التَّعَلُّمُ الْقَبْلِيُّ
خلق الله تعالى الناس لتوحيده وعبادته، وأرسل إليهم رُسُلًا يدعونهم إلى الإيمان، وأنزل على رُسُله كتبًا ليهتدي بها الناس في حياتهم، وأمر الناس بالاستقامة على دينه، والالتزام بالقِيَم التي تضبط علاقتهم به تعالى، مثل: مراقبته سبحانه، والصِّدْق، والإخلاص في عبادته، وتضبط أيضًا علاقتهم بالآخرين، مثل: حُسْن الخُلُق، والتواضع، وحفظ اللسان، والحياء.
أَتَوَقَّفُ
سورة الفرقان مكِّية، وعدد آياتها (77) آية، وقد سُمِّيت بذلك لورود لفظ (الفرقان).
الْفَهْمُ وَالتَّحْليلُ
تبدأ الآيات الكريمة بذكر صفات عباد الرحمن؛ وهم المؤمنون الذين يَتَّصِفون بهذه الصفات الحميدة، ويتمثَّلونها في حياتهم؛ لضبط علاقتهم بالله تعالى، وضبط علاقتهم بغيرهم من الناس.
أوَّلًا: صفات عباد الرحمن
جاءت كلمة (عباد) مضافة إلى كلمة (الرحمن) تشريفًا للعباد، وتكريمًا لهم. وفيما يأتي بيان للخصال والصفات لتي يَتَّصِف بها عباد الله المؤمنون:
- الوقار والتواضع:
يمشي عباد الرحمن في سكينة ووقار بلا ضعف ولا تكبُّر، ولا يغترّون بأنفسهم؛ فإيمانهم بالله، واتِّصافهم بالرحمة، يبعث فيهم الطمأنينة التي تسكن بها جوارحهم. قال تعالى: (وَعِبَادُ ٱلرَّحمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمشُونَ عَلَى ٱلأَرۡضِ هَونا)؛ فهم يتواضعون للناس، ولا يتطاولون عليهم. فالتواضع سبب رفعتهم عند الله تعالى، ومحبَّة الناس لهم.
التعبير بلفظة ( يَمشُونَ) فيه دلالة على سيرتهم اليومية وسلوكهم العملي في التعامل مع الناس، وليس المقصود فقط السير على الأقدام.
- الإعراض عن الجاهلين:
يَتَّصِف عباد الرحمن بالحِلم، ويجتنبون الانتصار للنفس؛ فإذا صدر عن بعض الجهلاء خطأ في حقِّهم تركوهم، وأعرضوا عنهم، ولم يقابلوا ذلك بالمِثْل، وإنَّما يقابلونه بالقول الطيِّب. قال تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰما). وسبب ذلك هو جِدِّهم، وانشغالهم بمعالي الأمور، وهم يعلمون أنَّ ما يصدر عن هؤلاء ناشئ عن جهل وعدم معرفة.
- الحرص على العبادة:
وصفت الآية الكريمة حال عباد الرحمن مع خالقهم تعالى؛ فهم يتقرَّبون إليه سبحانه بالفرائض والنوافل، وبخاصَّة قيام الليل. قال تعالى: (وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِم سُجَّدا وَقِيَٰما). ومعنى (يبيتون) أيْ يقضون ليلهم بالصلاة والتهجُّد.
وقد جاء خَصُّ صلاة الليل بالذكر؛ لأنَّ العبادة فيه أقرب إلى الخشوع، وأبعد عن الرِّياء.
وفي تقديم لفظة (لِرَبِّهِم) على السجود والقيام بيانٌ لسبب استحقاقه b للعبادة وحده؛ فهو مَنْ خلقهم وهداهم ورزقهم، وفيه دلالة على إخلاصهم لله تبارك وتعالى؛ فهم له وحده يقومون ويسجدون ويتقرَّبون.
وفي تقديم لفظة (سُجَّدا)، مع أنَّ السجود يأتي بعد القيام، إشارة إلى مكانة السجود ومنزلته؛ فهو أكثر علامات الخضوع والعبودية لله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَقْرَبُ ما يَكونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ ساجِدٌ" (رواه مسلم).
