بين يدي السورة
- سورة الإسراء مكية.
- عدد آياتها مئة وإحدى عشرة.
- سُمِّيَت (سورة الإسراء) إشارة إلى تلك المعجزة التي خصّ الله بها نبيه الكريم محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث انتقل الرسول بوساطة البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليلًا، ثمّ عُرج به إلى السماء، ثم عاد إلى مكّة في الليلة نفسها.
- تُسمّى سورة الإسراء سورة بني إسرائيل.
- هي إحدى السور المسبّحات (وهي: السور التي تبتدئ بالتسبيح، وهي سبع سور في القرآن الكريم، ابتدأت بسورة الإسراء وانتهت بسورة الأعلى).
- تناولت السورة الموضوعات الآتية:
- حادثة الإسراء.
- عظمة القرآن الكريم.
- إفساد بني إسرائيل في الأرض وضلالهم وخروجهم عن الحق.
- مجموعة من التوجيهات القرآنية والأخلاق الحميدة التي يجب على المسلم الالتزام بها.
الآيات الكريمة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)
معاني المفردات والتّركيب
- أسرى بعبده ليلٍا: سار به ليلًا.
- فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ: سيطروا على البلاد.
- أَكْثَرَ نَفِيرًا: أكثر عددًا وأعوانًا.
- لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ: ليحزنوكم حزنًا يبدو في وجوهكم.
- جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا: مكانًا يمكثون فيه.
تفسير الآيات الكريمة
- ابتدأت السورة الكريمة بتمجيد الله تعالى وتعظيمه وتنزيهه عن كلّ نقص أو عيب.
- ثم ذكرت معجزة الإسراء التي أكرم الله بها رسولنا صلّى الله عليه وسلّم.
- ثم ذكرتْ رسالة موسى عليه السّلام لبني إسرائيل، وبيّنت إعراضهم عن الهدى الذي جاءهم وإفسادهم في الأرض، وما وقع عليهم من عذاب أليم، أو سيقع بهم جزاء إفسادهم وإعراضهم عن الهدى.
وفي ما يأتي بيان ذلك:
أولًّا: حادثة الإسراء
أسرى الله تعالى بالرسول صلّى الله عليه وسلّم ليلًا من المسجد الحرام في مكة المكرّمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس (القدس) وكان من أحداثها ما يأتي:
- التقى بالأنبياء والرُّسل السّابقين عليهم السّلام.
- صلّى بالأنبياء عليهم السّلام.
- عُرِج به إلى السماوات العُلا، ورأى بعض آيات ربّه الكبرى.
- ثم عاد في تلك الليلة إلى مكّة المكرمّة.
- وفي الصّباح حدّث الناس بما شاهد، وصدّق به المسلمون، إلا أنّ الكفار كذّبوه، وطلبوا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يصف لهم بيت المقدس، فوصفه لهم وصفًا دقيقًا، على الرغم من أنّه لم يكن رآه قبل تلك الحادثة، ولكنّهم ازدادوا عنادًا وتكذيبًا.
- وصف الله تعالى سيدنا محمدًا بالعبودية في قوله تعالى: (أَسْرَى بِعَبْدِهِ)، وذلك أن العبودية لله تعالى مقام تشريف وتكريم.
- في الآية ربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى؛ لبيان صلة كلّ منهما بالآخر، ولأهميتهما ومكانتهما عند الله تعالى، وفي نفوس المسلمين.
- جعل الله تعالى المسجد الأقصى وما حوله مباركًا، لأن هذا المسجد وما حوله مهبط الوحي ومهد الرسالات.
- المسجد الأقصى هو كلّ ما دار عليه السّور من جهاته الأربع، وتبلغُ مساحته مئة وأربعةً وأربعين دونمًا، وهو ليس فقط المسجد ذا القبة الرصاصية، ولا قبة الصخرة، بل هو كلّ ذلك، بالإضافة إلى كلّ السّاحات المحيطة بهما.
ثانيًا: رسالة موسى عليه السلام
- لمّا ذكر الله تعالى أنّه أسرى بعبده محمد صلّى الله عليه وسلّم، ذكر بعدها موسى عليه السلام والتوراة؛ لبيان وحدة الرسالات بين الأنبياء، فكلّهم جاؤوا بدعوة التوحيد لله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ).
- وفي هذه الآية أيضًا تذكير لهم بأنّهم من ذريّة من نجّى الله تعالى مع نوح في السفينة، فقد كان عبدًا لله، شكورًا لنعمه وآلائه.
- ومن نعم الله تعالى أن أرسل محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم ليكون خاتم الأنبياء للنّاس جميعًا.
ثالثًا: إفساد بني إسرائيل
- تحدّثت الآيات الكريمة عن إفساد بني إسرائيل في الأرض.
- وقد توعدّهم الله تعالى كلّما علوا في الأرض وأفسدوا أن يبعث عليهم عبادًا له، يقفون في وجه مخططاتهم.
- وأشارت الآيات الكريمة إلى فسادين كبيرين من إفساد بني إسرائيل في الأرض.
- وبيّنت الآيات أنّ عباد الله تعالى المؤمنين، هم من سيقف في وجه هذين الإفسادين، وكما انتصر عباد الله على بني إسرائيل في إفسادهم الأول، فإنّهم سينتصرون عليه، ويمنعون فسادهم وظلمهم وتعديهم على الإنسانية.
القيم المستفادة من الدرس
- أعتزّ بعبوديتي لله تعالى.
- أحرص على تسبيح الله تعالى وذكره في كلّ وقت وحين.
- أحرص على تعريف النّاس بالمسجد الأقصى ومكانته.