سورَةُ مريم/ الآياتُ الكريمةُ (41- 45)
أفسر وأحفظ
قال الله تعالى:
"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)"
أفهم المفرداتِ والتَّراكيبَ
- وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا: لا يُقَدّمُ لكَ نَفعًا، ولا يدفعُ عنكَ ضُرًّا.
- صِرَاطًا سَوِيًّا: طَريقًا مستَقيمًا، والمرادُ بِهِ توحيدُ اللهِ تعالى وَعبادَتُهُ.
- لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا: تابِعًا وَعَونًا للشَّيطانِ.
تفسير الآيات الكريمة
كان إبراهيمُ عليه السلام صادِقًا في أقوالِهِ وأفعالِهِ كُلّها، فاختارَهُ اللهُ تعالى ليَكونَ نبيًّا وداعِيًا إلى توحيدِ اللهِ تعالى وعبادَتِهِ، فَبَدَأ بدعوةِ أبيهِ آزرَ إلى التَّوحيدِ.
1- تركُ عبادةِ الأصنامِ
- دعا إبراهيمُ عليه السلام أباهُ بلطفٍ ورفقٍ إلى تَرْكِ عبادة الأصنامِ؛ لأنَّها عاجزةٌ، لا تَسمعُ ولا تُبْصِرُ، ولا تجلبُ نفعًا ولا تدفَعُ ضُرًّا، فلا تستَحِقُّ العبادَةَ.
2- توحيدُ اللهِ تعالى وعبادَتُهُ
- دعا إبراهيمُ عليه السلام أباهُ إلى اتّباعِ الطَّريقِ المستقيمِ، وهوَ توحيدُ اللهِ تعالى وعبادَتُهُ كي يفوزَ بالجنةِ.
3- التَّحذير من اتّباع الشَّيطانِ
- نهى إبراهيم عليه السلام أباه عن عبادة الشَّيطانِ واتَباعِ طريقِهِ؛ فالشَّيطانُ لا يأمُرُ إلّا بمعصِيةِ الله تعالى، وتركِ طاعتهِ سبحانَهُ.
- استخدم إبراهيمُ عليه السلام أُسلوبَ المُحاوَرَةِ والسُّؤالِ في دعوةِ أبيه إلى توحيدِ اللهِ تعالى حتَّى يثيرَ تفكيرَهُ ويُنبّهَهُ إلى أنَّ الأصنامَ لا تستَحِقُّ العبادةَ.
- وحذَّرَ إبراهيمُ عليه السلام أباهُ من سُوءِ عاقبةِ عبادةِ الشَّيطانِ، وأنَّه يخشى عليه أن يقودَهُ إلى عذابِ اللهِ تعالى.
بعد فهمي لمعنى الآياتِ الكريمةِ وتدَبُّري لها أحرصُ في حياتي على أن:
1-أعبُدَ اللهَ وحدَه.
2-أنصَحَ زُملائي برفقٍ.
3-أحرص على دعوة عائلتي إلى الخير.
4-أصدق في أقوالي وأفعالي.
أتلو وأحفظ
سورَةُ عبس/ الآياتُ الكريمةُ (1- 42)
قال اللهُ تعالى:
﷽
"عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)"
تضَمَّنت الآياتُ الكريمةُ من سورةِ عَبَسَ، الحديثَ عن خَلقِ الإنسانِ وإنباتِ النَّبات، وغيرها من الموضوعات، أَحفَظُ هذهِ السُّورةَ، وأستخرِجُ منها ما له علاقةً بموضوع الدرس.
المعنى الإجمالي للآيات
ظهر التغير والعبوس في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم, وأعرض لأجل أن الأعمى عبد الله بن أم مكتوم جاءه مسترشدا, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم منشغلا بدعوة كبار قريش إلى الإسلام.
فعاتبه الله تعالى: أي شيء يجعلك عالما بحقيقة أمره؟ لعله بسؤاله تزكو نفسه، أو يحصل له المزيد من الاعتبار والازدجار.
فأما من استغنى عن هديك, فأنت تتعرض له وتصغي لكلامه, وأي شيء عليك ألا يتطهر من كفره؟
وأما من كان حريصا على لقائك, وهو يخشى الله من التقصير في الاسترشاد, فأنت عنه تتشاغل؟؟
ليس الأمر كما فعلت يا محمد, إن هذه السورة موعظة لك ولكل من شاء الاتعاظ، فمن شاء ذكر الله.
هذا الوحي, وهو القرآن في صحف معظمة, موقرة, عالية القدر مطهرة من الدنس والزيادة والنقص, بأيدي ملائكة كتبة, سفراء بين الله وخلقه, وهم كرام الخلق, أخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة.
لعن الإنسان الكافر وعذب, ما أشد كفره بربه!! ألم ير من أي شيء خلقه الله أول مرة؟ خلقه الله من ماء قليل- وهو المني- فقدره أطوارا, ثم بين له طريق الخير والشر, ثم أماته فجعل له مكانا يقبر فيه, ثم إذا شاء سبحانه أحياه, وبعثه بعد موته للحساب والجزاء.
ليس الأمر كما يقول الكافر ويفعل, فلم يُهد ما أمره الله به من الإيمان والعمل بطاعته، فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ إنا صببنا الماء على الأرض صبا, ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى, فأنبتنا فيها حبا, وعنبا وعلفا للدواب, وزيتونا ونخلا, وحدائق عظيمة الأشجار, وثمارا وكلأ، تنعمون بها أنتم وأنعامكم.
فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصم من هولها الأسماع:
يوم يفر المرء لهول ذلك اليوم من أخيه, وأمه وأبيه, وزوجه وبنيه. لكل واحد منهم يومئذ أمر يمنعه من الانشغال بغيره.
وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة؟ مسرورة فرحة,
ووجوه أهل الجحيم مظلمة مسودة, تغشاها ذلة. أولئك الموصوفون بهذا الوصف هم الذين كفروا بنعم الله وكذبوا بآياته, وتجرؤوا على محارمه بالفجور والطغيان.