ماذا ترى في الصورة ؟
نعم ، صورة لخارطة فلسطين .
ما مشاعرك تجاه هذه الدولة ؟
مشاعر الحب والحزن في نفس الوقت لما تعانيه من احتلال وظلم وقهر .
هيا بنا مع شاعرنا بشارة الخوري لنتدارس هذه القصيدة الرائعة بعنوان سائل العلياء عنا .
النص :
1- سائل العلياء عنا والزمانا ** هل خفرنا ذمَّةً مُذْ عرفانا
2- المروءاتُ التي عاشت بنا ** لم تزل تجري سعيراً في دِمانا
3- ضحك المجدُ لنا لما رآنا ** بدم الأبطال مصبوغاً لِوانا
4- شرفٌ باهتْ فلسطينٌ به ** وبناءٌ للمعالي لا يُدانى
5- يا فلسطين التي كِدنا لِما ** كابدتهُ من أسىً ننسى أسانا
6- نحنُ يا أختُ على العهد الذي ** قد رضعناهُ من المهد كِلانا
7- شرفٌ للمت أن نُطعمهُ ** أنفسًا جبارة تأبى الهوانا
8- قُمْ إلى الأبطال نلمسْ جرحهمْ ** لمسةً تسبحُ بالطيب يدانا
9- إنما الحقُّ الذي ماتوا لهُ ** حقنا، نمشي إليه أين كانا
التعريف بالشاعر :
عُرف الشاعر بشارة الخوري بشاعريته وعاطفتُه في قصائده وهو شاعر لبناني ولِد في بيروت عام 1885، ولُقب بالأخطل الصغير وشاعر الحُب وشاعر الهوى، وفي قصيدة سائل العليا عنا يفتخر الأخطل الصغير بالأمة العربية عامةً وبفلسطين خاصةً.
وأتت الأفكار العامة للقصيدة في تضامُن الأقطار العربية لحماية فلسطين والوقوف بجانبها أثناء ألمِها ومُعاناتها، وسنعرض لكم فيما يلي نص قصيدة سائل العلياء عنا ونقوم بشرح بعض الأبيات من القصيدة وذلك في إطار موضوع شرح قصيدة سائل العلياء عنا.
شرح القصيدة :
1- سائل العلياء عنا والزمانا ** هل خفرنا ذمةً مذ عرفانا
المعانًي:
سائل : اسأل العلياٌء : الشرف خفرنا ذمة : نقضنا العهد
يبدأ الشاعر قصيدتهُ بصورة بيانية حيث صوَّر أنه يسأل المعالي والزمان عن العرب عامةً وعن فلسطين خاصةً وأنهُم لم ينقضوا العهود التي عاهدوها، في هذا البيت يوضح الشاعر سمة من سمات العرب وخصوصًا الفلسطينيين وهو أنهم لا يخلفون العهود.
2- المروءات التي عاشت بنا ** لم تزل تجري سعيرًا في دمانا
المعانًي:
المروءات : جمع مروءة وتعني التحلي بمحاسن الأخلاق.
سعيرا : نارًا
يوضح في هذه الأبيات الأخلاق الحسنة والشجاعة الذين اتسموا بها العرب التي عاشوا بها حياتهم طوال الدهر تحولت إلى نار تشتعل داخل قلوبِهم يُدافعون بها عن أرضِهم ويقاومون الأعداء.
التشبيةٌ : شبه الشاعر أخلاق الفلسطينيين كالنار اشتعلت في دمائهم.
3- ضحك المجدُ لنا لِما رآنا ** بدم الأبطال مصبوغًا لوانا
المعاني:
المجد : العزة . مصبوغًا : ملطخًا بالدماء.
صور الشاعر في هذه الأبيات المجدُ بشخص يضحك وهي استعارة مكنية حيث قام بحذف المُشبه به وصرح بالمُشبه، يقول الشاعر في الأبيات أن المجد قد ضحك بسبب دهشته وإعجابه بنا وبقوتنا، لأنه قد شاهدنا ونحن نقاتل في ساحة المعركة بشراسة وثيابنا مُلطَخة بالدماء وعلمنا الذي نرفعهُ عاليًا أصبح مُلطخًا بدماء الشهداء.
التشبيهٌ : شبه الشاعر المجد بإنسان يضٌحك.
4- شرف باهت فلسطين به ** وبناء للمعالي لا يدانا
المعانيً:
باهت : افتخرت. يداني : يجاري.
يفتخر الشاعر بفلسطين وبدماء شعبها ويقول إن هذه الدماء ليست لإضعافنا ولكنها فخرٌ لنا ونتباهى بها، وتضحيات الشُهداء هي بناءً لمجدنا ومعالينا الذي لا يستطيع أحد أن يصل إليه بسهولة.
5- يا فلسطين التي كدنا لما ** كابدته من أسى ننسى أسانا
المعاني
كدنا : قاربنا . كابد : عانى وتألم. أسى : الألم.
