(1) الاستعداد الفطري للتعليم:
- فقد حث الإسلام الإنسان على طلب المعرفة وتوظيفها في الكشف عن سنن الله تعالى في الكون فهمًا وإدراكًا، واستغلالها بما ينتفع به الإنسان في حياته.
- وذلك بما أعطاه من القدرة على تحديد الحقائق، وحلّ المشكلات، والانتقال بها نحو حياة أفضل، قال الله تعالى: "وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ".
(2) تسخير الله تعالى الكون وما فيه لمنفعة الإنسان:
- فهو يتيح للإنسان أن يوظّف كل موارد الكون ويستثمرها في التقدم الصناعي والتطوير والابتكار الذي يجعل الحياة الإنسانية أيسر وأسهل.
- والعناية بالبيئة والحفاظ على موارد الكون والاقتصاد في التعامل معها.
- فالاستخدام المتوازن لها من شأنه أن يحفظ الاستقرار في عملية البناء.
- وأهم من ذلك حفظ النفس والنسل والمال التي تشكل قوام مادة الإعمار، قال الله تعالى: "اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)".
(3) التفكّر في الكون يتيح له قدرًا أكبر في التعرّف عليه وتحديد غايته:
- فهو وسيلة مهمة لتطوير قدرات الإنسان ومواهبه؛ لذا طلب الإسلام من الإنسان أن يُعمل عقله ليبدع في تقديم وسائل وأشياء تخدمه في تحقيق سعادته في الحياة.
- وفي هذا حث على عملية البحث المستمرّة في الكون، فيستطيع الإنسان أن يفسرّ نظام الكون وحركته، وحركة التاريخ وسلوك الأمم والمجتمعات.
- فيأخذ بأسباب القوّة، ويبتعد عن عوامل الضعف، قال الله تعالى: "وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ".
- ومن العلماء الذين تفكروا بالكون فحققوا بعضًا من عمارته، وكان لهم دور في تشكيل الحضارة الإنسانية في شتى العلوم عبر التاريخ؛ ابن الهيثم علم البصريات، وجابر بن حيان في الكيمياء، وأبو بكر الرازي في الطب.
|