قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) |
معاني المفردات والتراكيب :
|
بين يدي السورة
- نوعها حسب نزولها: سورة مدنية.
- عدد آياتها : (24) آية.
- أهم موضوعاتها: تُعرفنا سورة الحشر على الله تعالى وعظيم قدرته وصفات المؤمنين والمنافقين.
- سبب تسمية سورة الحشر بسورة النّضير: لأن فيها قصة إجلاء يهود بني النّضير.
- محورها الرئيسي: يدور حول المواجهة بين الحق والباطل وبين الإيمان والكفر، وأنّ الغلبة والنصر للحق وأنصاره.
تفسير الآيات الكريمة
اشتملت هذه الآيات الكريمة على مجموعة من الأوامر والتوجيهات الربانية، ومنها:
1- تقوى الله تعالى
- قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ"، أمرنا الله تعالى بالتقوى مرتين:
- المرة الأولى: يأمرنا الله عز وجل بالتقوى بصورة عامة، (مفهوم التقوى: هي أن نخشاه سبحانه، وأن نتجنّب غضبه وعذابه، وذلك بفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه).
- المرة الثانية: جاء الأمر بالتقوى بمعنى أخص؛ لتدعو المسلم إلى تحسين العمل والحرص على إتقانه وجودته.
- علل: خُتِمت الآية الكريمة بقوله تعالى:" إن الله خبير بما تعملون".
- لكي يحاسب المسلم نفسه على ما قدّم من خير أو شر، فيكون يوم القيامة من الذين يتقبّل الله أعمالهم.
2- التحذير من الإعراض عن أوامر الله تعالى
- ينهانا الله تعالى أن نكون مثل الذين نسو أوامره، فكان نتيجة ذلك أن وكّلهم الله لأنفسهم، ولم يوفّقهم في أعمالهم، فالجزاء من جنس العمل، قال تعالى:" وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"
- وفي قوله تعالى " لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ" تحثّ الآية الكريمة المسلم أن يقتدي بالصالحين والأتقياء من المؤمنين الذين لزموا تقوى الله تعالى، فكانوا من أصحاب الجنة الفائزين يوم القيامة الناجين من عذاب الله تعالى، وتحذّرنا من اتخاذ العصاة قدوة؛لأنهم فسقوا وخرجوا عن حدود طاعة الله تعالى في الدنيا، فكانوا من أصحاب النار يوم القيامة.
3- التدبُّر بالمواعظ القرآنية
- قال تعالى:" لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ".
- الحكمة من توسّط الحديث عن القرآن الكريم في الآيات الكريمة:
- لأن تقوى الله سبحانه وتعالى وإطاعة أوامره لا تتحقق إلا بهذا القرآن الكريم، فهو الذي تتصدّع له الجبال على قساوتها، وتخشع لآياته.
- علل: ضرب الله تعالى مثلًا بتصدّع الجبال خشية لله تعالى ؟
- ليتفكّر المسلم به، ويتدبّر آيات القرآن الكريم، وينفّذ أحكامه، فإذا كانت الجبال على قساوتها تتصدّع من خشية الله تعالى فمِن باب أولى أن تخشع قلوب الناس لكلام الله تعالى.
4- تعظيم الله تعالى بأسمائه الحسنى
- قال تعالى:" هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)"
- * ما واجب المسلم تجاه أسماء الله الحسنى؟
- تدبّر معانيها.
- دعوة الله تعالى بها.
- أن تظهر آثارها في سلوكه.
- وخُتمت سورة الحشر بذكر أسماء الله الحسنى في ثلاث آيات والتي لها أثر واسع في حياة المسلم .
أسماء الله تعالى الحسنى | أثرها في سلوك المسلم |
عالم الغيب والشهادة | الخوف من الله تعالى في كل وقت وحين، والحرص على طاعته دومًا |
الرحمن الرحيم | يبعث في نفس المسلم الرّجاء برحمته سبحانه والمحبة لإخوانه المؤمنين فيتراحم معهم |
الملك | يتعلّق قلب المسلم بربه فيعتمد عليه، لأنه صاحب المُلك الحقيقي في الدنيا |
القدوس، المهيمن، العزيز | يعلم بأن الله تعالى الحافظ الرقيب على كل شيء فيستمدّ منه القوة والعزّة فلا يخشى في الله تعالى أحدًا |
البارئ المصور | إذا علم أن الله عز وجل خلقه وأبدع في خلقه ثم صوره على الصورة التي يريدها الله امتلأ قلبه بحمد الله تعالى، وسجدت أعضاؤه شكراً لله، وكان منسجماً مع هذا الكون الذي يسبح لله تعالى. |