- الخوف من عذاب النار، واللجوء إلى الله تعالى منها:
الخوف من النار هو ثمرة الإيمان العميق بما أخبرهم به الله ورسوله؛ فهم يؤمنون بوجود النار وما فيها من أهوال بالرغم من أنَّهم لم يروها؛ لذا يعملون للنجاة منها، ويتوجَّهون إلى الله تعالى بالدعاء أنْ يَصْرِف عنهم عذابها. قال تعالى: (وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصرِف عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ). ومن ثَمَّ، فهم يحرصون على تجنُّب فعل كلِّ ما يُغضِب الله تعالى، ويسألونه أنْ يغفر لهم ما قد يقعون فيه من الذنوب التي توجِب العذاب الدائم المُلازِم. قال تعالى: (إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا).
وقد خُتِمت الآية الكريمة بالحديث عن جهنَّم، ووصفها بأنَّها مكان سيِّئ لمَنْ يدخلها من عصاة المؤمنين الذين تكون إقامتهم فيها إقامة مُؤقَّتة، أو الكافرين الذين يخلدون فيها. قال تعالى: (إِنَّهَا سَآءَت مُستَقَرّا وَمُقَاما).
- الاعتدال والتوازن:
يَتَّصِف عباد الرحمن بالاعتدال والتوازن والتوسُّط في إنفاقهم الأموال. قال تعالى: (وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَم يُسرِفُواْ وَلَم يَقتُرُواْ)؛ فلا هم مُسرِفون يزيدون على الحَدِّ، ولا هم مُقتِرون في إنفاقهم، فيوصفون بالبخل والشُّحِّ، بل هم وسط بين هاتين الصفتين الذميمتين. قال تعالى: (وَكَانَ بَينَ ذَٰلِكَ قَوَاما). ومن ثَمَّ، فهم ينفقون أموالهم على الوجه المناسب الذي يرضي الله تعالى. وفائدة النهي عن هذين الأمرين هي أنَّ الإسراف يُفْضي إلى استنفاد المال، فيصير الإنسان محتاجًا إلى غيره. أمّا الإقتار فيؤدّي إلى إمساك المال؛ فلا يستفيد منه مالكه، ويُحرَم منه مَنْ يستحقُّه.
- البُعْد عن كبائر الذنوب:
يحرص عباد الرحمن على اجتناب كلِّ ما يُغضِب الله تعالى من الذنوب والمعاصي، وبخاصَّة الكبائر منها؛ وهي كلُّ ما توعَّد الله تعالى فاعلها بالعذاب الشديد أو اللعنة. ومن هذه الكبائر:
1) الإشراك بالله تعالى؛ فلا يجعل عباد الرحمن لله تعالى نِدًّا في عبادتهم إيّاه، ويخلصون له وحده سبحانه. قال تعالى: (وَٱلَّذِينَ لَا يَدعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ).
2) قتل النفس التي حرَّم الله تعالى؛ فهم لا يعتدون على الآخرين بالقتل إلّا مَنِ استحقَّ ذلك، مثل العدوِّ المُحارِب. قال تعالى: (وَلَا يَقتُلُونَ ٱلنَّفسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ).
3) ارتكاب الزِّنا؛ وهو من أعظم الفواحش التي تضرُّ بالفرد والمجتمع. قال تعالى: (وَلَا يَزنُونَ).
ثمَّ خُتِمت هذه الآية ببيان عاقبة مَنْ يقوم بهذه الأعمال القبيحة، وهي العذاب الشديد. قال تعالى: (وَمَن يَفعَل ذَٰلِكَ يَلقَ أَثَاما). وكذلك مضاعفة العذاب، والخلود فيه مع الذُّلِّ والهوان. قال تعالى: (يُضَٰعَف لَهُ ٱلعَذَابُ يَومَ ٱلقِيَٰمَةِ وَيَخلُد فِيهِۦ مُهَانًا). وقد اتَّفق العلماء على أنَّ الخلود هنا جاء بمعنى الإقامة الطويلة، أمّا الخلود بمعنى الإقامة الدائمة فهو للكافر فقط.
ثمَّ استثنت الآيات الكريمة من هذه العاقبة مَنْ فعل شيئًا من المعاصي، ثمَّ تاب عنها، فتركها، وندم على فعلها، وعزم ألّا يعود إليها، ورَدَّ المظالم إلى أهلها، وسلك طريق العمل الصالح، وتغيَّرت أحواله بعد التوبة من حيث الإقبال على الطاعة؛ فهؤلاء يمحو الله تعالى ما سبق منهم من سيِّئات، ويُثبِّت مكانها ما قاموا به بعد ذلك من صالحات؛ فالله غفور رحيم. قال تعالى: (إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَٰلِحا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِم حَسَنَٰتۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورا رَّحِيما). وتُؤكِّد الآيات الكريمة أنَّ من علامات التوبة الصادقة أنْ يقترن بها العمل الصالح الذي يُثبِت صِحَّة التوبة، وجِدِّيتها، وأنَّها خالصة لله تعالى. قال تعالى: (وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَٰلِحا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتَابا).
