التربية الإسلامية

التاسع

icon

الفكرة الرئيسة

  • تتناولُ الآياتُ الكريمةُ دَورَ القرآنِ الكريمِ في هدايةِ الإنسانِ، وبعضَ صفاتِ الإنسانِ؛ كالعجلةِ وعدمِ التأنّي، وتتناولُ أيضًا بعضَ آياتِ اللهِ تعالى في الكونِ.
  • مِنْ أنواعِ الشفاعاتِ يومَ القيامةِ شفاعةُ القرآنِ الكريمِ، إِذْ يشفعُ لصاحبِهِ الذي حافظَ على تلاوتِهِ وعملَ بِما جاءَ فيهِ، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآنَ، فإنَّهُ يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِهِ».
    • شفيعًا: طالبًا المغفرةَ.

 

أتلو وأحفظ

المفرداتُ والتراكيبُ

سورةُ الإسراءِ (9-12)

يَهْدِي: يُرشدُ.

إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا

أَقْوَمُ: أفضلُ.

أَعْتَدْنَا: هيّأْنا.

عَجُولًا: متسرِّعًا.

فَمَحَوْنَا: فأَزلْنا.

آَيَةَ اللَّيْلِ: القمرَ.

آَيَةَ النَّهَارِ: الشمسَ.

مُبْصِرَةً: مضيئةً.

لِتَبْتَغُوا: لتَطلُبوا.

 

 

أستنير

أَوَّلًا: القرآنُ الكريمُ كتابُ هدايةٍ وإرشادٍ/ الآيتانِ الكريمتانِ (9-10)

تُبيُّن الآياتُ الكريمةُ الغايةَ مِنْ إنزالِ القرآنِ الكريمِ، وتتمثلُ في ما يأتي:

  • هدايةُ الناسِ وإرشادُهُمْ إلى الخيرِ وما ينفعُهُمْ في الدنيا والآخرةِ:
    • فيعيشُ الناسُ في الحياة الدنيا في أمنٍ وسلامٍ، ولَهُمْ في الآخرةِ جنّاتُ النعيمِ، قالَ تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).
    • فالقرآنُ يهدي الناسَ إلى أفضلِ الأمورِ في حياتِهمْ.
    •  ويدلُّ استخدامُ اسمِ الإشارةِ (هذا) في قولهِ تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) على أنَّ القرآنَ الكريمَ يجبُ أنْ يكونَ قريبًا مِنّا لنهتديَ بِهِ.
    • وردَتْ كلمةُ «القرآن» (11) مرة في سورة الإسراءِ، وجاءَ أولُ موضعٍ لَها في قولهِ تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾؛ تأكيدًا أنَّهُ يحملُ الهدايةَ المطلَقةَ للخلقِ جميعًا.
  • بيانُ الأجرِ الكبيرِ الذي أعدَّهُ اللهُ تعالى لطائعيهِ، قالَ تَعالى: ﴿وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾.
  • التحذيرُ والوعيدُ بالعذابِ الشديدِ لِمَنْ لا يؤمنونَ باليومِ الآخِرِ، قالَ تعالى: (وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾.

 

ثانيًا: مِنْ صفاتِ الإنسانِ العجلةُ وعدمُ التأنّي/ الآيةُ الكريمةُ (11)

  • تخبرُنا الآيةُ الكريمةُ أنَّ مِنْ صفاتِ الإنسانِ التسرعَ وعدمَ التأنّي لاتخاذِ القرارِ السليمِ، قالَ تعالى: (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا).
  • وهذا يجعلُ الإنسانَ ظالمًا لنفسِهِ فيحمّلُها فوقَ طاقتِها.
  • ومِنْ أمثلةِ تعجّلِ الإنسانِ:
    • مسارعتُهُ إلى الدعاءِ على نفسِهِ وأهلِهِ في لحظةِ غضبِهِ، فيدعو عليهِمْ بالشرِّ، كقولِهِ: اللّهمَّ أهلكْهُمْ أَوِ العنْهُمْ، أَوْ سلّطْ عليهِمُ المرضَ، كما لَوْ كانَ يدعو لنفسِهِ وأهلهِ بالخيرِ، قالَ تعالى: (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ).
    •  إلّا أنَّ اللهَ تعالى لطيفٌ بعبادِهِ، فلا يُجيبُ دعاءَ المتعجّلِ بالموتِ أَوِ الهلاكِ واللعنةِ والدمارِ؛ لأنَّهُ لَوِ استجابَ لَهُ لَوقعَ الإنسانُ في الحسرةِ والندامةِ.