يُلامس الشاعر عاطفة القارئ في هذه الأبيات فيقول إن المآسي والآلام التي عِشتُها يا فلسطين جعلتنا ننسى الآلام التي نعيشُها وهمومنا لأن ما تعيشه من هم وألم أصعب مما يعيشهُ أي شخص.
6- نحن يا أخت على العهد الذي ** قد رضعناه من المهد كلانا
يعطي الشاعر كلامًا من ذهب صادر من أعماقه، ويبين فيه صدق عاطفته ويظهر القومية العربية ومشاركة الأمة العربية في الدفاع عن فلسطين، حيث يقول إننا نحنُ العرب يا فلسطين مازلنا على عهدنا بتحريرك من المُحتل المُغتصب لأرضِك وهذا العهد قد عاهدناكِ به منذُ أن كنا في المهد رضعًا وهذا يدُل على بقاء عهده.
7- شرف للموت أن نطعمه ** أنفسا جبارة تأبى الهوانا
المعاني :
تأبى : ترفض . الهوان : الذُّل.
يفخر الشاعر بالأمة العربية ويقول إننا جميعًا فداء لكِ يا فلسطين ومُستعدين للتضحية بأرواحنا ودمائنا دماءِك وإن نفوسنا جبارةً لا تخاف الموت.
8- قم إلى الأبطال نلمس جرحهم ** لمسة تسبح بالطيب يدانا
المعاني :
- الطيب : الرائحة الطيبة.
يتوجه الشاعر بالتحية لأبطال الشعب الفلسطيني الذين استشهدوا على أرضها وسالت دماؤهم في حواريها ويُريد الشاعر أن يضع يديه على هذا الدم الطاهر الذكي
التشبيه : شبه الشاعر الدماء بالرائحة العطرة الطيبة.
9- إنما الحق الذي ماتوا له ** حقنا نمشي إليه أين كانا
يثبت الشاعر عهدهُ مع فلسطين ويظهر عاطفته القومية وهي مشاركة العرب في الدفاع عن فلسطين، بقوله إن حق الشهداء الفلسطينيين الذين ماتوا دفاعًا عن أرضهم هو حق العرب أيضًا لأن من سمات العرب الأبطال أن يُدافعوا عن الحق ويُعادوا الباطل في أي مكان.
معاني المفردات في القصيدة:
- سائل: اسأل.
- العلياٌء: الشرف.
- خفرنا ذمة: نقضنا العهد.
- المروءات: جمع مروءة وتعني التحلي بمحاسن الأخلاق.
- سعيرا: نارًا.
- المجد: العزة.
- مصبوغًا: ملطخًا بالدماء.
- باهت: افتخرت.
- يداني: يجاري.
- كدنا: قاربنا.
- كابد: عانى وتألم.
- أسى: الألم.
- تأبى: ترفض.
- الهوان: الذُّل.
- الطيب: الرائحة الطيبة.
- الأفكار العامة للقصيدة:
-1 التضامن العربي مع الفلسطينيين.
-2 مشاركة الفلسطينيين معاناتهم في ظل الاستعمار والقهر.
-3 التأكيد على حق الفلسطينيين.
التراكيب والأساليب اللغوية :
أسلوب التفضيل:
اسم التفضيل هو اسم مشتق من حروف الفعل الماضي الثلاثي على وزن ( أفعل )، ليدل على أن شيئين اشتركا في صفة معينة ولكن أحدهما زاد على الآخر. أو هو أسلوب يتم استخدامه لتفضيل شيء على شيء آخر في صفة ما ويُشتق من الفعل الماضي الثلاثي على وزن ( أفعل) .
أركان أسلوب التفضيل:
يتكون أسلوب التفضيل من ثلاثة أركان وهي:
– المفضل : وهو الشيء الذي زادت فيه الصفة.
– اسم التفضيل : وهو الصفة المشتركة.
– المفضل عنه : وهو الشيء الذي قلت فيه الصفة عن المفضل.
مثال:
– أحمد أطول من محمد : وهنا يكون أحمد هو المفضل ومحمد هو المفضل عنه، أما اسم التفضيل فهو كلمة أطول أي أن الصفة المشتركة بينهما هي الطول ولكن أحمد تفوق فيها.
– الشمس أكبر من القمر : وهنا الشمس هي المفضل والقمر هو المفضل عنه، أما أكبر فهو اسم التفضيل أي أن الصفة المشتركة بينهما هي كبر المساحة ولكن الشمس زادت فيها الصفة.
شروط صياغة اسم التفضيل:
يأتي اسم التفضيل على وزن أفعل ونأتي به من الفعل الماضي الثلاثي مثل صغر وأصغر أو فضل وأفضل، ولكن هناك بعض الشروط في الفعل وهي :
- أن يكون الفعل ثلاثيًا ومثبتًا ( ليس منفيًا) .
- أن يكون الفعل تامًا ( ليس ناقصًا مثل كان وأخواتها أو كاد وأخواتها ).