أَتَوَقَّفُ
(من شروط التوبة الصحيحة: ترك المعصية، والندم على فعلها، والعزم على عدم العودة إليها، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها).
4) تجنُّب شهادة الزور:
من صفات عباد الرحمن، تجنُّب شهادة الزور. قال تعالى: (وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ). وشهادة الزور هي الشهادة الكاذبة التي يُتوصَّل بها إلى الباطل، مثل: أكل أموال الناس، وتضييعِ حقوقهم. وهي أمور قبيحة تُلحِق الضرر والأذى بالآخرين، وتُسبِّب لصاحبها غضب الرَبِّ سبحانه، وتودي به إلى الهلاك. وقد شدَّد النبي صلى الله عليه وسلم على تحريم شهادة الزور، وعَدَّها من أكبر الكبائر؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبائِرِ؟ قُلْنا: بَلى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: الْإِشْراكُ بِاللهِ، وَعُقوقُ الْوالِدَيْنِ. وَكانَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ، فَقالَ: أَلا وَقَوْلُ الزّورِ، أَلا وَشَهادَةُ الزّورِ، أَلا وَقَوْلُ الزّورِ، أَلا وَشَهادَةُ الزّورِ" (رواه البخاري ومسلم).
- البُعْد عن المجالس التي لا خير فيها:
يُنزِّه عباد الرحمن أنفسهم عن حضور مجالس اللغو؛ وهو العبث الذي لا خير فيه من الأقوال والأفعال. وإذا مَرّوا بمَنْ يمارسه لم يَنْجرّوا إليه، ولم يشاركوا فيه. قال تعالى: (وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغوِ مَرُّواْ كِرَاما). والتعبير بالمرور إشعارٌ بأنَّهم لا يقصدون الذهاب إلى هذه الأماكن والمجالس، وأنَّ ذلك كان من باب المصادفة.
- تعظيم كلام الله تعالى، والعمل به:
إذا سمع عباد الرحمن آيات القرآن الكريم تُتْلى عليهم انتفعوا بها، وتدبَّروها، وفهموها، وعملوا بما جاء فيها، ولم يكونوا كالكُفّار الذين يَتَّبِعون عقائدهم الباطلة من دون تفكير أو نظر. قال تعالى: (والذين إِذَا ذُكِّرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِم لَم يَخِرُّواْ عَلَيهَا صُمّا وَعُميَانا). فهذه الآية الكريمة ثناء على المؤمنين، ومدح لهم على حُسْن وعيهم، وتعريض بالكافرين على جهلهم وقِلَّة تدبُّرهم.
- الحرص على صلاح أُسَرهم، وهداية مَنْ حولهم:
جاءت هذه الصفة تتويجًا للصفات السابقة، مُبيِّنةً إيجابية عباد الرحمن، وحرصهم على صلاح مَنْ حولهم؛ فهم لا يكتفون بصلاح أنفسهم، وإنَّما يسعون لصلاح غيرهم، وأَوْلى الناس بذلك أُسَرهم؛ لذا يتوجَّهون إلى رَبِّهم سبحانه بطلب الهداية لهم، ورؤية ما يسرُّهم منهم في الدين والدنيا، وأنْ يكونوا جميعًا من المتقين الطائعين. قال تعالى: (وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَب لَنَا مِنۡ أَزوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعيُن وَٱجعَلنَا لِلمُتَّقِينَ إِمَامًا)؛ ففي هذه الآية الكريمة بيانٌ أنَّ المؤمن يُحِبُّ الخير، ويفرح به لمَنْ حوله. وكذلك بيان لمسؤولية الإنسان عمَّنْ حوله، بَدْءًا بالأقرب فالأقرب. وقد خُتِمت الآية الكريمة بدعاء المؤمن أنْ يُوفِّقه الله تعالى ومَنْ حوله من الأهل والأبناء؛ ليكونوا قدوة لغيرهم من الناس في مختلف مناحي حياتهم.