 

ثالثاً: مِنْ آياتِ اللهِ تعالى في الكونِ/ الآيةُ الكريمةُ (12)

  • تذكرُ الآيةُ الكريمةُ آيتَينِ مِنْ آياتِ اللهِ تعالى في الكونِ، وهُما: الليلُ، والنهارُ، اللّتانِ جعلَهُما اللهُ تعالى علامتَينِ دالّتَينِ على عظمتهِ وقدرتِهِ، قالَ تعالى: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ).
  • فَهُما مِنَ النِّعَمِ التي سخّرَها سبحانَهُ وتعالى للإنسانِ:
    • فجعلَ الليلَ مظلمًا؛ للراحةِ والسكَنِ والهدوءِ وهوَ المعتادُ في حياةِ الناسِ، قالَ تعالى: (فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ).
    • وجعلَ النهارَ مضيئًا؛ للحركةِ والسعيِ في طلبِ الرزقِ، قالَ تعالى: (وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً).
  • وبتَعاقُبِ الليلِ والنهارِ :
    • يعرفُ الإنسانُ عددَ السنينَ، وما يحتاجُ إليهِ مِنْ حسابِ أوقاتِ الشهرِ والأيامِ والساعاتِ، قالَ تعالى: (وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ).
    • ومِنْ فوائدِ تعاقبِ الليلِ والنهارِ: نموُّ النباتاتِ وصنعُ غذائِها، فالنباتاتُ تُعَدُّ أساسَ السلاسلِ الغذائيةِ للكائناتِ الحيةِ.
  • وتُبيُّن الآياتُ الكريمةُ أنَّ اللهَ تعالى جعلَ كلَّ شيءٍ في الكونِ مقدَّرًا ومفصَّلًا وَفقَ سُنَنٍ وقوانينَ؛ ليتعرّفَها الإنسانُ، ويسيرَ عليها في حياتِهِ على الوجهِ الأمثلِ، قالَ تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) وهذا يوجبُ على الإنسانِ شكرَ الله تعالى على نعمِهِ، والسعيَ إلى عمارةِ الأرضِ، وتعرّفَ سُنَنِ اللهِ تعالى في الكونِ.

 

أستزيد

  • تكرّرَ في القرآنِ الكريمِ ذكرُ الآياتِ الكونيةِ الدالّةِ على قدرةِ الله تعالى؛ تنبيهًا للناسِ إلى عظيمِ خَلْقِ الله تعالى وتدبيرِه للكونِ، وحثًّا على مزيدٍ مِنَ التفكُّرِ في هذا الكونِ وسُنَنهِ وقوانينهِ، وقَدْ جاءَ في سورة الرّومِ جملةٌ مِنْ تلكَ الآياتِ الكونيةِ، مِنْها:
    • خَلقُ البشرِ جميعًا مِنْ ترابٍ، ثُمَّ تكاثرُهُمْ بالتزاوجِ، لتنشأَ بذلكَ رابطةُ المحبّةِ والأُلفةِ بينَهُمْ، قالَ تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ).
    • اختلافُ ألسنةِ البشرِ وألوانِهِمْ، قالَ تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ)، وهذا الاختلافُ يدعو الناسَ إلى التعاونِ لا التباغضِ والتقاتلِ.

 

أَرْبِطُ مَعَ العلمِ والصّحّةِ

  • العلمُ: يدلُّ التعبيرُ القرآنيُّ في قولِهِ تعالى: (وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً) على الدقةِ والإعجازِ، إذْ كانَ الظنُّ السائدُ قديمًا أنَّ الأشياءَ تُرى إذا انتقلَ الشعاعُ مِنْ عَيْنَيِ الرائي إلى الشيءِ المرئيِّ، حتّى أثبتَ العالمُ المسلمُ ابنُ الهيثمِ عكسَ ذلكَ، وبيَّن أنَّهُ إذا انتقلَ الشعاعُ مِنَ العينِ إلى الشيءِ المرئيِّ لأمكنَ أَنْ نرى الأشياءَ في الظلامِ إذا كانَ الرائي في مكانٍ مضيءٍ.
  • الصحةُ: أثبتَتِ التجارِبُ العمليةُ والدراساتُ العلميةُ أنَّ أفضلَ نومِ الإنسانِ هُوَ نومُهُ في الليلِ، خاصةً في ساعاتِ الليلِ الأولى، وأنَّ النومَ مدّةً طويلةً خلالَ النهارِ يضرُّ بصحتهِ؛ إذْ يؤثّرُ في نشاطِ الدورةِ الدمويةِ تأثيرًا سلبيًّا، ويؤدّي إلى تيبُّسِ العضلاتِ، وتراكمِ الدهونِ في مختلِفِ أجزاءِ الجسمِ، ويؤدّي أيضًا إلى التوترِ النفسيِّ والقلقِ.