الفكرة الرئيسة
صِيامُ شَهْرِ رَمَضانَ هو الرُكْن الرابع مِنْ أركانِ الْإسلامِ، وَلَهُ فَضائِلُ وَأَحْكامٌ يَجِبُ الْتِزامُها، وَآدابٌ يَنْبَغي مُراعاتُها.
مفهوم الصيام، وفوائده:
هُوَ الِامْتنِاعُ عَنِ الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَسائر الْمُفْطِراتِ مِنْ طُلوعِ الْفَجْرِ إلِى غُروبِ الشَّمْسِ مَعَ نِيَّةِ الصِّيامِ قَبْلَ طُلوعِ الْفَجْرِ.
وللصيام فوائد عديدة، منها:
- يُعَلِّمُنا اسْتِشْعارَ مُراقَبَةِ الله تَعالى، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
- وَيُعَوِّدُنا الصَّبْرَ وَضَبْطَ النَّفْسِ.
- وَيزيدُ اللهُ تَعالى لَنا الْحَسَناتِ.
- وَيَغْفِرُ ذُنوبَنا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صامَ رَمَضانَ إيمانًا وَاحْتسِابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبهِ).
- ويدخلنا الجنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ في الْجَنَّةِ باباً يُقالُ لَهُ الرَّياّنُ، يدخُلُ منِهْ الصّائمِون يوَمْ القْيِامة، لا يدخلُ منه أحَدٌ غيرهم).
- ويستجيب الله دعاءنا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصّائِمُ حَتّى يُفْطِرَ، وَالْإِمامُ الْعَدْلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلومِ).
حكم الصيام
- يَجِبُ الصِّيامُ عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ تَتَحَقَّقُ فيهِ شُروطٌ ثَلاثَةٌ هِيَ:
- الْبُلوغُ.
- الْعَقْلُ.
- اسْتِطاعَةُ الصِّيامِ.
- أَمّا الْمَريضُ أَوِ الْمُسافِرُ أَوْ كَبيرُ السِّنِّ مِمَّنْ لا يَسْتَطيعُ الصِّيامَ فَيُباحُ لَهُ الْإِفْطارُ في نَهارِ رَمَضانَ:
- فإذِا كانَ مَريضًا فَيَقْضي ما فاتَهُ مِنَ الصِّيامِ بَعْدَ شِفائِهِ.
- وَأَمّا إذِا كانَ مُسافِرًا فَيَقْضي بَعْدَ عَوْدَتهِ إلِى بَلَدِهِ.
- أَمّا كَبيرُ السِّنِّ الَّذي لا يَقْدِرُ عَلى الصِّيامِ وَالْمَريضُ مَرَضًا لا يُرْجى شِفاؤُهُ، فَيَتَصَدَّقُ عَلى الْفُقَراءِ بَدَلَ الصِّيامِ.
من أحكام الصيام
- يجوز صيام الصغير إن استطاع.
- من أكل أو شرب ناسياً فصيامه صحيح، لِأَنَّ سَيِّدَنا رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: (مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صائِمٌ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتم صَوْمَهُ، فَإنِّما أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقاهُ).
- من مبطلات الصيام: مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ أَوْ تَقَيّأَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَطُلَ صِيامُهُ وَعَلَيْهِ الْقَضاءُ.
من آداب الصيام
من الْآداب الَّتي يَنْبَغي أَنْ نَتَحَلّى بِها خِلالَ صِيامِنا ما يأتي:
- حِفْظُ أَلْسِنَتِنا عَنِ السَّبِّ وَالْغيبَةِ وَالسُّخْرِيَةِ وَغَيْرِها.
- اسْتِثْمارُ الْوَقْتِ بِالْأَعْمالِ الصّالِحَةِ مِثْلِ: أَداءِ الصَّلاةِ، وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ الْكَريمِ، وَالدِّراسَةِ، وَمُساعَدَةِ الْفُقَراءِ.
- يُسْتَحَبُّ لَنا تَأْخيرُ السَّحورِ وَتَعْجيلُ الْفِطْرِ.
- عدم الإسراف في الطعام والشراب، لقوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا).
كيف يثبت دخول شهر رمضان؟
يَثْبُتُ دُخولُ شَهْرِ رَمَضانَ الْمُبارَكِ بِرُؤْيَةِ الهلال، وتُشْرِفُ دائِرَةُ الْإِفْتاءِ الْعامِّ في الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ الْهاشِمِيَّةِ بِالتَّعاوُنِ مَعَ الْجَمْعِيَّةِ الْفَلَكِيَّةِ الْأُرْدُنِيَّةِ عَلى مُراقَبَةِ هِلالِ شَهْرِ رَمَضانَ الْمُبارَكِ.
أحفظ غيباً:
يقول الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).