الفكْرة الرئَّيسَة
- يَسْتَهْزِئُ بَعْضُ الْأَشْخاصِ مِنَ الْآخَرينَ وَيَعْتَدونَ عَلَيْهِمْ، فَيُؤَدّي ذلِكَ إِلى إِلْحاقِ الْأَذى أَوِ الضَّرَرِ بهِمْ، وَهُوَ تَصَرُّفٌ غَيْرُ سَليمٍ، وَقَدْ نَزَلَتْ سورَةُ الْهُمَزَةِ بسِبَبِ اسْتهِزاءِ بَعْضِ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْ سَيِّدِنا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحابِهِ رضي الله عنهم، فَكانَتْ هذِهِ السّورَةُ وَعيدًا لَهُمْ.
- أمَرَنا اللهُ تعَالى في كِتابهِ الكْريمِ باِلِابتْعِادِ عَنِ الْأَقْوالِ وَالْأَعْمالِ السَّيِّئَةِ الَّتي تُؤْذي النّاسَ، مِثْلِ: السُّخْرِيَةِ، وَالْبُخْلِ، وتحقير الناس، وَأَعَدَّ لمِنْ يَفْعَلُ ذلِكَ عَذابًا أَليمًا. قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخاهُ الْمُسْلِمَ».
بطاقة تعريفية بسورة الهمزة |
|
أولاً: التَّحْذيرُ مِنَ السُّخْرِيَةِ وَالْبُخْلِ
حَذَّرَ اللهُ تَعالى في بِدايَةِ السّورَةِ الْكَريمَةِ مِنْ تَصَرُّفاتٍ سَيِّئَةٍ فيها اعْتِداءٌ عَلى خَلْقِ اللهِ تَعالى وَحِكْمَتِهِ، مِنْها:
(1) السُّخْرِيَةُ:
- خَلَقَ اللهُ تَعالى النّاسَ مُخْتَلِفينَ في الْأَشْكالِ وَالْأَحْجامِ وَالْأَلْوانِ وَالطَّبائِعِ وَالرِّزْقِ وَغَيْرِ ذلِكَ.
- وَلكِنَّ بَعْضَ النّاسِ لا يَفْهَمُ الْحِكْمَةَ مِنْ هذا الِاخْتِلافِ، فَيَسْتَهْزِئونَ بِالْآخَرينَ بِالْقَوْلِ أَوِ الْفِعْلِ أَوِ الْإِشارَةِ.
(2) الْبُخْلُ:
- جَعَلَ اللهُ تَعالى الْمالَ وَسيلَةً لِلْعَيْشِ.
- وَلكِنَّ بَعْضَ النّاسِ يَجْمَعُهُ وَيُخَزِّنُهُ وَلا يَبْذُلُهُ في طَريقِ الْخَيْرِ؛ لسببين:
- بِحُجَّةِ الْخَوْفِ مِنَ الْحاجَةِ إِلَيْهِ في الْمُسْتَقْبَلِ.
- وَظَنًّاً أَنَّ مالَهُ سَيَجْعَلُهُ باقِيًا في الدُّنْيا لا يَموتُ.
ثانِيًا: مَصيرُ مَنْ يَسْخَرُ مِنَ النّاسِ وَيَتَّصِفُ بِالْبُخْلِ
- أَعَدَّ اللهُ تَعالى لِمَنْ يَسْخَرُ مِنَ النّاسِ وَيَبْخَلُ بِالْأَمْوالِ:
- عَذابًا أَليمًا في نارِ جَهَنَّمَ الشَّديدَةِ الْحَرارَةِ.
- وَيُقَيَّدُ فيها بسَلاسِلَ طَويلَةٍ.
- وتُغْلَقُ عَلَيْهِ جَهَنَّمُ فَلا يَخْرُجُ مِنْها.
- لِلنّارِ أَسْماءٌ عَديدَةٌ ذُكِرَتْ في الْقُرْآنِ الْكَريمِ، مِنْها: لَظى، وَالسَّعيرُ، وَجَهَنَّمُ، وَسَقَرُ، وَالْحُطَمَةُ، وَالْهاوِيَةُ.