التَّعَلُّمُ الْقَبْلِيُّ
التفكُّر في خَلْق الله تعالى عبادة تُقرِّبنا إليه، وتزيدنا إيمانًا به سبحانه وتعالى، ويقينًا أنهَّ خالق الكون بهذا الشكل البديع.
والتفكُّر يفتح الآفاق أمام الإنسان لاكتشاف السُّنَن الكونية في خَلْق السماوات والأرض. قال تعالى: ﴿الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلًًا سبحانك فقنا عذاب النار﴾.
سورة الروم مكِّية، وعدد آياتها (60) آيةً، ومن أهمِّ موضوعاتها:
* الدعوة إلى إعمال العقل.
* التفكُّر في الكون.
الْفَهْمُ وَالتَّحْليلُ
حَثَّ القرآن الكريم الإنسان على التأمُّل والنظر في آيات الله تعالى في نفسه وفي الكون من حوله.
ذكرت الآيات القرآنية الكريمة عددًا من هذه الآيات والمظاهر الدالَّة على قدرته وبديع صنعه سبحانه وتعالى.
أوَّلًا: الزواج سكينة ومودَّة ورحمة
بيَّنت الآية الكريمة أنَّ الزواج آية تدلُّ على كمال قدرة الله. قال تعالى: ﴿ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجًا﴾.
الحكمة من جعل الزوجين من أصل واحد هي تحقيق السكينة. قال تعالى: ﴿لتسكنوا إليها﴾.
وضَّحت الآية الكريمة أنَّ من لوازم الزوجية تحقُّق المحبَّة، وحصول الانسجام والتفاهم بين الزوجين. قال تعالى: ﴿وجعل بينكم مودة ورحمة﴾. وفي هذا إشارة إلى طبيعة العلاقة التي يجب أنْ تربط بين الزوجين وأعضاء الأُسرة كافَّةً، وهي المحبَّة والرحمة.
اختُتمِت الآية الكريمة بالدعوة إلى التفكُّر في الحكمة من الزواج. قال تعالى: ﴿إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾؛ إذ فيه استمرار بقاء الإنسان، واستمرار نسله.
ثانيًا:خَلْق السماوات والأرض وتنوُّع البشر
أكَّدت الآية الكريمة أنَّ خَلْق السماوات وارتفاعها بغير عمد، وخَلْق الأرض، مع اتساعها وامتدادها، من آيات الله تعالى الدالَّة على عظمته. قال تعالى: ﴿ومن آياته ان خلق السماوات والأرض﴾.
بيَّنت الآية الكريمة قدرة الله تعالى على إيجاد اختلاف بين لغات الناس، وتباين طباعهم وألوانهم. قال تعالى: ﴿واختلاف ألسنتكم وألوانكم﴾.
خُتِمت الآية الكريمة بقوله تعالى: ﴿إن في ذلك لآيات للعالمين﴾؛ أيْ إنَّ في خَلْق السماوات والأرض واختلاف الألوان واللغات عِبْرةً لكلِّ ذي علم وبصيرة؛ ليُدرِك الحكمة من هذا الخَلْق وهذا الاختلاف.
ثالثًا:نعمة النوم
من آيات الله تعالى الدالَّة على عظيم خَلْقه نعمة النوم. قال تعالى: ﴿ومن آياته منامكم بالليل والنهار﴾؛ إذ في النوم تحصل الراحة، ويذهب التعب. وفي قوله تعالى: ﴿وابتغاؤكم من فضله﴾ دعوة إلى السعي في طلب الرزق.
وقد خُتمِت الآيات الكريمة بقوله تعالى: ﴿إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون﴾ لبيان أنَّ التوجيهات الواردة في الآيات الكريمة لا يعقلها إلّا مَنْ يسمع ويتدبر.
رابعًا: نعمة الغيث
أخبرت الآيات الكريمة أنَّ من دلائل قدرة الله تعالى تشكُّل ظاهرة الرق، ورؤية الناس له، فيخافون من الصواعق والضوء الذي قد يحدث من البرق، وفي الوقت نفسه يطمعون في الغيث. قال تعالى:﴿ومن آياته يريكم البرق خوفًا وطمعًا﴾. ثمَّ يُنزِّل الله تعالى من السحاب غيثًا، فيحيي به الأرض بعد جَدْبها وجفافها. وفي هذا دليل عى كال قدرة الله تعالى، وعظيم حكمته وإحسانه. قال تعالى: ﴿وينزّل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعض موتها﴾. وجاء ختام الآية الكريمة بقوله تعالى: ﴿إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون﴾؛ أيْ إنَّ كلَّ الشواهد السابقة من الرق والرعد وإنزال الماء وإحياء الأرض هي آيات ودلائل يفهمها أصحاب العقول السليمة.
الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ
أثبتت الدراسات العلمية أنَّ للنوم أثرًا كبيرًا في صِحَّة الإنسان؛ فهو ضروري لتنشيط الدماغ والذاكرة؛ ذلك أنَّ الدماغ يتعب أثناء الصحو من تراكم المعلومات، فيصبح أقلَّ كفاءة، ويحتاج إلى شيء من الراحة لتنشيطه. وقِلَّة النوم تؤدّي إلى عدم استقرار الحالة النفسية؛ ما يؤدّي إلى حدوث اضطرابات لدى الإنسان قليل النوم، إضافةً إلى احتمال إصابته بأمراض جسدية ترتبط بقِلَّة النوم، مثل: الضغط، والسُّكري، وأمراض الأوعية القلبية، والسمنة، وسرعة ظهور علامات الشيخوخة.