبد المطلب كان عمره ثماني سنوات.
•  فكفله عمه أبو طالب، واعتنى به حتى نشأ واشتد ساعده.
•  وقد أشار القرآن الكريم إلى يتمه ﷺ، فقد قال تعالى: «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى».
• وقد أكد الإسلام رعاية الأيتام وحسن التعامل معهم، ورتّب على ذلك أجرًا عظيمًا.

 

الفهم والتحليل

حث الإسلام على التكافل بين أفراد المجتمع، ومن صور ذلك العناية بالأيتام وكفالتهم وحسن رعايتهم.

أولًا: مفهوم رعاية اليتيم وحُكمُها

• اليتيم هو من مات أبوه وهو دون سن البلوغِ.
• ورعاية اليتيم: هي العناية به وبمصالحه وشؤونه وكفالته بتأمين النفقة له.
• ومن صور رعاية الأيتام أن يضمهم المسلم إلى أسرته إن لم يكن لهم معيل؛ ليوفر لهم الجو الأسري.
•  ورعاية اليتيم مندوبة، على أن لا ينتسب الطفل إلى من كفله.
• التبني إلحاق نسب الطفل إلى من تبناه. وقد حرَّمه الإسلام، قــــال تـعـالى: «ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ».
•  وتستمر  كفالة اليتيم حتى يستغني اليتيم عن كافله.
• وكافل اليتيم قد يكون من أقربائه كالأم والعم أو من غير الأقرباء، قال ﷺ: «من ضم يتيمًا بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغنى عنه، وجبت له الجنَّة».

 

ثانيًا: فضل رعاية اليتيم وآثارها

• حث الإسلام على رعاية اليتيم وجعل لها فضلًا كبيرًا،  يتمثل في:
  • نيل رضا الله تعالى.
  • وقرب كافل اليتيم من سيدنا النبي ﷺ في الجنة وعلو منزلته فيها، قال رسول الله ﷺ: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة. وقرن بين أصبعيه الوسطى، والتي تلي الإبهام».
• ومن آثار رعاية اليتيم في الفرد والمجتمع أنها:
  •  تسد حاجة اليتيم.
  • وتحميه من الانحراف.
  • وتؤمن مستقبله.
  • وتحفظ حقوقه المالية والمعنوية.
  •  فيسهم في بناء شخصيته بصورة إيجابية ويغرس الثقة والطمأنينة في نفسه؛ خصوصًا إذا شعر بأن المجتمع يقف إلى جانبه ولا يتخلى عنه.
  •  فيتحقق التكافل الاجتماعي بذلك بين أفراد المجتمع فيكون قويًا متماسكًا.

 

ثالثًا: حقوق الأيتام

أقر الإسلام لليتيم حقوقًا عدة حتى يتمكن من الحياة بصورة كريمة، ومن أهم هذه الحقوق:

أ. حسن المعاملة:

• فعلى المجتمع أن يحسن إلى الأيتام وأن يعوضهـم عـن حـنـان آبائهـم، قـال تـعـالى: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ».
•  وأن يعمل على كل ما فيه صلاح أمرهم، قال تعالى: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ».
•  وحسن المعاملـة تشمل: حضـانـة اليتيم والعناية به.
•  إضافة إلى تربيتـه وتعليمه والحرص على تكويـن شـخصيته تكوينًا متزنًا متكاملًا.

ب. الإنفاق على اليتيم وحفظ ماله وتنميته:

• وذلك بتأمين ما يحتاج إليه اليتيم من الطعام واللباس والعلاج وغيره.
•  وقد أوجب الإسلام إعطاء الأيتام حقوقهم المالية ونهى عن أخذ شيء منها دون حق.
•  فمن حق اليتيم أن تحفظ أمواله من التعـدي والضياع والهـدر وأن تنّمى حتى يكبر ويصبح أهلًا للتصرف فيها، قال تعالى: «وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا»، (حُوبًا : إثمًا)، وقال ﷺ : «اجتنبوا السَّبع الموبقات،... وذكرَ منهنَّ ... وأكلُ مال اليتيم» (الموبقات الكبائر المهلكة).

 

صور مشرقة

• كان رسول الله ﷺ يحرص كل الحرص على رعاية مشاعر الأيتام وإدخال السرور إليهم، ولما مات جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، تعهد الرسول ﷺ أولاده بالرعاية والعناية، فقد روى عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ زارهم بعد ثلاثة أيام من استشهاد جعفر. فقال: «لا تبكوا على أخي بعد اليوم، ادعوا لي بنيَّ أخي. قال: فجيء بنا كأنَّنا أفرُخٌ (أطفال صغار)، قال: ادعوا إليَّ الحلَّاق، فجيء بالحلاق، فحلق رؤوسنا، ثم دعا فقال: اللهم اخلُف جعفرًا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه، قالها ثلاث مراتٍ. قال: فجاءت أمُّنا فذكرت يُتمنا، فقال: العَيلةَ (الفقر) تخافينَ عليهم وأنا وليُّهم في الدنيا والآخرة؟».
• لما تزوج رسول الله ﷺ أم سلمة رضي الله عنها بعد وفاة زوجها وكانت ذات عيال، كان ﷺ نِعمَ المعلم والمربي لأبنائها فقد احتضنهم، وكان يتفقدهم ويرعاهم ويهتم بهم. عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال: «كنت غلامًا في حجر رسول الله ﷺ ، وكانت يدي تطيش في الصَّحفةِ، فقال لي رسول الله ﷺ: يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكل مما يليك، فما زالت تلك طِعمَتي بعدُ».

 

الإثراء والتَّوسُعُ

أنشئ في المملكة الأردنية الهاشمية العديد من المؤسسات التي ترعى الأيتام وتهتم بهم، مثل:

1. مؤسسة تنمية أموال الأيتام: وهي مؤسسة تابعة لدائرة قاضي القضاة، تحفظ أموال الأيتام وتستثمرها لصالحهم.

2. صندوق الأمان لتعليم الأيتام.

 

دراسة معمقة

• كتاب (فضل كفالة اليتيمِ) يوضح الكتاب أن من أهم خصائص الدين الإسلامي أنه دين التكافل والرحمة.
• ويبيِّن أن الإسلام اعتنى باليتيم وأوصى به خيرًا، ثم يذكر الكتاب نبذة من الأحكام المتعلقة باليتيم وبعضًا من صور رعاية السابقين له.