ثانيًا: جزاء عباد الرحمن
إنَّ هذه الأعمال والصفات التي ذكرتها الآيات الكريمة تقتضي من الإنسان الصبر على فعلها أو تركها، ومجاهدة النفس للاستمرار في ذلك، ولهذا جاءت خاتمة الآيات الكريمة لبيان جزاء مَنِ اتَّصف بها، وأدّى حقَّها؛ فمَنْ تحلّى بهذه الصفات أكرمه الله تعالى يوم القيامة بما يأتي:
- الدرجات العالية في الجَنَّة، والتنعُّم بما فيها؛ لصبرهم على طاعة الله تعالى، وبُعْدهم عن معصيته، وتحقيق تلك الصفات في حياتهم. قال تعالى: (أُوْلَٰٓئِكَ يُجزَونَ ٱلغُرفَةَ بِمَا صَبَرُواْ). والصبر يعني حَمْل النفس على القيام بما يقتضيه الشرع والعقل السليم، وهو سِرُّ الفوز بهذا الجزاء.
- ما يلقونه من تكريم واحترام وترحيب من الملائكة الذين يستقبلونهم، ويقفون على خدمتهم. قال تعالى: (وَيُلَقَّونَ فِيهَا تَحِيَّة وَسَلَٰمًا).
- الإقامة الدائمة في الجَنَّة دون موت، أو انتقال منها إلى مكان آخر؛ فهي خير مكان يقيمون فيه لبَدْء حياتهم الجديدة. قال تعالى: (خَٰلِدِينَ فِيهَاۚحَسُنَت مُستَقَرّٗا وَمُقَاما).
ثمَّ بيَّنت الآيات الكريمة أنَّ هذه المنزلة العالية، وهذا الجزاء العظيم، كان بسبب استجابتهم لأمر الله تعالى، وعبادتهم له، ودعائهم إيّاه، مُنوِّهةً بأنَّه لا قيمة عند الله تعالى لمَنْ لا يستجيب لأمره، ولا يلتزم عبادته. ولهذا يُوجِّه القرآن الكريم النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يقول لهم ذلك. قال تعالى: (قُل مَا يَعبَؤُاْ بِكُم رَبِّي لَولَا دُعَآؤُكُم). ثمَّ خُتِمت الآيات الكريمة بتوبيخ الكافرين على تكذيبهم، وبيان مصيرهم؛ وهو العذاب الدائم المُلازِم لهم في الآخرة. قال تعالى: (فَقَد كَذَّبتُم فَسَوفَ يَكُونُ لِزَامَا).
الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ
وردت في القرآن الكريم صفات أُخرى يَتَّصِف بها عباد الرحمن والمؤمنون الصالحون، أهمُّها:
- العِفَّة. قال تعالى: (وَٱلَّذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزوَٰجِهِم أَو مَا مَلَكَت أَيمَٰنُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلعَادُونَ ) (المؤمنون: 5-7).
- الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر. قال تعالى: (وَٱلمُؤمِنُونَ وَٱلمُؤمِنَٰتُ بَعضُهُم أَولِيَآءُ بَعض يأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ ٱلمُنكَرِ) (التوبة: 71).
- الجهاد في سبيل الله. قال تعالى: (إِنَّمَا ٱلمُؤمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ لَم يَرتَابُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَموَٰلِهِم وَأَنفُسِهِم فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ ١٥) (الحجرات: 15).
- حفظ الأمانات، والوفاء بالعهود. قال تعالى: ( وَٱلَّذِينَ هُم لِأَمَٰنَٰتِهِم وَعَهدِهِم رَٰعُونَ ) (المؤمنون: 8).
والهدف من إخبار القرآن الكريم بهذه الصفات التي يُحِبُّها الله تعالى هو ترغيب الناس، وتحفيزهم على التخلُّق بها؛ لتكون بذلك سببًا في حياة طيِّبة في الدنياـ ونجاة من النار يوم القيامة.
أَرْبِطُ مَعَ اللُّغَةِ
- التعبير باسم الإشارة (أُوْلَٰٓئِكَ) في قوله تعالى: (أُوْلَٰٓئِكَ يُجزَونَ ٱلغُرفَةَ بِمَا صَبَرُواْ) للدلالة على المكانة الرفيعة والمنزلة العالية التي بلغها عباد الرحمن.
- والباء في قوله تعالى: (بِمَا صَبَرُواْ) تفيد السببية؛ أيْ بسبب صبرهم على تحقيق الصفات السابقة في حياتهم، فإنَّهم وصلوا إلى المكانة العالية عند الله تعالى، ونالوا جزاءهم.
- التعبير بالفعل المضارع في وصف أعمال عباد الرحمن وصفاتهم في قوله تعالى: (يَمشُونَ)، (يَبِيتُونَ)، (يَقُولُونَ) للدلالة على تجدُّد ذلك منهم، وأنَّهم يفعلونه في كلِّ حين.