التربية الإسلامية فصل ثاني

السادس

icon

الْفِكْرَةُ الرَّئيسَةُ

  • تُبَيِّنُ الْآياتُ الْكَريمَةُ اسْتِمْرارَ سَيِّدِنا نوحٍ عليه السلام في مُحاوَلَةِ إِقْناعِ قَوْمِهِ بِأَنْ يَعْبُدوا اللَّهَ تَعالى وَحْدَهُ.
  •  عَنْ طَريقِ تَذْكيرِهِمْ بِبَعْضِ مَظَاهِرِ عَظَمَةِ اللَّهِ تَعالى، بِالرَّغْمِ مِنِ اسْتِنْكارِهِمْ دَعْوَتَهُ.

 

إِضاءَةٌ

  • الْعَظيمُ: اسْمٌ مِنْ أَسْماءِ اللَّهِ تَعالى الْحُسْنى.
  •  وَيَدُلُّ عَلى أَنَّهُ سُبْحانَهُ يَتَّصِفُ بِصِفاتِ الْكَمالِ في كُلِّ شَيْءٍ، وَكُلُّ ما في الْكَوْنِ يَدُلُّ عَلى عَظَمَتِهِ.

 

أَلْفِظُ جَيِّدًا     (تَرَوْا)، (أَنْبَتَكُم)، (وَيُخْرِجُكُمْ).

 

أَفَهَمُ وَأَحْفَظُ

سورَةُ نوحٍ (١٣ - ٢٠)

بسم الله الرحمن الرحيم

(مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)).

 

الْمُفْرَداتُ وَالتَّرَاكِيبُ

تَرْجُونَ: تَخافونَ.

وَقَارًا: عَظَمَةً.

أَطْوَارًا: مَراحِلَ.

طِبَاقًا: طَبَقاتٍ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ.

سِرَاجًا: مُضيئًا.

أَنْبَتَكُمْ: أَخْرَجَكُمْ.

بِسَاطًا: مُهَيَّأَةً لِلْعَيْشِ فيها.

سُبُلًا فِجَاجًا: طُرُقًا مُخْتَلِفَةً لِلْعَيْشِ.

 

 

أَوَّلًا: قُدْرَةُ اللَّهِ تَعالى على خَلْقِ الْإِنْسانِ

  • تُبَيِّنُ الْآياتُ الْكَريمَةُ أَنَّ سَيِّدَنا نوحًا عليه السلام ذَكَّرَ قَوْمَهُ بِعَظَمَةِ اللَّهِ تَعالى وَقُدْرَتِهِ.
  •  وَتُبَيِّنُ أَنَّهُ اسْتَنْكَرَ مَوْقِفَهُمْ مِنْ دَعْوَتِهِ وَعَدَمَ خَوْفِهِمْ مِنْ عَظَمَةِ اللهِ تَعالى وَسُلْطانِهِ، قالَ تَعالى: (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا).
  •  وَأَدِلَّةُ عَظَمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ سُبْحانَهُ واضِحَةٌ أَمامَهُمْ، وَمِنْها:
    • خَلْقُ الْإِنْسانِ في مَراحِلَ مُتَتابِعَةٍ.
    •  فقَدْ بَدَأَ خَلْقُهُ مِنْ نُطْفَةٍ، ثُمَّ مَرَّ بِمَراحِلَ مُتَعَدِّدَةٍ حَتّى أَصْبَحَ جَنينًا تَامَّ الْخَلْقِ، ثُمَّ أَصْبَحَ طِفْلًا، ثُمَّ صَبِيًّا، ثُمَّ شابًّا، ثُمَّ كَبِيرًا في الْعُمْرِ، قالَ تَعالى: (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا).

 

ثانِيًا: قُدْرَةُ اللَّهِ تَعالى عَلى خَلْقِ السَّماواتِ وَما فيهِنَّ

  • يَدْعو سَيِّدُنا نوحٌ عليه السلام قَوْمَهُ إِلى التَّفَكُّرِ في خَلْقِ السَّماواتِ وَما فيهِنَّ، وَمِنْ ذَلِكَ:

 أ. خَلْقُ سَبْعِ سَماواتٍ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ، قالَ تَعالى: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا).

ب. خَلْقُ الْقَمَرِ لِيُنيرَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ، قالَ تَعالى: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا).

ج. خَلْقُ الشَّمْسِ وَجَعْلُها مَصْدَرًا لِلْحَرَارَةِ وَالضَّوْءِ، قَالَ تَعالى: (وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا).

ثالِثًا: قُدْرَةُ اللهِ تَعالى عَلى الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ

  • بَيَّنَ سَيِّدُنا نوحٌ عليه السلام لِقَوْمِهِ قُدْرَةَ اللَّهِ تَعالى عَلى الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ.
    •  إِذْ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُ سُبْحانَهُ جَعَلَ أَصْلَ نَشْأَتِهِمْ مِنَ الْأَرْضِ، قالَ تَعالى: (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا).
    •  وَأَنَّ رُجُوعَهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ إِلَيْها، قالَ تَعالى: (ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا).
    •  وَأَنَّ بَعْثَهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ مِنْها، قالَ تَعالى: (وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا).

 

رابِعًا: قُدْرَةُ اللهِ تَعالى عَلى تَهْيِئَةِ الْأَرْضِ لِلْعَيْشِ فيها

  • ذَكَرَ سَيِّدُنا نوحٌ عليه السلام لِقَوْمِهِ أَدِلَّةً أُخْرى تَدُلُّ عَلى قُدْرَةِ اللَّهِ تَعالى، مِنْها:
    •  أَنَّهُ سُبْحانَهُ جَعَلَ الْأَرْضَ مُمَهَّدَةً لِلْعَيْشِ وَالْحَياةِ، قالَ تَعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا)؛ لِيَسْلُكَ النَّاسُ فيها طُرُقًا مُخْتَلِفَةً لِلْعَيْشِ وَكَسْبِ الرِّزْقِ، قَالَ تَعالى: (لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا).

 

أَسْتَزيدُ

  • جَعَلَ اللهُ تَعالى أَصْلَ نَشْأَةِ الْإِنْسانِ مِنَ الْأَرْضِ حينَ خَلَقَ سَيِّدَنا آدَمَ عليه السلام، قَالَ تَعالى: (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا).
  •  وَقَدْ شَبَّهَ سُبْحانَهُ خَلْقَ الْإِنْسانِ وَبَعْثَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِإِنباتِ النَّباتِ؛ لِيُبَيِّنَ لَهُ أَنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ يَسيرٌ عَلى اللَّهِ تَعالى.

 

أَرْبِطُ مَعَ العُلومِ

  • وَصَفَ اللَّهُ تَعالى الْقَمَرَ في الْقُرْآنِ الْكَريمِ بِالنّورِ؛ لِأَنَّ الْقَمَرَ جِسْمٌ مُعْتِمٌ يَعْكِسُ ضَوْءَ الشَّمْسِ لِيُنيرَ بِهِ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ، قَال تَعالى: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا).
  • أَمَّا الشَّمْسُ فَقَدْ وَصَفَها اللهُ تَعالى بِالسِّراجِ؛ لأَنَّها مَصْدَرٌ مُتَوَهّجٌ يَشِعُّ مِنْهُ الضَّوْءُ وَالْحَرارَةُ ، قَال تَعالى: (وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا).