تاريخ الأردن فصل أول

المواد المشتركة أول ثانوي

icon

كان لقافلة الحج الشامي الأثر الأكبر في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الأردن، فكانت تنطلق من دمشق إلى الرمثا، ثم إلى الفدين (المفرق)، وتتجه القافلة بعد ذلك إلى الضليل الواقعة بين الزرقاء والمفرق، ومنها إلى الزرقاء حيث يقام سوق يحتوي على السلع المختلفة التي تجلب من مدن دمشق وقراها، إذ يتم التبادل التجاري في هذه المحطات، فكان التجار من مدينة عجلون يحضرون السلع إلى مدينة الزرقاء للمتاجرة بها، وأحيانًا تمر قافلة الحج بالأزرق قبل توجهها نحو الزرقاء لوجود الماء فيها

ثم تنطلق  قافلة الحج من الزرقاء إلى زيزياء، وفيها  أسواق تجارية وبركة لسقي الحجاج  حيث يقيم الحاج فيها يوما ، أما تجار عمان فيخرجون للمتاجرة مع الحجاج، ثم يتجه الركب إلى القطراني (القطرانة)، وفيها بركة ماء وخان، وحولها يوجد التجار الذين يقدمون للمسافرين ما يحتاجونه من أطعمة وأشربة، وما تحتاجه دوابهم من أعلاف مثل الشعير والتين  وقد يتجه الحجاج إلى اللجون وفيها ماء جار، ثم يقصدون الكرك، وفيها يقيمون أربعة أيام، يقام في أثنائها سوق لهم  .ثم  تذهب القافلة بعد ذلك إلى وادي الحسا بين الكرك ومعان، فيرد الحجاج ماءها ، ومنها يرحلون نحو معان؛ للتزود بالمياه والطعام، ويقام لهم سوف يحتوي العديد من البضائع والسلع سواء للحجاج أو رواحلهم، فيغتنم أهالي المنطقة الفرصة للتجارة

وفي معان ينقسم طريق الحج إلى اتجاهين:

1-  الأول نحو عقبة الصوان، ثم نحو ذات حج، ثم إلى تبوك، فالعلا إلى أن ينتهي إلى المدينة المنورة، ثم مكة.

2-  ثاني من معان إلى أيلة، ويلتقي مع قافلة الحج المصري، ثم نحو المدينة فمكة، وفي العقبة

من أهم محطات الحج محطة زيزا (زيرياء، الجيزة)، حيث يقام فيها سوق تجاري كبير في موسم الحج، يتزود منه الحجاج بما يحتاجونه

وكان موسم الحج مناسبة دينية واقتصادية وثقافية، إذ يلتقي المسلمون على اختلافهم في القوافل، فيتعارفون على عادات بعضهم وأحوالهم الاقتصادية وعلومهم. ومن آثار مرور قافلة الحج الشامي بالأراضي الأردنية :

۱- شعور الحجاج بالأمان والطمأنينة من مخاطر الطريق، إذ كانت تحرس القافلة قوة عسكرية.

2- متاجرة الحاج بما حمل من بلاده من سلع مع غيره من الحجاج، أو استبداله ببعض سلعه سلعا يحتاجها الحجاج الآخرون.

3-  توفر طرق المواصلات مما أدى إلى تطور التجارة وازدهار الأسواق .

4- تحول مراكز طريق الحج ومحطاته بعد ذلك إلى مدن.

5- إقامة الاستراحات على طول طريق الحج، وقد استفاد منها أبناء القبائل المقيمة على الطريق بتقديم خدمات الدلالة وتأجير دوابهم لنقل الحجاج.

6- الاحتكاك والاتصال بين سكان المنطقة والحجاج القادمين من البلاد الإسلامية المختلفة.