أقرأ الحديث النّبوي الشّريف
عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً".
معاني المفردات والتّراكيب
- عنان السّماء: السّحاب.
- قُراب الأرض: ملءُ الأرض.
التّعريف براوي الحديث الشّريف
- هو الصّحابي الجليل أنس بن مالك بن النّضر الأنصاري رضي الله عنه.
- خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
- هو آخر من مات من الصّحابة بالبصرة، سنة ثلاث وتسعين للهجرة.
شرح الحديث الشّريف
يتناول الحديث الشّريف بشارة عظيمة للإنسان بقبول استغفاره وتوبته؛ وذلك لعلم الله تعالى بما خلق عليه الإنسان من القابليّة للخطأ، ممّا يجعله بحاجة دائمة إلى مغفرة ربّه كلّما أحدث ذنبًا، لذلك فقد أرشده الله تعالى إلى ثلاثة أسباب للحصول على المغفرة، وهي:
1.الدّعاء مع الرّجاء
- وجّه الله سبحانه وتعالى عبادة إلى الدّعاء، فقال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، وفي ذلك بيان لفضل الدّعاء، وأنّه عبادة يُظهِر فيها الإنسان حاجته وفقره إلى ربّه تعالى.
- وكي يستجيب الله تعالى الدُّعاء، فإنّ على العبد:
- أن يُقْرِنَه بالرّجاء.
- ويحسن الظّنّ بالله تعالى.
- وعليه ألّا يقنط من رحمته سبحانه.
2.الاستغفار
- حثّ الله تعالى عباده على الاستغفار مهما كثرت ذنوبهم، فإنّه سبحانه وتعالى يغفرها جميعها لهم.
- وهذا دليل على سعة كرم الله تعالى وفضله.
3.عدم الشّرك بالله تعالى
- توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة سببٌ للحصول على المغفرة، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ).
القيم المستفادة من الحديث الشّريف
- أَدعو الله تعالى وأُحسن الظنّ به.
- أَستغفر الله تعالى كثيرًا لأفوز بعفو الله تعالى ومغفرته.
- أحرص على عبادة الله تعالى وحده، ولا أشرك به شيئًا.