الْفِكْرَةُ الرئيسَةُ
- تؤكّدُ الآياتُ الكريمةُ حُرْمَةَ التعدّي على مالِ اليتيمِ.
- ووجوبَ الوفاءِ بالعهدِ.
- وإيفاءِ الكيلِ والميزانِ.
- واجتنابِ الظنونِ التي لا دليلَ عليها.
إِضاءَةُ
- منْ أنواعِ المسؤوليةِ في الإسلامِ مسؤوليةُ الإنسانِ عنْ حواسِّهِ، مِنْ سمعٍ وبصرٍ وفؤادٍ.
- فعليهِ أنْ يحذرَ منَ الشهادةِ على شيءٍ أو قولِ شيءٍ منْ غيرِ علمٍ ويقينٍ.
أفهمُ وأحفظُ
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا)39)).
المفرداتُ والتراكيبُ
الْيَتِيمِ : الذي ماتَ أبوهُ وهوَ صغيرٌ.
أَشُدَّهُ: قوّتَهُ.
الْعَهْدَ: الوعدَ المقرونَ بشرطٍ وميثاقٍ يجبُ أنْ يوفى بِهِ.
بِالْقِسْطَاسِ: بالميزانِ.
أَحْسَنُ تَأْوِيلًا: أفضلُ عاقبةً.
تَقْفُ: تتبعْ.
الْفُؤَادَ: القلبَ.
مَرَحًا: تكبرًا.
تَخْرِقَ : تَشُقَّ.
سَيِّئُهُ: قبيحُهُ.
مَدْحُورًا: مطرودًا منْ رحمةِ اللهِ تعالى.
أولًا: المحافظةُ على مالِ اليتيمِ
- تحذّرُ الآيةُ الكريمةُ منَ الاقترابِ من مالِ اليتيمِ.
- بالتعدّي عليهِ والتصرفِ فيهِ بما لا يعودُ عليهِ بالنفعِ؛ لأنَّ هذا المالَ أمانةٌ في يَدِ وليِّ اليتيمِ.
- ويجبُ عليهِ حفظُهُ.
- واستثمارُهُ بالوسائلِ الصحيحةِ التي فيها مصلحةٌ لهذا اليتيمِ.
- وهوَ ما أفادَهُ الاستثناءُ في قولِهِ تعالى: (إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)؛ كَأَنْ يُنفِقَ عَليهِ لتعليمِهِ، أَوْ لِسَدِّ حاجاتِهِ منْ مأكلٍ ومشربٍ، أو يُتاجِرَ لهُ فيهِ.
- معَ الحرصِ على عدمِ تعريضِ المالِ لخطرِ الضياعِ.
- حتى يصلَ اليتيمُ إلى سنِّ الرُشدِ الذي فيهِ يُحسِنُ التصرفَ في أموالِهِ.
- ويستطيعُ حفظَ مالِهِ بنفسِهِ، قَالَ تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ).
- وقد جاءَ التعبيرُ القرآنيُّ بلفظِ: (وَلَا تَقْرَبُوا)؛ لمزيدٍ منَ الانتباهِ والحذرِ منَ التصرفِ في مالِ اليتيمِ بغيرِ وجهِ حقٍّ.
- وترشدُ الآيةُ الكريمةُ إلى مبدأٍ خُلُقِيٍّ عظيمٍ، وهوَ وجوبُ الوفاءِ بالعهدِ.
- سواءٌ أكانَ العهدُ معَ اللهِ تعالى، مثلُ: التزامِ أوامرِهِ واجتنابِ نواهيهِ، وأداءِ العباداتِ على أتمِّ وجهٍ.
- أمِ العهدُ معَ الآخَرينَ، مثلُ: حِفظِ أسرارِهِم، وعدمِ التخلّفِ عنِ المواعيدِ، وأداءِ الحقوقِ، قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ).
- فالإنسانُ محاسُبٌ يومَ القيامةِ على عدمِ الوفاءِ بالعهدِ، قال تعالى: (إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا).
أَتَعَلَّمُ
سِنُّ الرُّشدِ في القانونِ: هوَ سنُّ الثامنةَ عشرةَ.
ثانيًا: الأمرُ بإيفاءِ الكيلِ والميزانِ
- تدعو الآياتُ الكريمةُ إلى إيفاءِ المكاييلِ والموازينِ، قالَ تعالى: (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ) سواءٌ أباعَ الإنسانُ أمِ اشترى.
- فيجبُ إيفاءُ الكيلِ وإعطاءُ الحقِّ وافيًا بالعدلِ مِنْ غيرِ نقصانٍ، قالَ تعالى: (وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ).
- وفي هذا خيرٌ للفردِ والمجتمعِ في الدنيا.
- إذ بِهِ تتمُّ البركةُ.
- وتَحْسُنُ العاقبةُ والمنقلَبُ عندَ اللهِ تعالى في الآخرةِ، قالَ تعالى: (ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
ثالثًا: النهيُ عنِ اتباعِ الظنِّ والتكبرِ
- تحذّرُ الآيةُ الكريمةُ من أن يتبعَ الإنسانُ ما لا عِلْمَ لَهُ بِهِ مِنْ قولٍ أو فعلٍ.
- بلْ أَمَرَهُ سبحانَهُ بالتثبّتِ منَ المعلومةِ والخبرِ، قالَ تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ).
- وفي هذا إرشادٌ إلى الحذرِ من اتباعِ الظنِّ الذي لا دليلَ عليهِ.
