التربية الإسلامية

السابع

icon

الفكرة الرئيسية

تضمّنت الآياتُ الكريمةُ (16 - 19) منْ سورةِ لقمانَ مجموعةً منْ وصايا سيِّدِنا لقمانَ لابنِهِ بيَّن لهُ فيها: 

  • كيفَ يجبُ أنْ تكونَ علاقتُهُ معَ اللهِ سبحانَهُ وتعالى.
  • وكيفَ يكونُ تعاملُهُ معَ الناسِ.
  • ودعاهُ إلى اتّباعِ منهجِ الاعتدالِ والتوسّطِ في حياتِهِ.

وتُعدُّ الوسطيّةُ والاعتدالُ في الحياةِ منْ أَهمِّ خصائصِ الإسلامِ، وهما فكرٌ وسلوكٌ ينبغي لنا التعاملُ بهِما.

 

المفردات والتراكيب

أفهم وأحفظ

عزمُ الأمورِ: الأمورُ التي تحتاجُ إلى إرادةٍ قويٍّة وهمٍّة عاليةٍ.

وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ: لا تتكبّْر عليهِمْ.

مَرَحًا: متفاخرًا ومُتعاليًا.

مُخْتَال فَخُور : متكبٍّ مغرورٍ.

وَٱقْصِدْ: اعتدلْ، وتوسَّطْ.

وَٱغْضُضْ: واخفِضْ.

أَنكَرَ: أَقبحَ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

﴿ يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثقَالَ حَبَّة مِّن خَردَل فَتَكُن فِي صَخرَةٍ أَو فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَو فِي ٱلأَرضِ يَأتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ (16)  يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأمُر بالمَعرُوفِ وَٱنهَ عَنِ ٱلمُنكَرِ وَٱصبِر عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِن عَزمِ ٱلأُمُورِ ( 17) وَلَا تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمشِ فِي ٱلأَرضِ مَرَحًا إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُختَال فَخُور ( 18) وَٱقصِد فِي مَشيِكَ وَٱغضُض مِن صَوتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصوَٰتِ لَصَوتُ ٱلحَمِير ( 19)

 

أستنير

تضمّنَتِ الآياتُ الكريمةُ مجموعةً منْ وصايا سيّدِنا لقمانَ لابنِهِ تبيُّن كيفَ يتعاملُ الإنسانُ معَ خالقِهِ، وتبيِّنُ منهجَ تعاملِهِ معَ الناسِ.

الاعتدال والوسطية دين سابع

أولًا: الشُّعورُ بمراقبةِ اللهِ تعالى:

إنَّ اللهَ تعالى يعلمُ أدقَّ الأمورِ، ولا يخفى عليهِ شيءٌ منْ أعمالِ الناسِ، قالَ تَعالى: "يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثقَالَ حَبَّة مِّن خَردَل فَتَكُن فِي صَخرَةٍ أَو فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَو فِي ٱلأَرضِ يَأتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ (16)" فعلى الإنسانِ أنْ يحرِصَ على أعمالِ الخيرِ؛ ليهنأَ في الحياةِ والآخرةِ.

 

ثانيًا: إقامُ الصلاةِ

أمرَ سيّدُنا لقمانُ ابنَهُ بإقامِ الصلاةِ والمداومةِ عليها؛ لما لها منْ أهمّيّةٍ كبيرةٍ في حياةِ الإنسانِ، فهيَ صلةٌ بينَنا وبينَ خالِقِنا، قالَ تَعالى: "يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ"

 

ثالثًا: الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عنِ المنكرِ

أمرَ سيّدُنا لقمانُ ابنَهُ بالأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المنكرِ؛ وذلكَ بالدعوةِ إلى كلِّ خيرٍ وفضيلةٍ، والنهيِ عنْ كُلِّ سيء ورذيلةٍ بحكمةٍ ولينٍ، قالَ تَعالى:"وَأمُر بالمَعرُوفِ وَٱنهَ عَنِ ٱلمُنكَرِ ".

 

رابعًا: الصبرُ

أرشدَ سيّدُنا لقمانُ ابنَهُ إلى وجوبِ الصبرِ على ما قدْ يصيبُهُ في حياتِهِ منَ الأمراضِ، والمصائبِ، والأذى، وقلّةِ المالِ، وغيرِ ذلكَ ممّا يحتاجُ إلى قوّةِ الإرادةِ في تحمُّلِهِ، قالَ تَعالى: "وَٱصبِر عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَٰلِكَ مِن عَزمِ ٱلأُمُورِ ( 17)".

 

خامسًا: حُسْنُ التعاملِ معَ الناسِ

دعا سيّدُنا لقمانُ ابنَهُ إلى حُسْنِ التعاملِ معَ الناسِ، ومنْ ذلكَ:

أ- التواضعُ وتجنُّبُ التكبُّرِ،  فالكِبْرُ خلُقٌ سيّئٌ سيّئٌ يؤدّي إلى العداوةِ  والبغضاءِ بينَ الناسِ، واللهُ تعالى لا يحبُّ كلَّ مُتكبِّرٍ متفاخرٍ بمالِهِ أوْ جاهِهِ، قالَ تَعالى: "وَلَا تُصَعِّر خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمشِ فِي ٱلأَرضِ مَرَحًا إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُختَال فَخُور ".

ب- مخاطبةُ الناسِ بأسلوبٍ حسَنٍ، وخفضُ صوتِهِ في الحديثِ، قالَ تَعالى: "وَٱغضُض مِن صَوتِكَ".

 

سادسًا: الاعتدالُ والتوسُّطُ

دعا سيّدُنا لقمانُ ابنَهُ إلى أنْ يختارَ في حياتِهِ طريقَ التوسُّطِ والاعتدالِ، ومنْ ذلكَ: أنْ يكونَ معتدلًا في مِشيتِهِ، بأَلاّ يستعجلَ فيخلَّ بوَقارِهِ، ولا يكونَ بطيئًا متثاقلاً، قال تعالى: "وَٱقصِد فِي مَشيِكَ".

 

أستزيد

خاطبَ سيّدُنا لقمانُ ابنَهُ موصيًا إيّاهُ بأَحسنِ الأَلفاظِ، بقولِهِ: "يَٰبُنَيَّ" ؛ ليدلَّ على اللّينِ والتَّلطُّفِ حينَ مخاطبةِ الناسِ ونصحِهِمْ، وليُشعِرَهُ بأنَّهُ يحبُّهُ.

 

أربط مع العلوم

الخردلُ: نباتٌ لهُ حَبٌّ صغيرٌ جدًّا، فيهِ عديدٌ منَ الفوائدِ الغذائيّةِ والصحّيّةِ.