- أن يكون مبنيًا للمعلوم وليس مبنيًا للمجهول.
- أن لا يكون الوصف منه على وزن أفعل ومؤنثه على وزن فعلاء، مثل ( أحمر – حمراء ) أو ( أسود – سوداء ) في الدلالة على لون أو زينة أو عيب حسي ظاهر.
- أن يكون الفعل متصرفًا وليس جامدًا مثل ( عسى – بئس – ليس ) .
- أن يكون الفعل متفاوتًا أي له درجات في الحدث مثل أكرم أي أنه يوجد من هو أكثر أو أقل كرمًا منه، أما ( مات – هلك – فني – ذهب ) فهي أفعال غير متفاوتة.
ملحوظة :
1- كيف نأتي باسم تفضيل من فعل زاد عن ثلاثة أحرف مثل ” ارتفع ” أو فعل دل على لون مثل ” زرق ” ؟
في هذه الحالة نأتي باسم تفضيل مساعد يطابق الشروط مثل أكثر، أشد، أعظم، ثم نأتي بالمصدر من الفعل منصوبًا من الفعل غير المطابق للشروط بعد اسم التفضيل المساعد مباشرة.
مثال :
– الجبل أكثر ارتفاعً من الهضبة.
– السماء أكثر زرقة من البحر.
2- إذا كان الفعل المراد التفضيل فيه منفيًا أو مبنيًا للمجهول، أتينا باسم تفضيل مناسب مستوفٍ للشروط وجئنا بمصدر الفعل بعد مؤولًا
مثال :
– المحسن أحق أن يُكافأ.
– العلم أحسن ألا يُهمل.
3- يجوز أن نأتي باسم تفضيل مساعد حتى وإن كان الفعل مطابقًا للشروط.
مثال :
- محمد أكرم من أحمد . أو - محمد أشد كرمًا من أحمد.
4- مؤنث أفعل هي فُعلى مثل أفضل وفضلى، وجمع أفعل هو أفاعل مثل أعظم وأعاظم، بينما جمع فعلى هو فُعليات مثل فضلى وفضليات.
الحالات التي يأتي عليها اسم التفضيل:
1- مجرد من ( ال ) والإضافة : وفي هذه الحالة يلزم اسم التفضيل الإفراد والتذكير والتنكير، ويذكر المفضل عليه مجرورًا بـ من، وفي هذه الحالة يُعرب اسم التفضيل خبرًا.
مثال : الصدق أنجى من الكذب.
2- اسم التفضيل المقترن بـ ال : وفي هذه الحالة يطابق اسم التفضيل المفضل في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتعريف، ولا يُذكر المفضل عليه في الكلام.
مثال : الصادقان هما الأفضلان.
3- اسم تفضيل مضاف إلى نكرة : وفي هذه الحالة يلزم اسم التفضيل الإفراد والتذكير والتنكير ويكون المفضل عليه ( المضاف إليه ) مطابقًا للمفضل في النوع والعدد، وغالبا ما يعرب اسم التفضيل في هذه الحالة خبرًا.
مثال : هاتان البنتان أفضل بنتين.
4- اسم التفضيل المضاف إلى معرفة : وفي هذه الحالة يجوز أن يلزم اسم التفضيل الإفراد والتذكير والتنكير أو أن يكون مطابقًا للمفضل كالمقترن بـ ال.
مثال : هن أفضل النساء أو فضليات النساء.
الكتابة : ( ألاّ ) و ( أنْ لا) .
ـ تُدغم ( أنْ ) في ( لا ) وتُكتب ( ألاّ ) ؛ إذا كانت (أنْ) مصدرية ناصبة للفعل المضارع ، و لا ) النافية.
ـ وتُفصل ( أنْ ) عن ( لا ) وتكتب على الصورة ( أنْ لا ) ؛ إذا كانت مخففة من الثقيلة ( أنّ) ، ويأتي بعدها اسم.
أمثلة :
1- على الإنسان أن يضحي من أجل الوطن وألاّ يتكاسل عن أداء الواجب .
2- أيقن سعيد أنْ لا خير في وُد منافق .
التعبير :
تخيل نفسك في مدينة القدس ، اكتب فقرتين تصف فيهما مشاعرك تجاه المدينة ومقدساتها وأهلها .
استفد في كتابتك مما يأتي :
- القدس عاصمة فلسطين .
- قال الشاعر يوسف العظم :
يا قدس يا محراب يا مسجد يا درة الأكوان يا فرقد
كم رتلت في أفقها آية وكم دعانا للهدى مرشد
أقدام عيسى باركت أرضها وفي سماها قد سرى أحمد
- الجرح عميق ، لكن الجرح هو القنديل .
يسعى الصهاينة إلى تفريغ المدينة ، وتهجير سكانها الفلسطينيين ، وطمس معالمها الإسلامية ‘ وإحلال الوجود اليهودي مكانه .