التربية الإسلامية فصل أول

الثامن

icon

الفكرةُ الرئيسةُ

دعَتِ الآياتُ الكريمةُ إلى المحافظةِ على العَلاقاتِ الطيِّبةِ بينَ أفرادِ المجتمعِ بالنهيِ عنْ كلِّ ما يفسدُ هذهِ العَلاقاتِ.

 

أَفهمُ وأَحفَظُ

معاني المفردات والتراكيب

الآيات الكريمة (9-13) من سورة الحجرات

  • بَغَتْ: اعتدَتْ.
  • تَفِيءَ: تَرْجِعَ.
  • وَأَقْسِطُوا: اعدِلوا.
  • يَسْخَرْ: يستهزِئْ.
  • تَلْمِزُوا: تذكُروا عيوبَ الآخرينَ.
  • تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ: تُطلِقوا على بعضِكُمْ أوصافًا غيرَ حميدةٍ.
  • الظَّنِّ: الشكِّ بالآخرينَ دونَ دليلٍ.
  • تَجَسَّسُوا: تتبَّعوا عوراتِ الآخرينَ.
  • يَغْتَبْ: يذكرْ أَحدُكُمْ أَخاهُ بما
  • يكرَهُ في غيابِهِ.
  • أَكْرَمَكُمْ: أَفضلَكُمْ.
  • أَتْقَاكُمْ: أَكثرُكُمُ اتِّباعًا لأوامرِ اللهِ تعالى، واجتنابًا لنواهيهِ.

يقول الله تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

 

أَسْتَنيرُ

تُسمّى سورةُ الحُجُرات سورةَ الأَخلاقِ؛ لاشتمالِها على كثيرٍ منَ الأخلاقِ والآدابِ الحميدةِ.

وقد تناولت آيات الدرس الموضوعات الآتية

  • الإصلاحُ بينَ الناسِ: الآيتانِ الكريمتانِ (9-10)
  • النهيُ عمّا يفسدُ العلاقاتِ بينَ الناسِ: الآيتانِ الكريمتانِ (11-12)
  • التقوى ميزانُ التفاضلِ: الآيةُ الكريمةُ (13)

أَوَّلًا: الإِصلاحُ بينَ الناسِ

  • دعَتِ الآياتُ الكريمةُ إِلى إزالةِ أَسبابِ الخلافِ والنزاعِ بينَ الناسِ، وإِدامةِ الأُلفةِ والمحبَّةِ بينَهُمْ.
  • فإِنْ حصلَ بينَ طَرَفَيْنِ نزاعٌ فعلى أَهلِ الخيرِ أَنْ يسعَوا إِلى الإِصلاحِ بينَهُما بالعدلِ دونَ مَيْلٍ إِلى أَحدِهِما، قالَ تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
  • فإنْ كانَ أحدُهما على باطلٍ فيجبُ الوقوفُ معَ صاحبِ الحقِّ، قالَ تعالى: (فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ).
  • حيثُ أَكَّدَتِ الآياتُ الكريمةُ رابطةَ الأُخوَّةِ المبنيَّةِ على الإيمانِ باللهِ تعالى، قالَ تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)؛ لأَنَّها منْ أَهمِّ الروابطِ بينَ المؤمنينَ والمؤمناتِ، وبها تُنالُ رحمةُ اللهِ تعالى.

 

ثانيًا: النهيُ عمّا يفسدُ العلاقاتِ بينَ الناس

  • أَمرَ اللهُ تعالى بإِدامةِ العَلاقاتِ الطيِّبةِ بينَ الناسِ.
  • وحذَّرَ منْ كلِّ ما يفسدُها؛ لتبقى رابطةَ الأُخوَّةِ قويّةً، فيكونَ المجتمعُ متماسكًا بعيدًا عنِ النزاعِ والخصامِ.
  • وفي ما يأتي أهمُّ السلوكاتِ المذمومةِ التي نهَتِ الآياتُ الكريمةُ عنْها لحفظِ العلاقاتِ بينَ الناسِ:

  • وتُعدُّ الأخلاقُ المذمومةُ الَّتي تحدَّثَتْ عنْها الآياتُ الكريمةُ خروجًا عنْ طاعةِ اللهِ تعالى؛ لأَثرِها السيِّئِ في العَلاقاتِ بينَ الناسِ.
  • وقدْ طلبَ اللهُ تعالى إِلى مَنْ يتَّصفُ بها أَنْ يتوبَ عنْها، وإِلّا فإِنَّهُ يظلمُ نفسَهُ؛ لأَنَّهُ يعرِّضُها للعذابِ الأليمِ يومَ القيامةِ، قالَ تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).

 

ثالثًا: التقوى ميزانُ التفاضلِ بينَ الناسِ

  • خلقَ اللهُ تعالى الناسَ منْ آدمَ وحوّاءَ.
  • وجعلَهُمْ شعوبًا وقبائلَ ليتعارفوا.
  • وقدْ دعَتِ الآيةُ الكريمةُ إِلى التواصلِ والتعارفِ بينَ الناسِ.
  • وجعلَ اللهُ تعالى ميزانَ التفاضلِ بينَهُمُ التقوى، لا المالَ ولا النسبَ.
  • التّقوى: هو العملُ بأوامرِ اللهِ تعالى واجتنابُ نواهيهِ.
  • قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: (يا أَيُّها النّاسُ، أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ واحِدٌ، وَإنَّ أَباكُمْ واحِدٌ، أَلا لا فَضْلَ لعَرَبِيٍّ عَلى عَجَمِيٍّ، وَلا لعَجَمِيٍّ عَلى عَرَبيّ، وَلا أَحْمَرَ عَلى أَسْوَدَ، وَلا أَسْوَدَ عَلى أَحْمَرَ إلِّا باِلتَّقْوى): حيث بين الرسول صلى الله عليه وسلم:
    •  ما يجمعُ بينَ الناسِ هو وحدة الرّب تبارك وتعالى، ووحدة الأصل.
    • نهى سيّدُنا محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم عنْ أنْ يكونَ (النّسب والّلون) سببًا في التفاضلِ بينَ الناسِ

 

أَسْتَزيدُ

دعا الإسلامُ إِلى التعاملِ بالأَخلاقِ الحميدةِ معَ الناسِ جميعًا مهما اختلفوا في الأَديانِ والأَجناسِ والأَعراقِ؛ لأَنَّ حكمةَ اللهِ تعالى منْ هذا الاختلافِ أَنْ يحصلَ التعاونُ والتآلفُ بينَ الناسِ منْ أَجلِ خيرِ الإِنسانيَّةِ، ولا يكونَ ذلكَ سببًا في التفاخرِ والتعالي على الآخرينَ.

 

أربط مع البلاغة

عبّر القرآنُ الكريمُ بلفظِ (أَنْفُسَكُمْ) في قولِهِ تعالى: (وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) ليدلَّ على أَنَّ المؤمنينَ كنفْسٍ واحدةٍ، فإِذا عابَ أَحدٌ غيرَهُ فكأَنَّما عابَ نفسَهُ، ومثلُهُ قولُهُ تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).