- فلا يتبعُ الإنسانُ ما لا يعلمُ منَ المعلوماتِ التي تصلُهُ.
- بل يجبُ عليهِ التثبّتُ من كلِّ خبرٍ.
- فهوَ محاسَبٌ يومَ القيامةِ عن حواسِّه مِنْ سمعٍ وبصرٍ وقلبٍ وعقلٍ، وما اكتسبَتهُ جوارحُهُ.
- فيُسأَلُ عنِ استخدامِهِ نعمتَيِ السمعِ والبصرِ إن كانَ في حلالٍ أمْ حرامٍ.
- وعنْ قلبِهِ عمّا اعتقدَ وعزمَ عليهِ، قالَ تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).
- واختتَمَتِ الآياتُ الكريمةُ الأوامرَ والنواهيَ بالنهيِ عنِ التكبّرِ، قالَ تعالى: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا).
- فلا يمشي الإنسانُ مِشيةَ المتكبرِ المعجَبِ بنفسِهِ، فخطواتُهُ لنْ تَخرِقَ الأرضَ مهما بلغَ منْ قوّةٍ في الجسم أو مالٍ أو جاهٍ أو منصِبٍ، وطولُهُ لنْ يبلغَ طولَ الجبالِ الشاهقةِ التي خلقَها اللهُ تعالى، فعليهِ أنْ يعرفَ قَدْرَ نفسِهِ، قال تعالى: (إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا).
- فالكِبْرُ يولّدُ العداوةَ بينَ الناسِ وَيَصْرِفُهُمْ عنِ الحقِّ.
- ومن هنا جاءَ النهيُ عن هذا الخُلُقِ الذميمِ؛ لأنَّ المتكبرَ يرى نفسَهُ أعظمَ منَ الناسِ.
- وقدْ بيّنَ سبحانَهُ أنَّ هذا الأمرَ منَ الأفعالِ القبيحةِ المكروهةِ، قالَ تعالى: (كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا).
أَتَعَلَّمُ
من مصادرِ المعرفةِ في الإسلامِ: الوحيُ، والعقلُ، والحواسُّ.
رابعًا: الأمرُ بتوحيدِ اللهِ تعالى والنهيُ عنِ الشركِ
- تُبيّنُ الآيةُ الكريمةُ أنَّ الأمرَ بمحاسنِ الأعمالِ ومكارمِ الأخلاقِ والنهيَ عَنْ سَيِّئها هيَ الحكمةُ التي أوحى اللهُ تعالى بها لسيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ لتتحقّقَ لهُ السعادةُ في الحياةِ الدنيا وفي الآخرةِ، قالَ تعالى: (ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ).
- وقد حذَّرَتِ الآياتُ الكريمةُ مِنَ الإشراكِ باللهِ تعالى، قالَ تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ).
- وبَيَّنَتْ أَنَّ مَنْ يشركُ بِهِ مصيرُهُ النارُ نادمًا متحسِّرًا مطرودًا من رحمتِهِ سبحانَهُ، قالَ تعالى: (فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا).
أستزيدُ
- لمْ يكنْ في مكةَ المكرمةِ قبلَ الهجرةِ النبويةِ مؤسساتٌ مجتمعيةٌ تَكفَلُ الأيتامَ، بلْ كانت الرعايةُ لهم فرديةً؛ لذا جاءَ التعبيرُ القرآنيُّ بلفظِ (يتيمٌ) مفردًا في الآياتِ المكّيّةِ.
- أمّا في المدينةِ المنورةِ فقد اتسعَ المجتمعُ الإسلاميُّ وزادَ عددُ أفرادِهِ، وأصبحَ ازديادُ عددِ اليتامى طبيعيًّا، وصارَ وجودُهُم ظاهرةً اجتماعيةً تحتاجُ إلى رعايةٍ مجتمعيةٍ واسعةٍ؛ لذا جاءَ التعبيرُ القرآنيُّ بلفظِ (اليتامى) جمعًا في الآياتِ المدنيةِ.
أَربطُ مع القانونِ
- نَصَّ قانونُ الأحوالِ الشخصيةِ الأردنيُّ على أنَّ الأبَ هوَ الوليُّ الشرعيُّ للطفلِ القاصر (مَنْ هُوَ دُونَ سِنِّ الثامنةَ عشرةَ).
- ثمَّ يتبعُهُ في حالِ غيابِهِ أو وفاتِهِ (وصيُّهُ)؛ أيِ الشخصُ الذي يختارُهُ قبلَ الوفاةِ.
- فقد تكونُ زوجتَهُ، أو أيَّ شخصٍ آخَرَ يرى أنَّهُ أهلٌ لتحمّلِ مسؤوليةِ أطفالِهِ.
- والولايةُ أو الوصايةُ تُعطي الصلاحيةَ لحامِلها أنْ يتولّى إدارةَ شؤونِ القاصرِ .
- ابتداءً من إجراءِ معاملاتِهِ الحكوميةِ.
- وتسجيلِهِ في المدارسِ.
- إلى فتحِ حسابٍ لهُ في البنكِ وغيرِ ذلكَ.
أسمو بقِيَمي
1. أحرصُ على فعلِ ما أمرَنِيَ اللهُ تعالى بِهِ، واجتنابِ ما نهاني عنهُ.
2. أُحافظ على حواسي وأمنعها من الوقوع في الحرام.
3. أحرص على الوفاء بالعهد.