كثرت القصص الفلسفية التأملية في العصر الأندلسي؛ لأنَّ كتّابها يتخذونها وسيلةً للتعبير عن فكرهم وفلسفتهم وآرائهم.
قصّة (حيّ بن يقظان) لابن طُفيل
وهذه القصة تلخيص فلسفي تأملي جميل لأسرار الطبيعة والخليقة، عرضت من خلال حياة طفل يدعى (حي بن يقظان) أُلقيَ في جزيرة مجهولة من جزائر الهند، جنوب خط الاستواء. وقد استطاع هذا الطفل بالملاحظة والتأمل التدريجي لظروف الحياة ومظاهرها الطبيعية أن يدرك بفطرته وتفكيره أن لهذا الكون خالقا.
الخصائص الفنية لقصة حي بن يقظان
1- التأثر بمضامين القرآن الكريم، ولا سيما بقصة سيدنا موسى -عليه السلام- عند ذكر التابوت والنار التي استأنس بها.
2- يعتمد التأمل والتفكر في الخلق والكون، وهذا واضح في قوله عند تفكيره وتأمله بعد وفاة الظبية، فاهتدى إلى شق صدرها لمعرفة ما أصابها .
3- دقة الوصف والسرد، ولا سيما عند الحديث عن تعلّم الطفل من الظبية وما حوله المهارات واكتشاف الأشياء واعتماده على نفسه بعد موت الظبية.